موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الأوقاف القطرية تطبع أقدم مرجع فقهي في تاريخ الإسلام
اسم الخبر : الأوقاف القطرية تطبع أقدم مرجع فقهي في تاريخ الإسلام


أعلنت لجنة إحياء التراث بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في قطر عن طباعة أول كتاب فقهي متكامل في تاريخ الإسلام، وهو كتاب "الأصل" للإمام محمد بن الحسن الشيباني، والذي يطبع لأول مرة كاملاً، بعد أن قام محققان تركيان بتحقيقه ومقابلته مع 10 مخطوطات.
وقال الشيخ الدكتور أكرم العمري عضو لجنة إحياء التراث بالوزارة في مؤتمر صحافي عقد بهذه المناسبة: "الكتاب من ناحية المنظومة الفقهية هو أقدم كتاب في تاريخ الإسلام، ويشتمل على كافة مسائل الفقه، والوزارة قامت بطباعة 3000 نسخة منه سيتم توزيعها على طلبة العلم"، لافتًا إلى أنه تم الاعتماد على 10 مخطوطات في تحقيق الكتاب الذي يقع في 11 مجلدًا، وأن محققيْن تركيين أشرفا على تحقيقه.
وعن مصنف الكتاب قال الدكتور العمري: "الإمام محمد بن الحسن الشيباني علم من أعلام المدرسة الكوفية، ولد وقت سقوط الدولة الأموية سنة 132هـ، وكان أبوه جنديًّا في الجيش، غير أنه اهتم برعاية ابنه فحفَّظه القرآن وشيئًا من السنة، ثم أخذه إلى حلقة الإمام أبي حنيفة النعمان، حيث نمت قريحته، فقد كان يتميز بسرعة البديهة والذكاء وقوة الحافظة".
وأضاف: "مكث الشيباني في هذه الحلقة إلى أن أتم 16 عامًا، وبعد وفاة الإمام أبي حنيفة سنة 150هـ قامت الحلقة على تلميذه يعقوب بن إبراهيم القاضي المعروف بأبي يوسف".
وتابع العمري: "شخصية الشيباني جعلته محبوبًا بين زملائه فهو مرح، فصيح وصاحب عقل متسع، لعبت نشأته في حلقة حوارية كحلقة الإمام أبي حنيفة دورًا كبيرًا في تأهيله ووصوله إلى هذا القدر من الاتساع العقلي، حيث كانت حلقة الإمام مكانًا لتبادل الأفكار؛ حيث يطرح الجميع آراءهم حتى إذا اتضحت الفكرة وظهرت معالمها تمت بلورتها، وبلا شك نما في هذه الحلقة فقه الرأي".
وأكد العمري أن الشيباني كان له بعد ذلك رأي عظيم في المدرسة، فضلاً عن أنه كان حريصًا على تدوين المسائل المثارة فيها.
وقال: "كتاب الأصل هو الأول والأشمل في تاريخ الفقه الإسلامي، يغطي كل المسائل في أبوابها المختلفة، لا يسوق الأدلة، ولكنه يذكر الرأي الفقهي".
وأضاف أنه ربما يظن البعض أن هذه المدرسة "مدرسة الرأي" غير قائمة على الكتاب والسنة، مؤكدًا أن الصحيح في خلو الكتاب من أدلة القرآن والسنة يرجع إلى أن الجميع يعرفها، حيث يعرفها طلاب الحلقة ويستندون إليها ويعرفها الفقهاء.
وتابع الشيباني: "له كتاب آخر اسمه "الآثار" مليء بالأدلة من القرآن والسنة وآثار الصحابة والتابعين، وكتاب الأصل يحتوي على آراء النخب العلمية كالإمام أبي حنيفة وأبي يوسف وزفر وغيرهم من تلك النخب التي عاشت للعلم".

تاريخ الاضافة: 24/12/2012
طباعة