موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || المغرب: جماعة العدل والإحسان ينفي خبر وفاة المرشد يَاسين
اسم الخبر : المغرب: جماعة العدل والإحسان ينفي خبر وفاة المرشد يَاسين


نفى منير الجوري، الكاتب العام لشبيبة العدل والإحسان والقيادي في نفس الجماعة، نبأ وفاة عبد السلام ياسين، مرشد الجماعة، الذي راج ضمن أنباء تمّ تناقلها على نطاق واسع، وطالت أيضا موقع التواصل الاجتماعي فَايسبُوك، دون التأكد من صحتها.

وقال الجوري، في اتصال مع هسبريس، إن الخبر "عار عن الصحة والأعمار بيد الله"، وأردف: "هذه الإشاعات لا دور لها في زحزحة إيمان أعضاء الجماعة وقيادييها ومتعاطفيها، وكذا محبي المرشد في العالم الإسلامي، بمسألة الموت".

وأضاف الجوري ضاحكا: "أؤكد لكم أن الخبر مجرد إشاعة كاذبة"، مسترسلا: "فليطمئن أصحاب الإشاعة التي ليست بالون اختبار.. نحن نؤمن، إيمانا عميقا، بأن الأعمار بيد الله، ولن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا".

تجدر الإشارة إلى أنه سبق لمجموعة من الفيسبوكيين المغاربة أن أذاعوا، في وقت سابق وعبر حساباتهم الخاصة، "خبر" وفاة الشيخ عبد السلام ياسين، مرشد ومؤسس جماعة العدل والإحسان، قبل أن تكذبه الجماعة الخبر وتعتبرها مجرد إشاعة.. لتكون بذلك الإشاعة قد قتلت "المرشد" مرّتين في أقل من 6 أشهر.

إحرشان: إشاعة وفاة المُرشد دليل على أن حياته تؤرق جهات معينة

في أقل من ستة أشهر نُشر على موقع التواصل الاجتماعي "نبأ" وفاة الشيخ عبد السلام ياسين، مرشد ومؤسس جماعة العدل والإحسان، والمُلاحظ أن هذه الإشاعات يتم نشرها ليلا، فمع الإشاعة الأولى فقد تمت إذاعة "النبأ" فجرا، أما في الإشاعة الثانية فقد نٌشر "الخبر" مع منتصف الليل أمس الاثنين. فلماذا اختيار هذا التوقيت بالضبط؟ ولماذا تصدر عن جهات مجهولة غير معروفة ويتم "تلقفها" من قبل الفيسبوكيين المغاربة؟ فهل هناك جهات ما تريد أن "تمحص" صف العدل والإحسان؟ وهل يمكن للجماعة أن تتكتم عن خبر الوفاة ما دام الأمر يتعلق بـ" لا راد لقضاء الله"؟

في جواب على هذه الأسئلة، اعتبر الدكتور عمر إحرشان، المحلل السياسي والقيادي في الدائرة السياسية للجماعة بأن افتعال هذا النوع من الإشاعات وبهذه الكثرة و"السذاجة دليل على أن حياة الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين حفظه الله تؤرق جهات معينة تظن متوهمة أن خلاصها في وفاته، وتكرارُها مؤشر على أن هذه الجهات تفتقر إلى ملفات أخرى لإرباك أداء الجماعة بعدما فشلت كل مخططات التشتيت والقمع والدعاية المضادة والحصار والحملات الإعلامية والأمنية بسبب نضج أعضاء الجماعة وثقة المتعاطفين في منهاجها وخطها السياسي وقيادتها وأدائها في الميدان".

وأما عن اختيار التوقيت الليلي أو الصباح الباكر، يضيف إحرشان في اتصال هاتفي مع هسبريس فمؤشره "أن أصحاب هذا النوع الرخيص من الإشاعات يعرفون تهافت الإشاعة وعدم قدرتها على اختراق الرأي العام بعد توضيح بسيط من أي كان من قيادة الجماعة، ولذلك فهم أحرص على اختيار هذه الأوقات الميتة لإطالة عمر الإشاعة وضمان انتشار لها وسط أوسع ما يمكن من فئات المغاربة".

وما يؤكد أنها شائعات صدورها دائما عن جهات مجهولة، يضيف أحرشان، تنشط في "الظلام كخفافيش الليل التي تتأذى من النور والوضوح الذي ظل دائما سلاح الجماعة لمواجهة هذه الإشاعات".

وهل يمكن للجماعة أن تتكتم على خبر الوفاة، يجيب أحرشان: "من جهتنا في الجماعة، نؤكد مرة أخرى أن هذا الموضوع ليس سرا من الأسرار وأنه في علم الله، ومن حق الرأي العام علينا أن نخبره بأي جديد في شأنه كلما جد الجديد. ولذلك ندعو المواطنين إلى عدم تصديق ما ينشر ما دام مصدره من خارج الجماعة".

ولفت القيادي في الجماعة إلى أن عضاء الجماعة "محصنون من أمثال هذا النوع من الإشاعات لأن قنوات الإخبار التنظيمية كافية وسريعة وفعالة في هذا النوع من الإخبارات، وهم محصنون لأنهم يدركون أن هدف هذه الإشاعات هو إشغالهم وإلهاؤهم. وهم والحمد لله منشغلين بأوراش التربية والدعوة والتعليم والخدمة وصحبة الشعب".

وعن الهدف من هذه الإشاعات، فهل يمكن أن تربك المتعاطفين ما دام الأعضاء محصنين من مثل هذه "الإشاعات"؟ يقول إحرشان: "الجمهور الواسع من الناس، وضمنهم متعاطفون مع الجماعة، مستهدفون بغرض التأثير على تعاطفهم والتشويش على درجة قربهم من الجماعة وإشغال الجماعة بكثرة الأسئلة عن مصير الجماعة ومستقبلها".

كما لم يفت المحلل السياسي في الجماعة أن يؤكد، على عكس تصريحات قيادية في ذات التنظيم، بأن الجماعة مستهدفة أيضا من خلال هذه الإشاعات "لأن هناك جهات تريد أن تضع للجماعة جدول عمل وفق أهوائها تنشغل به حتى تبقى في دائرة ردود الأفعال" يورد أحرشان.

ولم يستبعد القيادي في الجماعة أن مروجي هذا النوع من الإشاعات يكون هدفهم أحيانا جس نبض الجماعة لمعرفة التفاعلات الداخلية في الجماعة بسبب عدم كفاية أساليب التجسس والتنصت على قيادات الجماعة ومجالسها، بل هناك من يحاول أحيانا بهذه الإشاعات خلق جو عام من الارتباك داخل الصف.

وعن وسائل التعاطي مع هذه الإشاعات من قبل التنظيم الأقوى على الخارطة السياسية المغربية بحسب متخصصين وباحثين مهتمين، يورد إحرشان بأن كثرة الإشاعات في الموضوع وتكرارها "أصبحت الجماعة متمرسة في التعامل مع هذا النوع من الإشاعات، بل أصبحت تستثمرها لصالحها لأنها تكون فرصة للناس ليتعرفوا أكثر على الأستاذ المرشد وعطائه وربانيته وفكره وليتعرفوا على الجماعة كمؤسسات وخط فكري وسياسي ودعوي".

 

تاريخ الاضافة: 16/10/2012
طباعة