موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || كمبالا تستقبل "الرئيس مرسى" بعد غياب التمثيل الرسمى لسنوات طويلة
اسم الخبر : كمبالا تستقبل "الرئيس مرسى" بعد غياب التمثيل الرسمى لسنوات طويلة


كمبالا تستقبل "مرسى" بعد غياب التمثيل الرسمى لسنوات طويلة.. ومصادر بملف النيل: مصر تخطط لعودة دورها الريادى بالقارة السمراء.. سفير مصر بأوغندا: الزيارة تعكس الروح الإيجابية لثورة يناير

ربما كان شريان الحياة "النيل" هو الرابط الوحيد بين دول حوض النيل على مدار السنوات الماضية والتى غابت فيها مصر عن دورها الحقيقى فى القارة السمراء وخاصة مع دول الحوض خلال عهد النظام السابق الذى تجاهل أفريقيا على مدار سنوات طويلة مما زاد من توغل الكيان الصهيونى داخلها فى محاولة منها لسحب ريادة مصر لصالح دول أخرى.

آراء كثيرة تؤكد أن زيارة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية لكمبالا ومشاركته فى احتفال الشعب الأوغندى باليوبيل الذهبى لعيد الاستقلال هو انطلاقة لمرحلة جديدة من تاريخ العلاقات بين البلدين تقوم على التفاهم والصداقة والتعاون الإنمائى المشترك فى إطار استراتيجية مصر الثورة لتعميق علاقاتها مع بلدان حوض النيل وإزالة كل ما يشوب تلك العلاقة من فتور بما يفتح أمام القدرات الاقتصادية المصرية آفاقا جديدة للانطلاق صوب أفريقيا وتحقيق المصالح المشتركة للشعوب.

السفير مجدى صبرى سفير مصر فى أوغندا، أكد أن مشاركة مصر لأوغندا فى احتفالها بعيد الاستقلال يعكس الروح الجيدة لثورة يناير ورغبة مصر فى العودة القوية إلى القارة الأفريقية وبخاصة دول حوض النيل، كما تعكس رغبتها فى زيادة وتوثيق التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات وتشجيع الاستثمار المشترك للقطاع الخاص فى كلا البلدين فى إشارة منه إلى الشركة المصرية الأوغندية الجديدة لإنشاء مصنعين لإنتاج المواسير البلاستيكية لتوفير احتياجات الحكومة الأوغندية لتنفيذ شبكات مشروعات الصرف بالأقاليم الأوغندية كما زيادة حجم الصادرات بين البلدين خاصة الثروة السمكية الأوغندية التى تشكل مصدر الدخل القومى للبلاد.

وتعد أوغندا من بين دول حوض النيل، التى تضاعفت حجم الصادرات المصرية فيها خلال عام 2011 حيث بلغت 59.7 مليون دولار فى حين بلغت فى عام 2010 نحو 24.7 مليون وبالنسبة للواردات المصرية من أوغندا فبلغت عام 2011 نحو 7 5.مليون دولار بعد أن كانت 07ر2 مليون دولار فى عام 2010، ليصل حجم التبادل التجارى إلى 4ر65 مليون دولار عام 2011 بعد أن سجل 77ر26 مليون دولار فى عام 2010 ويسجل الميزان التجارى ميلا لصالح مصر بقيمة 54 مليون دولار عام 2011 وهو أكثر من ضعف الرقم المسجل فى عام 2010 وكان 63ر22 مليون دولار.

ومن واقع تعامله مع الحكومة الأوغندية يقول مجدى إن الرئيس الأوغندى موسيفينى يؤكد دائما على ضرورة تشجيع الاستثمارات والشراكة بين القطاع الخاص الأجنبى ونظيره المحلى، باعتباره الأسلوب الأفضل للإسراع فى معدلات التنمية التى تحتاجها البلاد بما فيها المجال الزراعى، مؤكدا أهمية أن يقوم المستثمرون المصريون الراغبون فى العمل بالسوق الأوغندية بالذهاب إليها للتعرف عن قرب على احتياجاتها وأولويات المواطن الأوغندى خاصة أنها سوق "بكر" تحتاج إلى كل السلع والمنتجات.

وأشار إلى أن أوغندا بحاجة شديدة لتنفيذ مشروعات البنية الأساسية من طرق وكبارى وشبكات للبنية التحتية لتوفير مياه الشرب والصرف الصحى وهذا يتطلب أن يكون المستثمرون جادين للعمل فى أوغندا التى تقدم تسهيلات وإعفاءات للاستثمار الأجنبى علاوة على عضويتها فى الكوميسا مما يعطى مزايا نسبية للاستثمار المصرى، باعتبار أن مصر عضو أيضا فيها.

ووفقاً لما أكدته مصادر مسئولة بملف النيل فإن مصر ساهمت فى تطوير وإنشاء مرسى نهرى لشاطىء جابا "الميناء الرئيسى لاستقبال الأسماك من القرى الأوغندية الذى بأيد مصرية وقامت وزارة الرى بتنفيذه ضمن المرحلة الثانية من المشروع المصرى لمقاومة الحشائش المائية‏، واستمرت أعمال الإنشاء الرئيسية من يوليو ‏2007‏ حتى فبراير‏2010، وبتكلفة بلغت‏800‏ ألف دولار أمريكى‏.‏

وأكد الأوغنديون الأهمية البالغة لهذا الميناء الحيوى والمقام بالعاصمة الأوغندية كمبالا‏، حيث يتم من خلاله نقل نحو ‏20‏ طنا من الأسماك يومى، فضلا عن العديد من البضائع ومواد البناء والوقود، والتى تقدر بنحو ‏60‏ طنا يوميا بين العديد من المحافظات الأوغندية‏، بينما تمتد خدماته المباشرة إلى أكثر من ‏10‏ آلاف منتفع ما بين صيادين وتجار وعمالة متنوعة‏،‏ بالإضافة إلى‏ 6‏ ملايين مواطن يستفيدون من الميناء بشكل غير مباشر‏.

