موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || من ثمار الصيام في رمضان ( 2 )
اسم المقالة : من ثمار الصيام في رمضان ( 2 )
كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر

من آثار التقوى وثمارها:

من أجل ذلك كله ولعظم آثار التقوى، وطيب ثمارها كانت التقوى

أ- خير زاد: قال تعالى: (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ) البقرة: 197

ب-خير لباس: قال تعالى: (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) الأعراف:26

ج- خير بناء: قال تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين) التوبة:109

ولذلك كانت التقوى معيار الأفضلية عند الله تبارك وتعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات:13.

ولذلك أيضا كان الأمر بالتقوى للناس، وللمؤمنين، وللنبي الأمين صلى الله عليه وسلم، كما كانت أمر الأنبياء لأقوامهم أجمعين. قال تعالى:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ).(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ).(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ).(فاتقوا الله وأطيعون).

ولذلك كانت أخر آية نزولاً في كتاب ربنا سبحانه وتعالى: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) البقرة:281

أقوال السلف في التقوى:

عرّف علي بن أبي طالب التقوى فقال: هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.

وسأل عمر كعباً فقال له: ما التقوى؟ فقال كعب: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا فيه شوك؟ قال: نعم. قال: فماذا فعلت؟ فقال عمر : أشمر عن ساقي، وانظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدما وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة. فقال كعب: تلك هي التقوى. تشمير للطاعة، ونظر في الحلال والحرام، وورع من الزلل، ومخافة وخشية من الكبير المتعال سبحانه.

قال أبو الدرداء: تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ، حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال، خشية أن يكون حرامًا، حجابًا بينه وبين الحرام

وقال الحسن: مازالت التقوى بالمتقين؛ حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام.

وقال الثوري: إنما سموا المتقين لأنهم اتقوا مالا يتقى. وروي عن ابن عمر قال: إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها

وقال ميمون بن مهران: (لا يسلم للرجل الحلال؛ حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزًا من الحلال.

وقال سفيان بن عيينة: (لا يصيب عبد حقيقة الإيمان؛ حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزًا من الحلال، وحتى يدع الإثم وما تشابه منه)

ومن الأقوال في التقوى:

"إن لا يفقدك اللَّه حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك"وقيل: "المتقي من اتقى الذنوب"وقيل "عند حضور الشهوات واللذات يتبين ورع الأتقياء".وقيل: "رأس التقوى ترك الشهوة"وقيل: "لا يفسد التقوى إلا غلبة الشهوة"وقيل: "حرام على كل متولّه بالدنيا أن يسكنه التقوى".وقيل: "لا يستطيع أن يتقي اللَّه من خاصم"وقيل: "التقوى ثمرة الدين، وأمارة اليقين"وقيل: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به بأس"وقيل: "لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمن حلّ ذلك، أم من حرام"وقيل: "رأس العلم التواضع، ومن ثمراته التقوى، واجتناب الهوى، واتباع الحق، ومجانبة الذنوب..."وقيل: "واللَّه ما أرى عبداً يتقي تقوى تنفعه حتى يخزن لسانه".

وأخـــيراً

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم التقوى، ويجعل بفضله أقوالنا وأفعالنا وسائر أعمالنا

في رضاه، حتى ننال ما وعدنا الله في الدنيا والآخرة، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام

إنه ولي ذلك والقادر عليه

ولا تنسونا من صالح دعائكم
تاريخ الاضافة: 08/08/2012
طباعة