موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الدائرة تضيق على الأسد.. وخبير يستبعد هروبه
اسم الخبر : الدائرة تضيق على الأسد.. وخبير يستبعد هروبه


لم يعد أمام الرئيس السورى بشار الأسد العديد من الخيارات لاجتياز الأزمة الحالية فى ظل تقدم المعارضة والجيش السورى الحر لدمشق العاصمة المحصنة وقيامهم بعمليات فى العمق استهدفت مناطق حيوية ومبانى أمنية فضلا عن سيطرتهم على بعض المعابر الحدودية بين سوريا ودول الجوار لها.

وبدأ الحل السياسى فى التراجع تماما عن المشهد بعد تفاقم الأزمة ولن يتراجع الأسد فى الوقت الراهن للقبول بما رفضه مسبقا من حلول عربية ودولية، وبالتالى لم يعد أمامه سوى حلين إما أن يترك البلاد ويفر بأسرته إلى ملجأ آمن وإما أن يستمر فى الخيار الدموى إلى النهاية.

"فكرة هروب الأسد محالة" هكذا قال السفير محمود شكرى سفير مصر الأسبق فى دمشق والخبير فى الشأن السورى، حيث شدد على أن الأسد لن يترك سوريا فى الوقت الراهن حتى لو قدمت له بعض الدول الصديقة مثل روسيا هذا الملجأ الأمن ليقضى فيه بقية حياته بعيدا عن الملاحقة، ويأتى رفض بشار الأسد دعوة الجامعة العربية له منذ أيام بالتنحى مقابل الخروج الآمن من سوريا هو وأسرته ليغلق الأبواب أمام هذا الخيار، ولم يبق أمام الأسد سوى الاستمرار فى الحل الدموى حتى النهاية، بل وأكد السفير شكرى أن الأيام المقبلة ستكون أكثر شراسة وسيتمسك الأسد بموقف الهجوم لمحاولة السيطرة على الأوضاع التى بدأت فى الانفلات وإن كان بشكل جزئى، إلا أن تضييق الخناق على الأسد ربما يفتح مجالا لحل آخر وهو "الانقلاب عليه".

وأوضح شكرى أن الانقلاب لن يكون عسكريا بل علويا، مشيرا إلى أن هناك فهما خاطئا أن النظام سيسقط بسقوط الأسد إلا أن الوضع فى سوريا يختلف اختلافا كليا عن البلدان الآخرى التى شهدت ثورات فى المنطقة وسقطت الأنظمة بسقوط الحاكم، فالطائفة العلوية ثانى أكبر الطوائف فى سوريا والتى تحكمها منذ 40 عاما لن تسمح بانتهاء حكمها.

كما لفت شكرى إلى أن الانقلاب العلوى على الأسد من الممكن أن يتم لأكثر من سبب أولا إذا قرر الأسد الفرار وترك البلاد لحماية أسرته، والحالة الثانية إذا شعرت الطائفة العلوية للحظة أن الأسد أصبح خطرا عليها ولم يعد يستطيع حمايتها فربما تضحى به لإنقاذ الحكم العلوى فى سوريا، ولفت شكرى إلى أن الطائفة العلوية بها الكثير من القيادات التى يمكن وقت اللزوم الخروج بها للنور لتمسك دفة الحكم بعد الانقلاب على الأسد.

ويأتى هذا الطرح متطابقا مع ما أعلنه المجلس الانتقالى السورى بقبوله بفترة انتقالية يقودها أحد شخصيات النظام الحالى – والتى بالضرورة ستكون علوية – ويوحى هذا بأن هناك تخطيطا خفيا وحوارا خلف الأبواب فى الانقلاب العلوى على الأسد.

تاريخ الاضافة: 26/07/2012
طباعة