موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || سوريا: مليشيات الأسد تحرق قطنا.. والجثث تهدد دوما بالطاعون
اسم الخبر : سوريا: مليشيات الأسد تحرق قطنا.. والجثث تهدد دوما بالطاعون


شنَّت مليشيات الأسد هجومًا عنيفًا على ريف دمشق؛ حيث كثَّفت نيران مدافعها الموجهة لها, وتبدو مدن الريف وبلداته في دائرة النار التي تتوسع لتشمل كل ما هو حي من إنسان وحيوان وحتى أشجار.

وتتعرض مدينة قطنا إلى هجوم شرس منذ ثلاثة أيام، إذ يتم قصفها وبشكل متواصل بالدبابات والهاون والمروحيات التي تحلق فوق سمائها، كما تم أمس إلقاء القنابل الضوئية التي أدت إلى حرق مساحات شاسعة من المزارع بما فيها من محاصيل وحيوانات.

بالإضافة لتهدُّم أكثر من عشرة بيوت على رؤوس أصحابها، وعدم تمكن الأهالي من سحب الجثث من تحت الأنقاض, وفقًا للعربية نت.

وتزيد أعداد الجرحى هناك عن الـ25 جريحًا دون أن تتوفر فرصة لمعالجتهم بسبب احتلال عناصر الشبيحة للمشفى الوحيد الموجود في المدينة، وتحويل ذلك المشفى إلى مقر لإطلاق النار، بالإضافة لعدم وجود صيدليات لانعدام الأمان، وتعرض أي صيدلي يحاول تقديم المساعدة الطبية إلى القتل الفوري.

وفقدت المدينة أمس 3 شبان لا يتجاوز عمر أكبرهم الـ29 سنة، وهم القتلى الذين عرفوا إلى الآن، وبحسب شاهد عيان من المدينة فإن الأهالي إلى الآن غير قادرين على إحصاء عدد القتلى والجرحى بسبب عدم القدرة على الخروج من المنازل.

وأفاد ناشطون ميدانيون في مدينة دوما بريف دمشق بأن الوضع الصحي والإنساني هناك تدهور إلى درجة بات من الصعب الحد منه.

فالقصف العشوائي الذي استمر على دوما لعدة أسابيع متتالية وأدى إلى سقوط 600 شهيد وجرح 1700، جعل من سحب الجثث من الشوارع مهمة شبه مستحيلة، ما أدى إلى تفسخ تلك الجثث وانتشار الهواء الفاسد في المدينة.

وبقيت تلك الجثث فترة طويلة في الشوارع إلى أن استطاع الصليب الأحمر الدخول قبل 4 أيام وانتشالها وخصوصًا بعد أن تم إعدام 50 شخص هناك إعدامًا ميدانيًّا بحسب ناشطين من المدينة.

وطال قصف قوات الأسد خزانات المياه وأنابيب الصرف الصحي ما أدى إلى اختلاط المياه وحدوث حالات تسمم.

وتبقى الخدمات في المدينة غائبة تمامًا، فلا كهرباء ولا أدوية ولا اتصالات ولا حتى ماء نظيف، ما دعا ببعض الأطباء إلى إطلاق نداء استغاثة خوفًا من انتشار الأوبئة كالطاعون الذي بات يتهدد المدينة، وإن لم تظهر حالات إلى الآن مصابة به.

من جهتها, طالبت المعارضة السورية الأمم المتحدة بمساندة بعثة المراقبين الدوليين حيث زادت المخاوف من أن يمتد شلال الدماء المستمر منذ 16 شهرًا إلى دول مجاورة، وذلك على خلفية تقارير حول قصف دموي في لبنان من قبل القوات الموالية لبشار الأسد.

وقال برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض لوكالة الأنباء الألمانية من باريس: "من الضروري زيادة عدد المراقبين لا تقليصه، يتعين تسليحهم لحمايتهم وليصبحوا قوة رادعة في هذا الوقت الحرج من الأزمة السورية".

وجاءت تصريحات غليون في معرض التعليق على تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام مجلس الأمن الدولي دعا فيه إلى تقليص حجم بعثة المراقبين غير المسلحين في سوريا.

وطالب بان بإعادة نشر البعثة مع عدد أقل من المراقبين العسكريين في العاصمة دمشق.

وقال: "البعثة الأصغر حجمًا يتعين أن تركز بدلاً من ذلك على دعم الحوار السياسي بدلاً من مراقبة وقف هش لإطلاق النار".

ومن المقرر أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارًا حول مستقبل الفريق المكون من 300 شخص بحلول 20 يوليو الجاري.

وقال مصدر بالأمم المتحدة في بيروت: "العديد من الدول التي لديها مراقبون في سوريا تهدد بسحبهم بسبب تصاعد العنف بها".

وكانت وفود بمؤتمر أصدقاء سوريا في باريس قد دعوا أمس إلى اتخاذ قرار صارم من الأمم المتحدة ضد نظام الأسد لكن المؤتمر لم يهدد باستخدام القوة من قبل القوى الأجنبية.

وكانت الصين قد رفضت اليوم السبت انتقادات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بشأن أسلوب تعامل بكين مع الأزمة السورية، ووصفتها بأنها "غير مقبولة تمامًا".

وقال ليو ويمين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان له: "الصين ساهمت بجهد كبير من أجل إحلال السلام في سوريا".

وأضاف ويمين: "فيما يتعلق بالمشكلة السورية، حاز موقف الصين العادل والبناء وإسهامها في الجهود الدبلوماسية تفهمًا وتأييدًا واسعًا من الأطراف المعنية في المجتمع الدولي".

تاريخ الاضافة: 09/07/2012
طباعة