كشف مصدر دبلوماسي بريطاني أن حزب الله الشيعي اللبناني بات على يقين من انتهاء نظام بشار الأسد، وأنه أعد تقريرا أمنيا خاصا يكشف عن خطورة الوضع في سوريا.
وأوضح المصدر المتابع للشأن السوري أن الحزب أعد أخيراً "تقريرا أمنياً داخلياً عن الأزمة السورية يمكن اعتباره أفضل التقارير التي أعدت حتى الآن عن الأزمة, وأكثرها إحاطة بدقائق ما يجري, ليس على الأرض فقط, بل وداخل أروقة النظام نفسها"، مشيرا إلى أن التقرير يقع في أكثر من عشرين صفحة، أعده الحزب لنفسه من أجل الاسترشاد به في اتخاذ قرارات مصيرية واستراتيجية على المستوى المنظور، وفقا للسياسة الكويتية.
ويؤكد المصدر أن التقرير يشير إلى أن نظام الأسد انتهى تماماً, وأن المعركة تدور الآن ليس من أجل الإبقاء على النظام, وإنما من أجل الحفاظ على الكيان السياسي السوري، وأن قيادة المؤسسة العسكرية بدأت تتصرف بهامش واسع من الاستقلالية عن المستوى السياسي للنظام، مثل إقدام قيادة الجيش على توزيع عدد من فرقه, بما في ذلك "فرق احتياطي القيادة العامة", على المحافظات التي يعتبر وضعها "خطيراً وحرجاً جدا" من الناحية الاستراتيجية.
وأوضح أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله, زار دمشق أكثر من مرة لإقناع الأسد بإجراء "إصلاح جراحي مؤلم وموجع يكون في مقدمه تنحي الأسد نفسه ونقل صلاحياته لنائبه فاروق الشرع", لكنه فشل في ذلك.
وكشف المصدر أن نصر الله اقترح على الأسد منذ يونيو الماضي، خطة علاجية تنفذ خلال شهر واحد، كانت تتضمن اعتقال عدد من ضباط الأمن العسكري وأجهزة الأمن الأخرى, بتهمة ارتكاب مخالفات عسكرية وإطلاق النار على الأهالي والسطو على الأموال العامة لامتصاص الغضب الشعبي، واعتقال عدد من أبرز رموز مافيات الفساد, مثل محافظ حمص السابق إياد غزال, وإحالتهم على القضاء، وإجراء تنقلات أمنية وعسكرية وإدارية على مستوى الصف الأول والثاني، واستقالة الأسد ونقل صلاحياته إلى نائبه فاروق الشرع، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، لقيادة مرحلة انتقالية.
وأشار المصدر إلى أن الحزب بات يتصرف أمنياً وعسكرياً كما لو أن النظام سيسقط غداً, وكما لو أن سوريا ستقسم بعد غد, حيث يعمل على اتخاذ إجراءات وتدابير عسكرية وأمنية احتياطية ليس معلوماً بعد ما أنجزه منها.
وأكد أن إيران أيضا تشارك حزب الله في تقديره للأمور، وهي باتت تتصرف على أساس التعامل مع واقع ستراتيجي جديد جوهره الاعتراف بأن سوريا لا يمكن أن تعود إلى ما قبل الثورة، من دون الإعلان عن ذلك بطبيعة الحال
تاريخ الاضافة: 19/06/2012
