موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || شقيق الرئيس مرسى: فضلت حج القرعة لأنه "حج الغلابة"
اسم الخبر : شقيق الرئيس مرسى: فضلت حج القرعة لأنه "حج الغلابة"


كان يقف بين صفوف حجاج القرعة دون حراسة ودون ضجيج، يبحث عن حقائبه الملقاة أمام الفندق الذى سيقطن به فى العاصمة المقدسة، تمهيدا لنقلها إلى الغرف، لم يتبرم أو يعترض من طول الانتظار المعتاد، حمل حقائبه فى هدوء ووقف أمام المصعد المكتظ بالحجاج، وابتسامته لم تغب عنه، لهفته لأداء العمرة كانت واضحة على قسمات وجهه.

كنت فى انتظاره بعد أن علمت من مصادرى أن شقيق د. محمد مرسى رئيس الجمهورية سيأتى ضمن أفواج حج القرعة لأداء الفريضة هذا العام، اقتربت منه وسألته هل أنت الحاج سعيد مرسى شقيق رئيس الجمهورية، فابتسم لى فى حياء وقال "نعم"، ولكن لا أحد يعلم، ولا أريد أن يعلم أحد، فأنا مواطن عادى جئت إلى الأراضى المقدسة لأداء الفريضة بعد أن كرمنى الله بفوزى بالقرعة.

طلبت منه فى البداية أن التقى به لبضع دقائق لإجراء حديث صحفى معه، ولكنه رفض معللا بعدم رغبته فى إجراء أى أحاديث صحفية نظرا لأنه جاء إلى مكة المكرمة لأداء الفريضة فقط، وخاصة أنه كان بلباس الإحرام، ووسط إلحاحى الشديد وافق على إجراء الحديث ولكن عقب أداء مناسك العمرة، فالتقيت به مساء وأدينا معا صلاة العشاء فى الحرم المكى الشريف قبل أن نتوجه سويا إلى غرفته بالفندق الذى يقطن به وسط حجاج محافظة الشرقية لإجراء الحديث.

فى البداية، سألت الحاج سعيد مرسى حول ملابسات فوزه بقرعة الحج، فقال إنه سبق له وأن تقدم للقرعة ثلاث مرات ولكن الله لم يكتبها له سوى هذا العام، مشيرا إلى أنه دأب خلال السنوات الثلاث الماضية على التقدم لحج القرعة وعدم المحاولة فى الحج السياحى نظرا لأن حج القرعة هو "حج الغلابة" الذى يتيح الفرصة للمواطن البسيط لإسقاط الفريضة.

وقال الحاج سعيد مرسى شقيق رئيس الجمهورية لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه بدأ رحلة التقدم لأداء الفريضة هذا العام بواسطة القرعة من خلال التقدم بطلب إلى مركز شرطة ههيا التابع له قريته العدوة، ثم تلقى خبر فوزه بالقرعة من خلال أحد أصدقائه بعد أن علم بفوزه من خلال موقع وزارة الداخلية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، مشيرا إلى أنه عقب علمه بفوزه بالقرعة قام على الفور بإبلاغ شقيقه الدكتور (الرئيس محمد مرسى) كما يحب أن يناديه، فهنأه على الفور وتمنى له الحج المبرور والذنب المغفور.

وأوضح أنه قدم إلى المملكة العربية السعودية يوم 10 أكتوبر الجارى، حيث هبطت الطائرة التى تقله وفوج محافظة الشرقية بمطار المدينة المنورة، وحرص منذ أن وطأت قدماه الأراضى المقدسة على عدم الكشف عن هويته لأحد، وبالفعل توجه برفقة الفوج إلى الفندق الذى يقطنون به بالقرب من المسجد النبوى الشريف، مشيرا إلى أن قربه من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أدخل فى قلبه البهجة وجعله يحجم عن
الإقامة بالفندق بشكل شبه دائم، حيث كان يخرج فى صلاة الفجر إلى المسجد النبوى الشريف ولا يعود إلى الفندق إلا عقب صلاة العشاء.

