موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الوكالة الفرنسية: محاكمة علنية غير مسبوقة فى تاريخ الفاتيكان
اسم الخبر : الوكالة الفرنسية: محاكمة علنية غير مسبوقة فى تاريخ الفاتيكان


ستكون قاعة المحاكمة ضيقة والحضور الإعلامى محدودا، لكن الفاتيكان سيشهد السبت حدثا غير مسبوق فى تاريخه هو محاكمة علنية لكبير خدم البابا المتهم بتسريب وثائق سرية إلى الصحافة فى قضية باتت تعرف بفضيحة "فاتيليكس".

وتبدأ الجلسة الأولى فى محاكمة باولو جابرييلى بعد أربعة أشهر على توقيفه، السبت فى الساعة 7,30 وسيتعاقب عدد من الشهود للإدلاء بإفاداتهم فى هذه الفضيحة التى لا تزال غامضة، فى إطار محاكمة لا تعرف مدتها بدقة.

وسيسمح لثمانية صحافيين تم اختيارهم بحضور الجلسة دون آلات تسجيل أو تصوير فى القاعة الصغيرة التى تتسع لخمسين شخصا، ولم يسبق أن سمح النظام السرى لدولة الفاتيكان أبدا بمتابعة قضية قضائية بشكل مباشر.

وجابرييلى العلمانى البالغ من العمر 46 عاما والأب لثلاثة أولاد، هو مواطن فى دولة الفاتيكان ومقيم فيها، وكان قبل اعتقاله كبير خدم البابا بنديكتوس السادس عشر، أى أول وآخر من يراه كل يوم ويعد له ثياب الاحتفالات ويقدم له وجبات الطعام.

واتهم جابرييلى بأنه سرق من على مكتب المونسنيور جورج جانشفاين السكرتير الخاص للبابا رسائل عدة بالغة السرية بعضها موجه إلى يوزف راتزنجر البابا الحالى وأنه صورها لتسريبها خارج الفاتيكان، وقد وضع جابرييلى الذى أوقف فى 23 مايو، فى الإقامة الجبرية فى منزله بالفاتيكان فى 21 يوليو بعد اعتقاله 53 يوما فى زنزانة فى قصر المحكمة وراء كنيسة القديس بطرس.

وأكد جابرييلى للقضاة أنه أقدم على فعلته لكشف "الشر والفساد" داخل أروقة الفاتيكان ولأنه رأى أن البابا لم يكن على علم بكل الفضائح، وأثناء مقابلة أجرتها معه القناة السابعة الخاصة فى فبراير قبل كشف هويته، قال إن هناك فى الفاتيكان "إرادة فى طمر الحقيقة ليس عن طريق التنافس على السلطة بل ربما بسبب الخوف".

واعتبر فى هذا الحديث أن حوالى عشرين شخصا "فى الأجهزة المختلفة" للفاتيكان قد يكونون متورطين فى فضيحة فاتيليكس.

وأكد التحقيق أنه كان لجابرييلى شركاء لم تكشف أسماؤهم، وكان كبير خدم البابا يكشف أسراره لأب روحى أشير إليه بحرف "ب"، وحتى الآن سيحاكم متهم آخر فى إطار هذه القضية هو كلاوديو شاربيلليتى خبير المعلوماتية، لكن دوره يعتبر ثانويا.

وصرح ماركو توساتى الخبير فى شئون الفاتيكان لفرانس برس بأن "جابرييلى أقر منذ الآن بذنبه، بالتالى اعتقد أنه ستتم إدانته. لكن لا أحد يعلم بعد طبيعة العقوبة. ولا أحد يعلم أيضا ما إذا سيصفح عنه البابا وهذا احتمال وارد".

وأضاف أن "هذه المحاكمة تبدأ بسرعة، وهذا دليل على أن البابا يرغب كما الرجل الثانى فى الفاتيكان الكاردينال تارتشيتسيو بيرتونى (وزير خارجية دولة الفاتيكان) فى تسوية هذه القضية فى أسرع وقت ممكن".

وقال هذا الصحافى المعروف الذى يعمل لحساب صحيفة لا ستامبا إن "القضاة أشاروا إلى جنح أخرى محتملة وبالتالى يتوقع فتح تحقيقات جديدة وتورط أشخاص جدد"، وأضاف أنه يمكن فى مرحلة لاحقة رفع الملف إلى القضاء الإيطالى.

وتنشر الصحافة الإيطالية معلومات عن تورط شخصيات أخرى فى الكنيسة الكاثوليكية، منذ نشر فى مايو الصحافى جان لويجى نوتسى كتابا بعنوان "قداسته" كشف فيه الوثائق السرية.

وأجرى ثلاثة كرادلة سابقون تحقيقاتهم الخاصة وسلموا فى نهاية يوليو تقريرهم إلى البابا لكن لم يرشح أى شىء عن مضمونه.

ويرى المشككون فى محاكمة كبير خدم البابا، طريقة لطمر القضية من خلال محاكمة رجل مذنب على الأرجح تم استغلاله، ويرى آخرون أن هذه المحاكمة ليست سوى بداية عملية لاعتماد شفافية حقيقية أعطى البابا الضوء الأخضر لإطلاقها، وفى جميع الأحوال ستكون شفافية المحاكمة تحت المجهر فى خطوة يتحمل الفاتيكان مسئوليتها.

تاريخ الاضافة: 27/09/2012
طباعة