موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مبارك يقول لكم: أخرجوا ضمائركم من الثلاجات!
اسم المقالة : مبارك يقول لكم: أخرجوا ضمائركم من الثلاجات!
كاتب المقالة : وائل قنديل

جميلٌ أن يُحيِّي مبارك جماهيره، ويطمئنهم على صحته، ويلوِّح بيده كأنه يزور معسكر المنتخب أو يحضر احتفالات عيد الشرطة.

جميلٌ أن يظهر بكامل صحته وسواد شعره وتورُّد وجنتيه ونظارته الأنيقة، وكأنه في جولة تفقدية لمنشآت سياحية في شرم شيخه؛ لكي لا يكون له ولجيشه من المحامين حجة في المطالبة ببقائه في بحبوحة المستشفى العسكري، أو إقامته الفندقية بالمركز الطبي العالمي.

جيدٌ أن يبدو في منتهى عنفوانه وأناقته وهو يعود إلى القفص، فربما أَحْيَتْ هذه المشاهد الضمائر التي دخلت في إغفاءة طويلة، نسيت معها وجوه وأسماء الشهداء، وراحت ترقص بمجون على إيقاع طبول أبناء المخلوع، وتشاركهم الهتاف والخلاعة وعبوات المولوتوف.

هي فرصةٌ حقيقيةٌ لمن أراد أن يستعيد وعيه وضميره النائم تحت تلال من الزيف والأكاذيب التي ابتلعت المسافة بين الثورة وعكسها، وبين الدماء والسولار، وبين الحق والباطل.

لقد كنا في حاجة لكي نتذكر الحكاية من أولها، ونعيد الفرز بين أهل الثورة الأصليين وخصومها الذين اختبئوا في هيئة الثوار، ومنهم من انتقل بمنتهى الخفة من ظهور بعير موقعة الجمل، إلى منصات المؤتمرات الثورية الحديثة.

هي فرصة أيضًا لأولئك المنتحبين والمنتحبات ليلة التنحي على خلع الرجل، لكي يسترجعوا كلماتهم ودموعهم المصورة حزنًا على سقوطه، ويقفوا أمام المرآة ليتفحصوا ملامح وجوههم ويتذكروا صراخهم في وجه الثوار الزاحفين إلى القصر كي يخلعوه.

هي مناسبة جاءت في وقتها لتذكر الثورة الحقيقية وسط حرائق الثورة المضادة، وأعمدة دخان الثورة الصناعية المزيفة التي افتعلها سواقط القيد في الثورة الأولى؛ لكي يدفنوا نفاياتهم ويغسلوا ماضيهم القريب مما علق به من رذاذ الخدمة في بلاط النظام الساقط.

هي فرصةٌ لتذكُّر الفرق بين ثورة خالد سعيد وثورة أحمد شفيق، ثورة التحرير وثورة العباسية والمنصة، ثورة زياد بكير، وكريم بنونة، ومهاب علي حسن، ومينا دانيال، وعلاء عبدالهادي، وعماد عفت، وثورة حمادة صابر وتامر «بتاع غمرة».

هي فرصة لكي يراجع المصريون وقائع ثورتهم، ويعلموا من هو الشريك والصديق، ومن هو الخصم والعدو، ويميزوا بين سكان الثورة الأصليين، وبين الهابطين عليها بمظلات صنعت في ورش الثورة المضادة من الباعة السريحة في مولد التوريث والتمديد.

هي فرصة ليستشعر الذين أهانوا ثورتهم وسمحوا لخصومها بالتحدث باسمها الحرج ويتنحوا عما هم غارقون فيه للآذان من محاولات التطبيع بين الثورة واللاثورة، والخلط بين الشهداء الحقيقيين والشهداء المزيفين المصنوعين إعلاميًّا وهم على قيد الحياة.

ويبقى أن على سكان الميادين الأصليين أن يراجعوا مطالبهم وهتافاتهم ولافتاتهم التي لا تزال محتفظة بأحبارها عن تطهير القضاء وتطهير الإعلام، ويتحسسوا مواقع أقدامهم وحناجرهم الآن ويحسبوا المسافة بين ثورتهم، وبين ما يجرى الآن من ارتداد كامل على قيم ومبادئ هذه الثورة، نكاية في محمد مرسي والإخوان.

تاريخ الاضافة: 20/04/2013
طباعة