وأضاف الحاج سعيد أنه توجه بعد أربعة أيام من إقامته فى المدينة فى رحاب الرسول الكريم إلى مكة المكرمة، ليجد نفسه واقفا أمام بيت الله الحرام عاجزا عن الكلام أو الدعاء من هيبة المشهد، وذلك قبل أن يبدأ فى مناسك عمرته.

وحول تقييمه للخدمات المقدمة من بعثة القرعة لضيوف الرحمن، قال الحاج سعيد مرسى إن أهم ما يميز حج القرعة هو قرب فنادق الحجاج فى مكة المكرمة والمدينة المنورة من الحرم المكى والمسجد النبوى الشريف، وكذلك جودة الخدمات المقدمة من قبل إدارة البعثة، خاصة فى مكة المكرمة (مع العلم بأنه لم يكشف لأعضاء البعثة عن هويته كونه شقيق رئيس الجمهورية)، لافتا فى الوقت نفسه إلى وجود بعض السلبيات البسيطة فى المدينة المنورة تتمثل فى عدم انتظام المواعيد المحددة للقاء الوعاظ مع الحجاج، وكذلك عدم كفاية ضباط البعثة مقارنة بأعداد الحجاج، الأمر الذى أدى إلى شعور بعض الحجاج بعدم التواجد المستمر للضباط برفقتهم.

وشدد الحاج سعيد مرسى على أن حج القرعة هذا العام حصل على تقدير امتياز حتى الآن، وأنه إذا تم تنظيم مواعيد الوعاظ مع الحجاج وزيادة أعداد ضباط البعثة فى موسم الحج القادم فسيحصل حج القرعة على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

وحول آخر مكالمة دارت بينه وبين د.محمد مرسى رئيس الجمهورية، قال الحاج سعيد مرسى إنه قام قبل سفره إلى الأراضى المقدسة بيومين بزيارة الرئيس فى منزله بالقاهرة الجديدة ليودعه قبل السفر، حيث جلس معه فى جو أسرى وتبادلا أطراف الحديث حول كيفية أداء المناسك، مشيرا إلى أن الرئيس مرسى طلب منه الالتزام بالمناسك وتمنى له التوفيق والعودة سالما.

وفيما يتعلق برؤيته لمدى نجاح خطة المائة يوم التى تضمنها البرنامج الانتخابى للرئيس مرسى، قال الحاج سعيد مرسى إن خطة المائة يوم حققت العديد من النجاحات، فى مقدمتها عودة الأمن إلى الشارع المصرى بنسبة من 75 إلى 80%؛ حيث انخفضت معدلات الجريمة بشكل ملحوظ وصاحبها زيادة فى معدلات الضبط، مما انعكس ايجابيا على إحساس المواطن بالأمن والاستقرار.

وأضاف أن أزمة الوقود مفتعلة ويقف خلفها فلول النظام السابق الذين يحاولون إفشال البرنامج الانتخابى لرئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال عندما يباع لتر السولار المدعم من قبل الدولة بأضعاف سعره فهذا دليل على وجوده، وهو ما ينطبق على أزمة البوتاجاز، فالأنبوبة تباع بخمسين جنيها أى أنها موجودة فى الأسواق، ولكن البعض يستغل احتياج المواطن لها ويتاجر بها فى السوق السوداء، وبالتالى فأزمة البوتاجاز والوقود مفتعلة.

وأشار الحاج سعيد مرسى إلى أنه بالنسبة للنظافة، فقد بدأت بالفعل خطة المائة يوم تؤتى ثمارها بعد أن اختفت القمامة من بعض الشوارع الرئيسية فى العديد من المحافظات، لافتا إلى أنه على الرغم من أن القمامة لم تختف من الشوارع، إلا أن الحكومة تعمل بجدية للقضاء على تلك المشكلة، وذلك على الرغم من تعاقد النظام السابق مع شركات قمامة أجنبية تأخذ من قوت المصريين دون أن تنجح فى حل المشكلة خلال فترة حكم النظام السابق.

تاريخ الاضافة: 23/10/2012
طباعة