موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الإندبندنت: 10 آلاف مفقود خلال الثورة الليبية
اسم الخبر : الإندبندنت: 10 آلاف مفقود خلال الثورة الليبية


ذكرت مصادر بريطانية أن 10 آلاف شخص فُقدوا في ليبيا خلال الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي.

وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية: إنه لا يزال هناك ما يقرب من 10 آلاف شخص لا يزالون مفقودين منذ عهد الطاغية الراحل معمر القذافي، مشيرة إلى أن وزارة الشهداء والمفقودين تجمع تفاصيل عن هؤلاء الذين اختفوا أثناء الثورة في ليبيا.

وتحدثت الصحيفة في البداية عن عبد السميع الذي يبحث عن شقيقه عبد الباسط الذي كان آخر اتصال له بعائلته في 26 سبتمبر الماضي في مدينة سرت قبل أسابيع قليلة من سقوطها في يد قوات المعارضة.

ويقول عبد السميع: إنه بحث عن أخيه في كل السجون في بني غازي ومصراتة، وفحصوا قوائم قتلى الحرب، وشاهدوا صورًا لكل الناس الذين لم يتم التعرف عليهم.

وتوضح الصحيفة أنه بعد 9 أشهر من انتهاء الحرب الأهلية في ليبيا، لا يزال الأصدقاء والأقارب يبحثون عن 10 آلاف شخص فُقدوا في الصفوف الأمامية أو تم جرهم إلى سجون القذافي أو انتزعوا ببساطة من الشوارع ولم يُشاهَدوا بعدها أبدًا.

وأبرزت الإندبندنت الجهود التي تقوم بها وزارة الشهداء والمفقودين الليبية لجمع التفاصيل عن هؤلاء الذين اختفوا، حيث يقوم العاملون بالوزارة تحت إشراف ميرفت مهاني التي اختيرت لها بفضل نشاطها في العمل لصالح عائلات المفقودين، بإنشاء قواعد بيانات وعينات الحمض النووي من عائلاتهم، والتي يمكن أن تتناسب مع جثث تم دفنها في مقابر جماعية لايزال يتم اكتشافها إلى الآن.

وتشير الصحيفة إلى أن عملية إخراج الجثث وجمع الحمض النووي ومطابقته أمر يستغرق وقتًا طويلاً، كما أنه صعب ومكلف، وربما يستغرق الأمر عامًا قبل التعرف على غالبية الجثث ومضاهاة الحمض النووي، والكثير من عمليات الاختفاء سببها نظام القذافي، حيث كان السعي إلى المعلومات عن هؤلاء الذين اختفوا داخل السجون سببًا في اشتعال الثورة ضده.

وقد اختفى حوالي 1270 سجينًا سياسيًّا من سجن "أبو سالم" في طرابلس في 29 يونيو 1996، وتبين لاحقًا أنهم قتلوا داخل السجن على مدى يوم واحد بعد أعمال شغب اندلعت في ظروف مروعة هناك. ولم تبدأ حكومة القذافي في إبلاغ عائلاتهم بأن أقاربهم قد لقوا حتفهم إلا في عام 2001.

واتهمت السلطات الليبية أبناء معمر القذافي وفلول نظامه بالتآمر على الشعب الليبي وثورته والتخطيط لحرب أهلية.

وقالت وزيرة الصحة الليبية فاطمة هرموش: "إن أبناء الرئيس الليبي السابق معمر القذافي يحرضون الشعب الليبي على العصيان" مشيرة إلى "أنهم وبقايا النظام السابق يرغبون في اندلاع حرب أهلية بالبلاد".

وأضافت أن "هناك عناصر بالداخل تساعد أبناء القذافي وبقايا نظامه في تحقيق ما يريدون حتى تفشل ثورة الـ17 من فبراير، ظنًّا منهم أن بإمكانهم العودة مرة ثانية إلى حكم البلاد", وفقًا لوكالة أنباء الأناضول.

وفي تقييمها للوضع الراهن في بعض المدن الليبية التي تشهد معارك داخلية مثل الزنتان و"الكُفرة"، قالت هرموش: إن كل هذه المعارك ناجمة عن أسباب بسيطة للغاية، موضحة أن هناك فئة مستفيدة من اندلاع مثل هذه الأحداث واتساع دائرتها بشكل أكبر في كافة أنحاء البلاد لتعم الفوضى وينتشر الخوف بين الناس.

وأردفت قائلة: "إن الأحداث الأخيرة تسببت في مقتل 32 شخصًا، وجرح 162 آخرين"، وإن وزارة الصحة تتحمل المسؤولية الأكبر حال وقوع مثل هذه المعارك، مشيرة إلى أن القطاع الطبي الليبي لديه خبرة في هذا الأمر، لكنه يعاني نقصًا حادًّا في الأطباء، الأمر الذي اضطرهم إلى استقدام أطباء من خارج ليبيا.

وشددت هرموش على ضرورة نزع فتيل تلك المعارك التي إن ظلت مستمرة ستدور ليبيا في حلقة مفرغة دون الوصول إلى ما تريد من استقرار تعود به البلاد إلى بر الأمان، موضحة أن الشعب الليبي كله مجتمع على قلب رجل واحد للحفاظ على وحدة ليبيا واتحادها ومنع تفتتها بأي حال من الأحوال.

تاريخ الاضافة: 01/07/2012
طباعة