موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الإندبندنت: تهديدات إسرائيل بضرب إيران همشت القضية الفلسطينية
اسم الخبر : الإندبندنت: تهديدات إسرائيل بضرب إيران همشت القضية الفلسطينية


ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو بضرب إيران خدمت واشنطن وتل أبيب جيدًا، وأدت هذه التهديدات إلى تهميش القضية الفلسطينية دوليًّا.

وأضافت الصحيفة فى تحليل كتبه "باتريك كوكبورن" إنه طالما كان هناك شىء مفتعل فى تصريحات إسرائيل المروعة بأنها ستضرب إيران، لكنها، كاستراتيجية، استطاعت أن تحقق نجاحًا مذهلاً فى الداخل والخارج، واصفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو خبير فى المناورة بتصور إسرائيل للتهديدات.

وأوضحت الصحيفة أن شعبيته مكنته الأسبوع الماضى من إدهاش المراقبين السياسيين بتشكيل ائتلاف مع حزب المعارضة الأساسى، حزب كاديما لينضم إليه لتجنب فنائه قريبًا فى انتخابات عامة.

ويقول الكاتب: إن إعلان إسرائيل المتكرر عن نيتها بدء حرب مع إيران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية بدا كخدعة هذا القرن، لكن نيتانياهو لاعب بوكر جيد، وقليلون فقط من لديهم القدرة على المراهنة عليه حتى عندما يقترب موعد سقوطه.

وتقول الصحيفة: إنه من بين المكاسب التى حققها نيتانياهو بتصعيده قضية إيران نجاحه فى تهميش قضية مصير الفلسطينيين والمستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، فعلى مدى العامين أو الثلاثة الماضية، كان بقية العالم منشغلين بمناشدة إسرائيل عدم البدء فى الحرب مع إيران أكثر من انزعاجه بما يحدث فى رام الله أو غزة.

وأكدت الصحيفة أنه بقصد، أو بغير قصد، قدم معارضو نيتانياهو مساعدة كبيرة له فى هذا الأمر. فالرئيس السابق للموساد مائير داجان والرئيس السابق للشين بيت، يوفال ديسكين، صورا نيتانياهو على أن رجل حرب غير مسئول، ومن ثم زادوا من تأثيره ونفوذه فى باقى العالم.

وتؤكد الصحيفة على أن إسرائيل لم تدخل فى حرب مطلقًا دون أن تحصل على الضوء الأخضر من أمريكا، ومن غير المرجح أن تفعل ذلك فى المستقبل. فلا يوجد ما يهم إسرائيل أكثر من تحالفها مع أمريكا، وهو ما يعرفه الناخبون الإسرائيليون وينوون أن يكون رد فعلهم قويًّا ضد السياسيين الذين يخاطرون بذلك، وهو ما اكتشفه نيتانياهو بنفسه وكلفه منصبه عندما خسر فى انتخابات عام 1999.

وبدورها استفادت الولايات المتحدة من الاعتقاد بأن العقوبات الاقتصادية على إيران، بما فى ذلك حظر بيع النفظ، يمكن أن تكبح جماح الهجوم الإسرائيلى عليها، فاستطاعت واشنطن بذلك أن تعزل إيران. وكان إبقاء القضية الفلسطينية خارج الأجندة الدولية أمرًا مفيدًا أيضًا للرئيس الأمريكى الذى لم يكن ليفعل أى شىء لها على أية حال.

وختمت الصحيفة تحليلها بالقول: إن التهديد الحقيقى لإسرائيل ليس إيران أو أى دولة، ولكن هو حالة عدم اليقين التى تجتاح الشرق الأوسط فى أعقاب الربيع العربى.

تاريخ الاضافة: 13/05/2012
طباعة