موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || وزير خارجية الهند: زيارة مرسى للهند ستشهد توقيع عدة اتفاقيات تعاون
اسم الخبر : وزير خارجية الهند: زيارة مرسى للهند ستشهد توقيع عدة اتفاقيات تعاون


أكد وزير خارجية الهند سلمان خورشيد، أهمية الزيارة التاريخية التى سيقوم بها الرئيس محمد مرسى إلى نيودلهى، والتى تأتى فى مرحلة مهمة للتحول الديمقراطى فى مصر، معربا عن استعداد بلاده للشراكة مع أصدقائنا المصريين فى جهودهم لبناء المؤسسات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ورحب بزيارة مرسى لنيودلهى كأول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر، التى تربطها علاقات صداقة دافئة مع الهند.

وقال خورشيد، اليوم بمناسبة زيارة الرئيس محمد مرسى للهند بعد غد الاثنين، إن الرئيس مرسى سيجرى خلال زيارته لنيودلهى مباحثات مع رئيس الوزراء مانموهان سينج والرئيس براناب موخرجى، ونائبه حميد أنصارى، والتى ستتناول أوجه التعاون بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن لقائه بزعيمة حزب المؤتمر سونيا غاندى، وزعيمة المعارضة سوشما سواراج.

كما أن الرئيس مرسى سيترأس منتدى للأعمال، لبحث سبل تعزيز التعاون التجارى والاستثمارات بين رجال الأعمال المصريين والهنود.

وأضاف أنه من المتوقع التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم للتعاون فى مجالات التجارة البحرية وتكنولوجيا المعلومات، وتطوير مركز التدريب المهنى فى مجال النسيج فى شبرا الخيمة، وأمن الإنترنت، ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة بجانب إنشاء مركز للتميز فى مجال تكنولوجيا المعلومات فى جامعة الأزهر ومذكرة تعاون بين المجلس الأعلى المصرى للآثار وصندوق أمناء الفنون، والتراث الثقافى الهندى.

وأعرب خورشيد عن سعادته بالاتفاق على إطلاق قمر صناعى مصرى من خلال مركبة فضائية هندية قريبا، وذكر أن الهند تتقاسم مع مصر الكثير من التحديات والمشاكل المشتركة فى مسيرة التنمية، وأنها على استعداد لتقاسم خبرتها فى العملية الديمقراطية التى تتضمن بناء المؤسسات والتدريب واستخدام ماكينات التصويت الإلكترونى والخبرات الهندية فى القضايا التنموية، مثل القضاء على الفقر والتعليم وخلق وظائف، مؤكدا أن زيادة التجارة والاستثمار بين الجانبين تعد معادلة يكسب فيها الطرفان لصالح شعوب كلا البلدين.

وأعرب وزير خارجية الهند سلمان خورشيد عن رضائه من ارتفاع التجارة بنسبة 37 فى المائة فى العالم المالى السابق، بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية حيث إن التبادل التجارى بلغ 4.5 مليار دولار الآن، ويميل الميزان التجارى بشكل طفيف لصالح مصر، مشيرا إلى أن الاستثمارات الهندية فى مصر بلغت 2.5مليار دولار، بينما الاستثمارات المصرية متمثلة فى شركتين تعملان فى السوق الهندى.

وأعرب عن أمله أن تستغل مصر إمكانيات السوق الهندى الكبير الذى يبلغ أكثر من مليار نسمة من المستهلكين، مؤكدا وجود إمكانيات أكبر لمزيد من التعاون فى مجال التجارة والاستثمارات.

وأفاد بأن هناك آلية المشاورات السياسية واجتماعات اللجنة المشتركة لاستعراض مجمل العلاقات، وأوجه التعاون بين البلدين من وقت لآخر، والبحث فى إمكانيات التعاون فى مجالات جديدة، وأكد سعى الهند إلى توسيع وتعميق العلاقات مع مصر.
مشيرا إلى أن زيارة مرسى ستؤكد على الأساس القوى لعلاقاتنا وتعطى دفعة جديدة لها.

وردا على سؤال حول رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى الشراكة الإستراتيجية، قال خورشيد: "نعم من المؤكد أننا على استعداد لرفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية" مشيرا إلى أن البلدين تتبنيان رؤية إستراتيجية للعلاقات الثنائية.

وقال إن مصر تتمتع بموقع جغرافى إستراتيجى قريب من أوروبا وغرب آسيا وأفريقيا، وتعد سوقا لـ90 مليون نسمة، مؤكدا أن الشركات الهندية تتطلع إلى توسيع أنشطتها فى مصر فى ضوء انخفاض تكلفة هذه العمليات فى أماكن قريبة من الأسواق المستهدفة.
وأوضح أن الحكومة الهندية تلعب دورا فى تيسير المعلومات والاستثمارات والتجارة، وخلق منبر للتفاعل بين رجال الأعمال.

