موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || كيف يقضي مغاربة المهجر عيد الأضحى؟
اسم المقالة : كيف يقضي مغاربة المهجر عيد الأضحى؟
كاتب المقالة : هسبـريس: محمد الراجي

الجوّ العامّ الذي يمرّ فيه عيد الأضحى في المغرب، هو أكبر ما ينقص مغاربة المهجر. هم أيضا يحتفلون داخل بيوتهم بالعيد، بين أفراد عائلاتهم وأصدقائهم، لكن الجوّ العام للعيد في البلدان حيث يقيمون ليس هو نفسه داخل المغرب، حسب ارتسامات عدد منهم...

نوستالجيا وذكريات

تقول خديجة، المقيمة في ألمانيا: "أحتفل بالعيد كما في المغرب مع عائلتي، لكن ينقص طبعا الجو العام للعيد الذي يوجد في الشارع المغربي. الدراري أولاد الحومة اللي تيمضّيوْ السكاكين، والذين يشوون الرؤوس.. رؤية الخروف حيا أولا...". هذه الأجواء "النوستالجية" جعلت سارة بدورها تصف أجواء العيد في المغرب بالرائعة.

وتضيف أن الفرق هو أن أجواء العيد في البلاد تكون في منتهى الروعة، "في الشارع الأطفال كيلعبو، والشيوخ كالسين فالباب كيلقيو التحية على كل اللي يفوت من حداهم، تلاقى شي حد فالشارع يبارك لك.. المهم كلشي الناس كيحسّو بفرحة العيد، هنا لا، غير تفتح باب دارك كاتشوف الوجوه العابسة، كل واحد فين شاد الطريق، شي غادي عند الخدمة شي غادي عند القراية"، تقول سارة، مضيفة "العيد في البلاد لا مثيل له".

وفي نفس الاتجاه يسير جواب عبد الرحمان، الذي يقول: "في المغرب تكون أجواء الصلاة في المصلى ذات نكهة خاصة نفتقدها في كندا، والذبح في المنزل يخلق جوا من الحماس العائلي لا نجده في كندا". الإحساس بالغربة يوم العيد يعتري حتى المغاربة الذين يعيشون في بلدان ينتشر فيها الإسلام بشكل كبير، مثلما هو حال سعيدة، التي عاشت لمدة سنتين في السنغال، الذي توجد فيه نسبة 50 بالمائة من المسلمين، "لكن بالرغم من ذالك، تقول سعيدة، ليس كمثل المغرب، فالتقاليد تختلف، أما في الرأس الأخضر حيث أقيم حاليا، فعندما تذكر عيد الأضحى وطقوسه لأصحاب البلد فإنهم يستغربون، والقليل منهم يسمع بهذا الحدث السنوي"، أما رشيد، المقيم في هولندا، فيقول "نحن هنا في هولندا لا نعرف الأعياد إلا بالأسماء!"

حوْلـي بْلا دوّارة ولا كرعين

وعن العراقيل التي يواجهونها بخصوص عملية الذبح، يقول عبد الرحمان، إن سلطات المدينة التي يقيم بها في كندا، حكمت خلال السنة الماضية على صاحب مجزرة بأداء دعيرة مالية قدرها 60 ألف دولار كندي، لأنه لم يلتزم بقانون جديد فرضته السلطات هناك، ويقضي بعدم تسليم الذبيحة في نفس اليوم للزبون، حيث يتوجب الاحتفاظ بها في الثلاجة لمدة 24 ساعة، "وهذه السنة، يقول عبد الرحيم، منعوا تسليم "الدوارة" أيضا، متسائلا بسخرية: كيف داير هاد الحولي بْلا دوارة؟".

نفس الشيء يلفت إليه رشيد المقيم في هولندا، الانتباه قائلا : "قبل العيد بأسبوع نذهب عند جزار مغربي و نحجز الخروف الذي لا نراه حيا، و مساء يوم العيد نذهب عند الجزار حيث العشرات من المسلمين في انتظار الأضحية، و بعد انتظار طويل تتم المناداة برقم الأضحية الذي سبق لك أخذه من الجزار، وحوالي العاشرة ليلا نأخذ الأضحية في كيس بلاستيكي، أضحية بدون رأس ولا كرعين ولا أمعاء... و هناك من يتسلم أضحيته في اليوم الموالي، و ذلك لأن المجازر الهولندية لا تقدر على تجهيز هذا الكم الهائل من الأضاحي".

أما سارة، فترى بأن المسلمين في المنطقة التي تقطن فيها ببلجيكا، يذهبون إلى البلدية من أجل الحصول على رخصة لذبح أضاحي العيد في مكان مخصص بأحد المساجد، "جميع المسلمين القاطنين بالمنطقة، وعددهم قليل، تقول سارة، يذبحون أضاحيهم هناك، قبل أن تقوم لجنة مراقبة طبية بفحصها"، وإذا كانت هناك "عراقيل" في البلدان الغربية، ففي إفريقيا، حسب سعيدة، المقيمة في دولة الرأس الأخضر، ليست هناك عراقيل، "هنا، تقول سعيدة، نذبح في البيت ونجهّز الأضحية عند الجزار".

"النصارى" فيهم وفيهم

وحول نظرة الغربيين إلى مناسبة عيد الأضحى، يقول عبد الرحيم، إن المواطنين الكنديين "يتعاملون مع المسلمين في هذه المناسبة باحترام كبير، حيث توليها وسائل الإعلام أهمية نظرا لازدياد الجالية المسلمة"، مضيفا "جاري سألني اليوم (الثلاثاء) عن العيد وعن الأضحية ومكان الذبح، وبصفة عامة المواطن الكندي لا يتدخل في خصوصيات الآخرين، وسياسة كندا قائمة على التنوع والاختلاف اللذين يعتبران من لبنات قوة هذا المجتمع الذي يعيش فيه في تناغم كبير المسلم واليهودي والمسيحي"، نفس المعاملة، توجد في ألمانيا، حسب خديجة، التي تقول "لم أسمع أي رأي سلبيي حول مناسبة عيد الأضحى، ما دام أن الأغلبية من الناس يعرفون قصة إبراهيم مع ابنه من الإنجيل، أما كيف ينظرون إلينا فإنهم يفرحون ملي تنعرضو عليهم على المحمّر والمشوي والزرود".

غير أن هذه النظرة الإيجابية ليست دائما هي السائدة، سارة، المقيمة في بلجيكا، تقول بأن "النصاري فيهم وفيهم، الأغلبية عنصريون كيشوفونا بحال شي وحوش حيتْ كاندبحو أونسلخو أوناكلو دقة وحدة، أما المقربون إلينا مثل الأصدقاء والجيران فهم موالفين معانا كيجيهم داكشي عادي"، بينما في هولندا، يقول رشيد، المقيم هناك: "الهولنديون (ليس الكل) يشمئزون من هذا المنظر، والسبب هو أن هناك مغاربة (ليس الكل طبعا)، لا يحترمون القانون و يقومون برمي بقايا العيد في أماكن غير مخصصة لذلك أو الشِّواء بالليل.. أما حزب الرفق بالحيوان فهمّه الوحيد هو القضاء على ظاهرة ذبح الأضحية لدى المسلمين. وأتمنى ألا يفلح في ذلك".

الحاصول اللي بغا يدوّز العيد على حقو وطريقو يْجي للمغرب!

تاريخ الاضافة: 26/10/2012
طباعة