موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || (أوباما الجديد) بعيون "إسرائيلية"
اسم الخبر : (أوباما الجديد) بعيون "إسرائيلية"


تنوعت آراء الكتاب "الإسرائيليين" إزاء فوز باراك أوباما بفترة رئاسية ثانية في الولايات المتحدة.

وطالب البعض الرئيس المُنتخب بنسيان ما بدر من رئيس الحكومة "الإسرائيلية" نتنياهو سياسيًّا، ووقوفه بشكل فج مع منافسه الجمهوري رومني، مرجعًا سبب مطالبته إلى أن هناك قضايا مهمة تتطلب معالجة فورية بدلاً من الانشغال بالانتقام وتصفية الحسابات الشخصية.

وفي صحيفة هاآرتس، كتب الوف بِن - محرر الشئون السياسية - تحليلاً حول هذا الموضوع قال فيه: "تعتبر المصالح، لا الكراهية والحقد لدى الزعماء، العنصر الأهم من بين العناصر التي تحدد شكل العلاقات بين الدول، وبالرغم من الكراهية المتبادلة بين رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما ورئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو، إلا أنه يجب أن لا نتوقع أن يبادر أوباما لمعاقبة نتنياهو بسبب تدخل الأخير بشكل صارخ لصالح منافسه الجمهوري ميت رومني، إن فكرة الثواب والعقاب في السياسة تبدو مغرية وسهلة، لكن الواقع معقد بشكل لا يمكن معه اعتماد هذه الفكرة".

وأضاف: "لو افترضنا أن موقف نتنياهو كان عكس ذلك، وأبدى تأييده المطلق لأوباما، فهل سيقوم أوباما في صبيحة اليوم التالي بقصف إيران، أو حتى إرسال صاروخ واحد إلى منشآتها النووية في نتانز وفوردو؟ أو أن يعلن الرئيس الأمريكي بأنه من اليوم وصاعدًا ستكون السياسة الأمريكية متوائمة تمامًا مع ما يريده حزب الليكود في "إسرائيل"".

وأردف: "من الواضح أن السيناريوهات السابقة سخيفة وفيها الكثير من المبالغة، وعليه فما الذي يدفعنا للتفكير في أن أوباما سيغير سياسة أمريكا الخارجية فقط لينتقم من نتنياهو؟، إن مؤيدي فكرة الثواب والعقاب يؤمنون بأن الفرق يأتي من مواقف الرئيس، الذي كان يسعى لإضعاف "إسرائيل" من الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطين على أنقاض المستوطنات.. ويؤمنون أيضًا بأنه أجل مشروعه هذا إلى ما بعد الانتخابات ويستمر في التعامل بهذه الطريقة مع "إسرائيل" دون عوائق.. وإذا استمر نتنياهو في توسيع المستوطنات والزعم بعدم وجود شريك، سيصطدم حتمًا بموقف أمريكي أكثر صلابة من السابق".

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة للشأن المصري فيبدو أن هناك تطابقًا بين الدولتين، فأوباما ونتنياهو يسعيان للتحاور مع حكومة "الإخوان المسلمون" للمحافظة على اتفاقية السلام بين مصر و"إسرائيل"، وضمان الأمن في سيناء.

أما بالنسبة لسوريا فهناك اختلاف، فرئيس الحكومة "الإسرائيلية" نتنياهو يتمنى ويؤيد بهدوء بقاء بشار الأسد على رأس النظام في دمشق، أما أوباما فيتحدث كثيرًا ضد الأسد ولكن لا يفعل إلا القليل، وسيضطر نظرًا لاشتداد وتيرة المعارك في سوريا إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحًا يصعب على نتنياهو الاستمرار في تجاهل المأساة القائمة خلف الحدود.

من ناحيته، قال الكاتب السياسي في نفس الصحيفة غدعون ليفي: "هذا الفوز الذي أفشل رهان نتنياهو على رومني يجب أن يستغله أوباما للضغط على "إسرائيل" لكي تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية، وكل من يعرف أوباما يدرك أن قلبه مع القضية الفلسطينية، لقد سمعت هذا من أكثر من شخص من المقربين منه. إلا أن أوباما قرر في ولايته الأولى وضع عاطفته، وحاسة العدل الطبيعية جانبًا ليركز على فرص بقائه سياسيًّا".

وأضاف: "في بداية ولايته الأولى حاول إيجاد حل للاحتلال "الإسرائيلي" وكانت أولى اتصالاته السياسية مع نتنياهو ومحمود عباس، وعين مبعوثًا خاصًّا للمنطقة فورًا، إلا أن جهوده هذه انتهت بسرعة لوجود قوى كثيرة تريد للاحتلال أن يستمر، وقرر رفع يده عن الموضوع، وبدا أوباما حينها يائسًا، ورغم كون رئيس للقوة التي تقود العالم إلا أن نتنياهو أهانه وأذله".

وتابع الكاتب يقول: "إن أوباما الثاني سيكون أكثر قوة، وأقل انشغالاً ببقائه سياسيًّا، وهنا يكمن الفرق.. فإذا وقف أمامه رئيس حكومة يميني سبق أن أهانه وتجاهل مطالبه بل وعمل ضده في الانتخابات الرئاسية، فإن هذا كله سيؤدي إلى نشوء واقع جديد؛ لأنه من الصعب أن نصدق أن أوباما سيخضع في فترته الرئاسية الثانية، ومن الصعب أيضًا أن نراه يغفر مجددًا تصرفات "إسرائيل"، التي تتحدث عن حل الدولتين وترفض في نفس الوقت إيقاف أعمال البناء والتوسع في المستوطنات".

تاريخ الاضافة: 10/11/2012
طباعة