ورد على سؤال حول التعاون بين المؤسسات العسكرية بين مصر والهند، أوضح وزير خارجية الهند سلمان خورشيد، أن هذا الموضوع مطروح للنقاش بين البلدين، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية الهندية تتعاون مع نظرائها فى الدول العربية فى مجالات من بينها بناء القدرات والمناورات العسكرية المشتركة، فضلا عن بحث التعاون فى تصنيع المعدات العسكرية.

وعن التعاون فى مجال التكنولوجيا العسكرية والعلوم والفضاء، قال إن خبراء البلدين يبحثان سبل تعزيز التعاون فى هذه المجالات، وكيف يمكن المضى فيها قدما.

وعن التعاون فى مجال الإرهاب، أعرب خورشيد عن تطلع بلاده إلى دعم مصر للحصول على إجماع دولى للمبادرة الهندية لمكافحة الإرهاب فى العالم، وأنه من المؤكد أن التعاون والمساعدات على المستوى الثنائى سيكون محل تقدير.

وردا على سؤال حول حصول مصر على عضوية تجمع "البريكس"، قال خورشيد: "إن مصر دولة مرشحة، وأن دعوتها لحضور القمة المقبلة فى جنوب أفريقيا بداية لانخراطها فى العملية"، مؤكدا أهمية دور مصر فى منطقة الشرق الأوسط بالرغم من أنها ليست أغنى دولة فيها، ولكنها تمتلك حضارة وتراثا ثقافيا وفكريا قيما وثقافة غنية.

وردا على سؤال حول السياسة الهندية فى التعامل مع دول العالم، أكد خورشيد أن "السياسة الخارجية الهندية تنبع من عدم التدخل وهذه الرؤية نتقاسمها مع مصر وقد شكلت الأساس للتعاون الوثيق فى حركة عدم الانحياز بعد الاستقلال"، موضحا أن الدعم للدول بكافة أشكاله لا يعنى التدخل فى شئونهم الداخلية.

وتابع أنه من مصلحة الهند أن تقف جنبا إلى جنب مع مصر فى هذا المنعطف المهم فى عمليتها الديمقراطية، معربا عن ثقته بأن مصر ستشهد قريبا مزايا هذا التحول الديمقراطي.وردا على سؤال حول رسالة الهند للشعب المصرى فى الوقت الحاضر، قال خورشيد إن الهنود وشعوب العالم شهدوا بإعجاب الطبيعة السلمية لثورة 25 يناير، وقد أشادنا بشجاعة وعزيمة الشعب المصرى فى سعيه نحو مطالبه المشروعة لمستقبل أفضل.

معربا عن ثقته فى أن مصر التى تمتلك تاريخا غنيا وثقافة وحضارة ستكون قادرة على تحقيق أهدافها التى وضعتها، وهى إقامة مجتمع ديمقراطى يحترم الحقوق والحريات لكافة مواطنيه.

وتابع أن الشعب الهندى له نوايا طيبة تجاه الشعب المصرى الصديق، ونحن نقف بجانبهم فى هذه الوقت الصعب، ونتقاسم معه خبرتنا فى بناء المؤسسات الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وردا على سؤال حول رؤية الهند لثورات الربيع العربى، أكد خورشيد تطلع بلاده للتعرف من الرئيس مرسى على رؤيته للأوضاع والتغيرات فى منطقة الشرق الأوسط، فى أعقاب ما يعرف بثورات الربيع العربى، مضيفا أن ثورات الربيع العربى تمثل طموحات الشعوب، خاصة الشباب نحو عملية ديمقراطية مفتوحة تهتم بمصالح الشعوب بطريقة أكثر عادلة.

وردا على سؤال حول دور مصر فى منطقة الشرق الأوسط، أشاد خورشيد بالدور الذى لعبته مصر مؤخرا بين إسرائيل والفلسطينيين، للتوصل إلى اتفاق تهدئة بالرغم من انشغالها حاليا بالأوضاع الداخلية.

وردا على سؤال حول الوضع فى سوريا، أعرب خورشيد عن قلق بلاده العميق من خسائر فى الأرواح فى سوريا، واستمرار العنف فيها، مطالبا كافة الأطراف بالابتعاد عن مسار العنف وبداية المفاوضات لإيجاد حل سياسى مقبول لكافة الأطراف مع الوضع فى الاعتبار مصلحة الشعب السورى.

وأكد خورشيد رفض بلاده لأى شكل من أشكال التدخل فى الشئون الداخلية لسوريا، معربا عن استعداد الهند للانضمام إلى الجهود الدولية لإيجاد حل سلمى للأزمة.

تاريخ الاضافة: 16/03/2013
طباعة