رصد المراقبون تزايد دعوات تنادي بعفة المغربيات وحشمتهن وارتدائهن الملابس التقليدية والأصيلة، وذلك في معرض الرد على مطالب سابقة لحركة "فيمن" المغربية.
وكانت هذه الحركة قد ظهرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لتحث النساء على تعرية صدورهن كوسيلة احتجاجية على أوضاعهن في عدد من المجتمعات الإسلامية بعد الربيع العربي.
ودعت ناشطات "فيسبوكيات" مغربيات إلى تنظيم مسيرات في الشهر القادم، وهن يرتدين "جلاَّبة" ويضعن لثامًا على وجوههن، وهو اللباس المغربي النسائي التقليدي الذي كان سائدًا، لاسيما في سنوات السبعينيات، وبالتزامن مع ذلك انطلقت حملات لتصوير فتيات يفتخرن بعفتهن تحت شعار "جسدي مِلك لربي".
من ناحيته قال الدكتور محمد بولوز - عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والباحث في العلوم الشرعية والاجتماعية -: "تصدي فتيات وناشطات مسلمات لدعوات حركة "فيمن" إلى الاحتجاج بالعري، أمر طبيعي ينسجم مع وضع كل كيان حي ذي حيوية معتبرة يصد الأجسام الغريبة والفيروسات الفتاكة".
وأضاف بولوز: "تنظيم وقفات ومسيرات من المرأة ذاتها في البلاد الإسلامية، وغيرها من بلاد الدنيا، كفيل بأن يُدخل حركة "فيمن" وأمثالها مما ستفرزه الأيام جحر الضَّبِّ، ويحشرها في الزاوية باعتبارها شذوذًا لا يعبر إلا عن غرابته".
وأشار عضو اتحاد علماء المسلمين إلى أنه من شأن كل ذلك وأمثاله أن يلقمهن حجرًا، بالإضافة إلى الاستمرار في التوعية والتربية السليمة، وتمكين المرأة من حقوقها المشروعة، وحثها على القيام بواجباتها الاجتماعية والحضارية في البناء، وبث روح التكامل مع أخيها الرجل، ومساهمتها الفاعلة في إيجاد أجواء المودة والرحمة والسكينة.
وقال بولوز: "حركة "فيمن" إفراز من قاع الحضارة الغربية وبعض أوجهها الكالحة والمدمرة للقيم والأخلاق، ذلك أن التملق المبالغ فيه للحرية الفردية ومسايرة الأهواء يؤدي حتمًا لمثل هذا الشذوذ وأشد، فتحتم على البشرية أن تحكِّم العقل والدين والقانون، وإلا فهو الخراب والدمار للعمران البشري".
في نفس السياق، انتشرت في صفحات "فايسبوك" حملة مغربية بعنوان "جسدي ملك لربي" أطلقتها مبادرة "فاعل خير" لصاحبها مغني الراب الملقب بـ"الشيخ سار".
وتدعو هذه الصفحات الفتيات والنساء إلى التقاط صور لهن حاملات رسائل ولافتات تحث على العفة والحشمة واحترام الجسد، ردًّا على دعوات حركة "فيمن" المغربية.
وقد لاقت حملة "فاعل خير" تجاوبًا ملحوظًا من لدن المغربيات، خاصة ممن هن في سن الشباب، حيث أرسلت المئات من الفتيات داخل وخارج البلاد أيضًا صورًا خاصة لهن، وهن يرفعن لافتات وشعارات تدعو إلى احترام قيمة الجسد وعدم ابتذاله ومهانته عبر التعري.
