حذر الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، المتطاولين على الناس، وقال نصا، "أقول للذين يتطاولون أو يجرحون الناس، وهم عدد قليل، لا يغرنكم حلم الحليم، إننا يمكن، بالقانون وحده، أن نردع، ولكننى وبكل الحب أفضل الحب والألفة والعود الكريم إلى الحق".
ووجه الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، خلال الكلمة التى ألقاها خلال حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية، اليوم الثلاثاء، الشكر للمشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقادة الجيش وطلاب وخريجى المعاهد والكليات العسكرية جميعاً، وكذلك ضباط الشرطة قائلا، "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل".
وأضاف، "تعملون أن الإعداد الذى ذكرته الآية الكريمة ومن القوة ورباط الخيل، إنما يعنى أعداد الرجال، وها نحن اليوم نشهد ملحمة عظيمة فى إعداد الرجال من شبابنا بعد أن درسوا وتعلموا وتدربوا وتأهلوا، واليوم نعلن للشعب كله وللعالم أنهم ينضمون بكل فخر إلى صفوف القوات المسلحة.
كما قال، "أهنئ الأسر وأولياء الأمور بتخرجكم وانضمامكم إلى جيش مصر العظيم وإلى خريجى الشرطة التى نقدرها ونحبها جميعا، ولعلها فرصة، وأقدم التهنئة لأبنائنا طلاب الثانوية العامة التى ظهرت نتائجهم أمس واليوم، وأتمنى التوفيق لمن لم يحالفهم الحظ فى مرات قادمة إن شاء الله، وأيضا يظلنا شهر كريم مبارك اليوم 27 من شهر شعبان وشهر رمضان يدخل علينا برحمات الله الواسعة، أتقدم إليكم وإلى شعب مصر والأمة الإسلامية بالتهنئة بقدوم شهر رمضان، داعياً الله أن يجعله شهر الخير والبركة والنماء والمغفرة إن شاء الله".
واستطرد، "إن الأيام التى نعيشها ويعيشها الوطن أيام عظيمة سيقف أمامها التاريخ طويلاً، لأن الشعب بوعيه وحضارته ثار ضد الظلم والاستبداد دون أن يتورط فى معركة دموية مع الفاسدين والمستبدين، بل حافظ وسيحافظ بهذه القيادات على سلمية ثورته، رغم جراحه وآلام شهدائه ومصابيه، ولقد انحازت قواتنا المسلحة إلى إرادة الأمة وأعلتها الإرادة الشعبية فوق هامتها المرفوعة ورأينا جميعا يوم 11 فبراير 2011، كيف قدمت القوات المسلحة التحية للشعب المصرى، وأثبتت القوات المسلحة أن الجيش ملك الشعب ودرعه الحصين، وأنه وعقله الواعى وسيفه القاطع على الأعداء.
وقال مخاطبا الخريجين، لكم أن تفخروا اليوم بتخرجكم من معاهد العلم العسكرى، خاصة الكلية الحربية، هذا الصرح العسكرى الكبير، وهذا المعهد الحاضن للوطنية المصرية ويمتد عمره أكثر من قرن ونصف.
ويحق لكل مصرى أن يفاخر ويتباهى بها، وأن ريادة مصر ودورها الإقليمى والدولى لن يبنيه إلا عزم متواصل وعمل دءوب، وأنتم فى القلب منهم، أيها الأبناء القادة الشعب العظيم نحن مصرون على بناء نهضة لمصر تضع مصر فى مكانها الصحيحة، وأنتم قادة المستقبل عماد هذه النهضة، وأنتم سواعدها التى ستبنى لمصر الصرح العظيم من النهضة وتضئ المستقبل، إن وجودى اليوم بينكم هو تأكيد على إيمانى العميق والمطلق فى مشروع مستقبل مصر الذى نحلم به ونعمل له ليل نهار، وإيمانى بأن دور القوات المسلحة هو دور محورى وأساسى فى تأسيس حاضر جديد ومستقبل واعد لمصر، إن مصر تنتظر من قواتها المسلحة كما عهدناها دوما عملا دءوبا واستعدادا كاملا وعلميا متخصصا وواعيا وكفاءة فنية متميزة تردع كل من تسول له نفسه أن يطأ حبة رمل من أرضنا، لن يجرؤ أحد على أن يطأ بقدمه وطننا العزيز، ندافع عن مصر جميعا وندفع بكل من يتوهم شرا بها، إننى كرئيس مسئول عن هذا الوطن والشعب وعن القوات المسلحة أعاهدكم على أن أقوم على هذه المسئولية لكى تكونوا درعا واقيا لهذا الوطن، وأنتم كذلك عند ظن الشعب الكريم بكم، وأن يكون الكل فيها فخور بانتمائه إلى هذه المؤسسة، وأن يضحى كل مصرى من هذا الشعب من أجل قوة جيشه ورفعته.

إن الشهور الماضية أثارت بعض الغبار هنا وهناك، ولا بأس، وها هى الأيام أثبتت أن القوات المسلحة كانت على عهدها بعدما تحملت المسئولية فى أيام صعبة، فقد سلمت السلطة بحق يوم 30 يونيه 2012، هذا يوم عيد لنا جميعا، أثبت أنهم على قلب رجل واحد، للعودة إلى دورها الطبيعى فى حماية أرض مصر، القوات المسلحة مستمرة مع رجال الشرطة لحماية الوطن ولعل اليوم يأتى لنحتفل بها.

الحضور الكرام أبنائى الطلاب، إن الأسر المصرية تستحق منى التحية والتهنئة من شباب نفخر به جميعا ورأيناه فى كل الكليات العسكرية ومن أكاديمية الشرطة، إن هذه الأسر المصرية تستحق التحية والتهنئة من شباب نفخر به جميعاًَ، جيلاً أميناً مع باقى شباب مصر على مستقبل البلد إن شاء الله.

وأؤكد لكم جميعا أيها الشعب الكريم أنى أتابع بنفسى الأوضاع الأمنية فى كل ربوع مصر وأرصد كل إنجاز أو قصور وستزيد الدوريات المشتركة بين الجيش والشرطة ونزيد من إمكانيات وزارة الداخلية لنخفف العبء عن القوات المسلحة فى المستقبل، وأؤكد على ضرورة بقاء القوات المسلحة للحفاظ على الأمن الداخلى.

وأجريت مشاورات مع العديد من القوى لاختيار أفضل البدائل التى تحقق مصلحة المواطن والوطن، وستكون الحكومة الجيدة فى أقرب وقت ممكن، مع احترامى للحكومة الحالية.

ومن هنا وفى هذا الجمع، فإننى أتوجه إلى الشعب المصرى وأقول كل عام وأنتم بخير، وأقول للذين يتطاولون أو يجرحون الناس، وهم عدد قليل، "لا يغرنكم حلم الحليم، إننا يمكن بالقانون وحده أن نردع، ولكننى وبكل الحب أفضل على ذلك، وقبل ذلك الحب والألفة والعود الكريم إلى الحق، كل عام وأنتم بخير تحياتى لكم".