انتهى مراجعو حسابات أمريكيون حكوميون إلى أن أكثر من 200 مليون دولار قد أُهدرت على برنامج لتدريب الشرطة العراقية تقول بغداد: إنه لم يكن ضروريًّا ولا مطلوبًا.

وكان "برنامج تطوير الشرطة" الذي صُمِّم ليكون أضخم برنامج منفرد لوزارة الخارجية على مستوى العالم، قد وضع لتدريب قوات الأمن بعدما غادرت القوات الأمريكية البلاد في ديسمبر الماضي.

ولم يكن القادة السياسيون العراقيون - بسبب قلقهم بشأن النأي بأنفسهم عن الأمريكيين - متحمسين للبرنامج الذي تصل مدته إلى خمس سنوات.

وجاء في تقرير المفتش العام المختص بإعادة إعمار العراق والذي سيُنشر اليوم أن السفارة الأمريكية في بغداد لم تحصل مطلقًا على تعهد خَطِّي من العراق بالمشاركة.

وفي مواجهة ما اعتبره التقرير "عدم اكتراث" بالمشروع من جانب بغداد، استنزفت السفارة ما كان يفترض أن يكون مرتكزًا لجهود التدريب الأمريكية المتواصلة في العراق.

وقال التقرير: "تعتزم السفارة تسليم الملحق الخاص بكلية الشرطة في بغداد والبالغة كلفته 108 ملايين دولار إلى العراقيين بنهاية العام، وسوف توقف التدريب في موقع تكلف ثمانية وتسعين مليون دولار في القنصلية الأمريكية في مدينة البصرة جنوب البلاد، وعلاوة على ذلك، تم خفض عدد المستشارين بنحو تسعين بالمائة، من 350 إلى ستة وثلاثين".

وكتب مراجعو الحسابات في تقريرهم في إحدى وأربعين صفحة أن درسًا مهمًّا استخلص من العراق مفاده أن دعم البلد المضيف للبرامج المقترحة هو أمر ضروري من أجل النجاح على المدى الطويل في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، وتجربة برنامج تدريب الشرطة العراقية تؤكد بقوة هذا القصد.

وأوضح التقرير أنه كان من الصعب جدًّا على الدبلوماسيين الأمريكيين أن يحصلوا على تعهد قوي من الحكومة العراقية بالمشاركة في برنامج التدريب. ومع ذلك، وجد التقرير أن قرار إطلاق برنامج كبير بدون دعم عراقي كان مكلفًا وأدى إلى إهدار حقيقي.

وتلقي الحقائق الواردة بالتقرير بالشك على احتياجات التمويل في أكبر سفارة أمريكية بالعالم، في وقت تحضر فيه إدارة أوباما خطتها الجديدة للإنفاق للعام المالي 2013 الذي يبدأ في الأول من أكتوبر.

وفي حين يقول المراجعون: إنه لا يعرف قدر الأموال الذي تطلبه السفارة في بغداد، "فربما لن تكون هناك حاجة" لأموال إضافية لبرنامج الشرطة.