وأنشئت مصر 25‏ مرسى نهريا صغيرا بشواطىء قرى البحيرات الاستوائية لخدمة الأهالى وتوفير مصادر رزق دائمة لهم‏، وكذلك تنفيذ سدود حصاد الأمطار فى العديد من المناطق النائية‏، منها ‏3‏ سدود سعة ‏50‏ ألف م‏3‏ بمقاطعة كيدوم أقصى شمال أوغندا‏، وهو ما أسهم فى إعادة توطين شريحة من السكان المحليين بعد هجرتهم من قراهم الأصلية‏.‏

يمثل نقطة إيجابية لأهمية التعاون المشترك بين البلدين علاوة على مشروع مقاومة الحشائش المائية فى البحيرات الثلاثية "كيوجا وألبرات وفيكتوريا" ساهم فى إنقاذ العديد من القرى الأوغندية من الغرق وعودة الحياة إلى طبيعتها علاوة على تأمين الحدود بين أوغندا وجنوب السودان.

وأكدت المصادر أن هناك تعاونا كبيرا بين مصر وأوغندا فى مجال تدريب وتأهيل الكوادر الأوغندية فى مجالات علوم المياه للاستفادة من الخبرات المصرية فى هذا المجال بالإضافة إلى المنحة المصرية لإنشاء مجموعة من الآبار الجوفية بشمال أوغندا لتوفير الاحتياجات المنزلية للمواطنين الأوغنديين فى هذه المنطقة بما فيها مياه الشرب بالإضافة إلى إنشاء مجموعة من السدود لتخزين المياه لضمان استمرار الزراعات بالمجتماعات المحلية بالمنطقة مشيراً إلى إجمالى المنح المصرية المقدمة لأوغندا تتخطى الـ21 مليون دولار منذ عام 2000 فى إشارة إلى تبادل الخبرات لتنمية الثروة السمكية لدى الجانب الأوغندى.

ومن أهم صادرات مصر إلى أوغندا، التى تمتلك ثالث أكبر اقتصاد فى شرق أفريقيا، هى الحديد الصلب وإطارات السيارات والأدوية والزجاج ومنتجاته والأسمدة والمنظفات والحلوى والمربات والأحذية والكيماويات وأجزاء الماكينات ومولدات الكهرباء بينما أهم الواردات المصرية من أوغندا هى النحاس الخام والتبغ والشاى وبعض أنواع الأخشاب والأسماك المجمدة

وعن الاتفاقيات التجارية بين مصر وأغندا تم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئتى الاستثمار فى البلدين فى مارس 1999 بالإضافة إلى إتفاق تعاون بين اتحادى غرف تجارية البلدين وقع فى أكتوبر 1998 بالقاهرة.

أما الاستثمارات المصرية فى أوغندا، فتشير الإحصائيات الواردة من التمثيل التجارى أنها تصل إلى 35 مليون دولار بنهاية 2010، وهى استثمارات موظفة فى قطاعات المصارف "بنك القاهرة الدولى" - البنية التحتية والاستشارات الهندسية "المقاولون العرب" - الاتصالات "أوراسكوم مصر للمحمول" وشركة كاتو أروماتك، إضافة للتوجه نحو الاستثمار فى قطاعات الصحة والدواء والاستشارات والمستلزمات الكهربائية والمجال مفتوح أمام الإسهام المصرى فى مشروعات البنية التحتية والطاقة والخدمات الصحى.

ويعد تدريب المزارعين من مجالات التعاون التى يمكن أن تساهم بها مصر فى تقدم أوغندا فضلا عن إسهام الخبرة المصرية فى مجال الرى وضبط استخدامات المياه وتصل إجماليات مساحات الأراضى القابلة للاستزراع فى أوغندا إلى 88ر25% من مساحتها الكلية، كما تنتج أوغندا النحاس والكوبلت والأملاح التعدينية والجيرية لكن أوغندا تواجه مشكلات بيئية متنوعة من بينها تأكل مساحات الأراضى المزروعة بسبب التصحر وترادع كفاءة المياه فى بعض مناطق بحيرة فيكتوريا علما بأن أوغندا موقعة على بروتوكول كيوتو للتغير المناخى والتنوع البيولوجى وغيرها من الاتفاقيات الدولية الحامية للبيئة.

ومن المقرر أن تستمر احتفالات الأوغنديين بيوبيل استقلالهم الذهبى خلال شهر أكتوبر الجارى حتى نهايته وستقام مباراة ودية بين نادى كرانز أكبر أندية كرة القدم الأوغندية ومنتخب زامبيا الوطنى لكرة القدم.

وشددت قوات الأمن الأوغندية من إجراءاتها الاحترازية استعدادا لاستقبال قادة العالم وضيوف أوغندا من كبار الشخصيات الأفريقية والعالمية المشاركة فى احتفالاتها بيوبيل استقلالها الذهبى هذا العام وفى مقدمتهم الرئيس محمد مرسى، كما أصدرت أوغندا كتابا توثيقيا فى هذه المناسبة بعنوان "أوغندا بناء وطن" يحمل شهادات توثيقية بقلم 148 شخصية سياسية وفكرية أوغندية حول مسيرة العمل الوطنى والتطور الديمقراطى فى البلاد منذ استقلالها ليكون هذا الكتاب حكما للتاريخ على تجربة تحرر دولة أفريقية تنشد الديمقراطية والسلام وبناء الذات والقدرات الوطنية.

تاريخ الاضافة: 09/10/2012
طباعة