رغم أن أعداد أعلام الاتحاد البريطانى فاقت بكثير عدد لافتات الاحتجاج، إلا أن صيحات الاستهجان كانت أعلى من دوى التصفيق أثناء مرور موكب جنازة مارجريت تاتشر، أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء فى بريطانيا.

وقالت تشارمين كينير "58 عاماً"، وهى تدير ظهرها عقب مرور موكب الجنازة عبر ميدان الطرف الأغر (ترافالجر سكوير) فى وسط العاصمة البريطانية لندن: "كانت كل سياسات تاتشر تتعلق بالمادية الفردية".

وحملت كينير لافتة كتب عليها شعار: "إذا لم يكن هناك شىء مثل المجتمع، فادفع مقابل جنازتك"، وذلك فى إشارة إلى أحد الأقوال المأثورة المنقولة عنها.

وقد جاء معظم عشرات الآلاف من الذين اصطفوا بطول طريق الجنازة فى وسط لندن لتقديم تعازيهم فى زعيمة حزب المحافظين السابقة، والتى أمضت أطول فترة يقضيها رئيس وزراء فى منصبه ببريطانيا خلال القرن.

وينظر كثيرون إلى تاتشر التى تولت السلطة فى الفترة من 1979-1990، على أنها جنبت بريطانيا ويلات الدمار بقيادتها لعملية الخصخصة والإصلاحات الاقتصادية، ولاستعادتها مكانة البلاد كقوة دولية بعد انتصارها عام 1982 على الأرجنتين فى حرب فوكلاند.

وقالت سيندى دولى "61 عاماً" التى جاءت من مانشستر لحضور جنازتها: "لقد حققت الكثير.. فقد كنا فى العشرينيات من العمر ولم يفعل أحد أى شىء.. فقد شارك الجميع فى الإضراب، لقد كان شيئا مروعا، كنا بحاجة لشخص يتخذ قرارات صعبة، وكان لديها القناعة لأن تفعل ذلك".

ولكن كان هناك بين المشيعين حفنة من ممثلى الوجه الآخر لبريطانيا، الذين تذكروا تعنتها ولا مبالاتها بمعاناة المجتمعات التى تحملت العبء الأكبر لإصلاحاتها.

لقد أبدوا اعتراضهم على جنازتها التى ورد أنها تكلفت 10 ملايين جنيه (15 مليون دولار)، واشتكوا من أن حزب المحافظين الذى كانت ثاتشر تنتمى إليه يسعى إلى تأليهها، حيث تم تنظيم جنازة احتفالية لها بمراسم عسكرية كاملة، مثلها فى ذلك مثل الأميرة الراحلة ديانا.

وقالت مارى ماكميلان "79 عاما": "لن ندع كل هذا الهراء الذى سمعناه فى التلفزيون والإذاعة هذا الصباح، وفى كل دقيقة منذ وفاتها ليحصل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على المزيد من الأصوات لحزب المحافظين".