قال علماء آثار، اليوم الجمعة، إنهم عثروا على مقبرة خلال عمليات حفر خاصة بمشروع عملاق جديد للسكك الحديدية فى لندن، ربما تضم رفات نحو 50 ألف شخص راحوا ضحية وباء الطاعون منذ ما يزيد على 650 عاما.

وعثر الباحثون الذين يعملون فى مشروع كروس ريل- الذى يتكلف 24 مليار دولار- على 13 هيكلا عظميا فى صفين منتظمين على عمق 2.5 متر فى منطقة فارينجدون بوسط لندن.
وأشارت السجلات التاريخية إلى أن المنطقة كانت تضم يوما مقبرة أقيمت على عجل لضحايا "الموت الأسد" الذى أودى بحياة نحو ثلث سكان انجلترا بعد تفشيه عام 1348.

وقال جاى كارفر، كبير الأثريين العاملين فى مشروع كروس ريل، "فى هذه المرحلة المبكرة فان عمق الدفن والفخار الذى عثر عليه مع الهياكل العظمية والطريقة التى وضعت بها الهياكل تشير كلها إلى أن هذا جزء من مقبرة أقيمت فى أحوال طارئة فى القرن الرابع عشر"، مشيرا إلى أن نحو 50 ألف شخص دفنوا فى أقل من ثلاثة أعوام فى مقبرة فارينجدون أثناء اجتياح المرض العاصمة.

ويأمل الخبراء فى أن تلقى الهياكل العظمية التى أخذت لإجراء اختبارات علمية عليها الضوء على الحمض النووى للوباء، وتؤكد مواعيد دفن الضحايا.

وربما تكون هذه المقبرة ثانى أكبر اكتشاف يرجع للعصور الوسطى فى انجلترا مؤخرا، بعد أن أكد علماء الآثار الشهر الماضى أنهم عثروا على رفات الملك ريتشارد الثالث الذى قتل فى معركة عام 1485 تحت مرأب للسيارات فى وسط انجلترا.