موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الجزائر تُبرم صفقة مع أمريكا لاقتناء قمر فضائي للتجسس
اسم الخبر : الجزائر تُبرم صفقة مع أمريكا لاقتناء قمر فضائي للتجسس


تستعد الجزائر لاقتناء قمر تجسس فضائي من الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن شراء طائرات آلية للاستطلاع، وذلك بهدف "مراقبة منطقة الساحل والصحراء بشكل أكثر فعالية"، وفق ما أوردته أخيرا "إنتلجنس أونلاين"؛ النّشرة الفرنسية المتخصّصة في الشّؤون العسكرية والجيوسياسية.

ووفق المصدر ذاته فإن وفدا أمريكيا مكونا من موظفين كبار في جهاز الاستخبارات وأطر قطاع الصناعة الجيوفضائية زار الجزائر العاصمة، أواخر الشهر المنصرم، من أجل مناقشة بنود صفقة اقتناء الجزائر لعدد من الطائرات بدون طيار من طرف مصالح المخابرات العسكرية الجزائرية.

سياقات وخلفيات الصفقة

ولاستجلاء حيثيات هذا الموضوع والإطلاع على خلفيات الصفقة العسكرية الجزائرية الجديدة، أكد الدكتور إبراهيم اسعيدي، أستاذ بجامعة أوتاوا بكندا ومتخصص في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعية والأمنية بالعالم العربي، بأن حصول الجزائر على هذا النوع من الطائرات بدون طيار Unmanned aerial vehicle (UAV) ـ أو ما يسمى عادة Drone ـ يعد من الناحية العسكرية خطوة جديدة لتقوية قدراتها في مجال المراقبة والاستطلاع الجوي.

ويشرح اسعيدي، في تصريحات خص بها هسبريس، بأن هذا النوع من التجهيزات سيساعد هيئة الأركان في الجيش الجزائري وجهاز المخابرات على امتلاك التكنولوجيا الحديثة لمراقبة أمن الحدود؛ سواء من جهة المغرب أو جهة الساحل والصحراء أو جهة الحدود مع ليبيا وتونس؛ وذلك من خلال توفير المعلومات بشكل دقيق لمراكز العمليات العسكرية بمستوياتها الثلاثة البرية والجوية والبحرية، والمعرفة السريعة بتحرك الأفراد والجماعات على الحدود.

ولفت الخبير إلى أن الجزائر كانت قد انتقدت بشدة اختراق هذا النوع من الطائرات لمجالها الجزي إبان الحرب الليبي، حيث استعملها الحلف الأطلسي بكثافة للتصوير وجمع المعلومات عن المعركة في الميدان وعن حركة الأفراد على الحدود خاصة من جهة الصحراء، وكان يبرر هذا الاختراق للمجال الجوي الجزائري بضرورة تتبع حركة الجماعات الإرهابية ومراقبة مدى تسرب الأسلحة الليبية إلى منطقة الصحراء والساحل.

ومن جهة أخرى، يضيف اسعيدي، تبين خلال الأربع سنوات الأخيرة أن الجزائر هي من بين أهم الدول العربية التي حرصت على امتلاك هذا النوع من الطائرات لأغراض عسكرية واستخباراتية بالأساس، غير أن الكونغرس الأمريكي كان يتحفظ دائما على طلبات الجزائر في هذا الخصوص، إلا أن الاتصالات الأخيرة بين المسؤولين الجزائريين والأمريكيين قد كشف على حدوث مرونة في موقف إدارة أوباما من بيع هذا النوع من التجهيزات للجزائر"، وفق ملاحظة اسعيدي.

دوافع وتداعيات الصفقة

وعزا المتخصص في السياسات الدفاعية والأمنية بالعالم العربي هذا التطور إلى "مساومات" الجزائر على الوضع الأمني والعسكري في منطقة الساحل والصحراء، سيما أن الجزائر ظلت ترفض بشدة استعمال مجالها الجوي من طرف هذا النوع من الطائرات الأمريكية الموجودة أو المتمركزة حاليا في المغرب وبوركينافاسو، كما ترفض استقبال وتسهيل عمل القيادة الأمريكية بإفريقيا المسماة أفريكومUnited states africa command (AFRICOM) .

وكان الحل الأمثل بالنسبة لدعاة التدخل العسكري في شمال مالي، حسب الخبير المغربي، هو بيع هذا النوع من التجهيزات للجزائر باعتبارها تمتلك حدودا شاسعة على جهة الساحل والصحراء، ويعتبر مراقبة هذا المجال أمرا حيويا لنجاح هذه العملية.

وأوضح اسعيدي بأن الجزائر لا تريد أن تبقى متأخرة في الاستثمار والمنافسة على هذا النوع من التكنولوجيا العسكرية التي ارتفع الإقبال عليها بشكل كبير في إدارة الحرب، حيث حسب التقرير الأخير للمكتب الامريكي للحسابات (GA0)، فإن الدول التي تمتلك هذه التجهيزات ارتفع من 41 دولة سنة 2004 إلى 76 دولة سنة . 2012

وحول سؤال هسبريس بخصوص تداعيات مبادرة الجزائر باقتناء هذه الأسلحة العسكرية على التوازن الاستراتيجي في الصحراء، أجاب اسعيدي بأن هذه التطورات أو الطموحات الجزائرية لن تؤدي إلى اختلال في التوازن مع المغرب، لأن هذا الأخير يمتلك تقدما نوعيا في هذا المجال، فالمغرب يمتلك ثلاثة أنواع من التجهيزات الأمريكية الصنع على هذا المستوى؛ وهي: Heavy R4E-50 Skyeye و RQ-1 Predator-XP و I-Gnat-ER.

وأشار المتحدث بأن المغرب يستفيد أيضا من برنامج ثنائي للتعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية، باعتباره حليفا غير عضو في الناتو، مستدلا بالتمارين المشتركة التي انطلقت سنة 2010 بين الجيش الأمريكي ونظيره المغربي تحت اسم African lion .

تاريخ الاضافة: 12/01/2013
طباعة