كشفت تقارير صحافية بريطانية عن تورط عناصر من الاستخبارات البريطانية في استجواب عبد الحكيم بالحاج قائد المجلس العسكري في طرابلس.
وقد كشفت وثائق حصلت عليها صحيفة الـ(ميل أون صنداي) أن الاستخبارات البريطانية الداخلية غدرت بأعداء العقيد القذافي الذين تم منحهم حق اللجوء إلى بريطانيا في عملية مشتركة مع جواسيس النظام الليبي العاملين على الأرض البريطانية.
وقالت الصحيفة: إنها عثرت على أدلة على تورط عملاء جهازي الأمن الداخلي (إم آي 5) والأمن الخارجي (إم آي 6) البريطانيين باستجواب بالحاج ضمن وثائق تحمل علامة سري داخل السفارة البريطانية في طرابلس بعد إغلاقها جراء التمرد الذي أطاح لاحقًا بنظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
وأضافت الصحيفة أن الوثائق تتضمن قوائم طويلة من الأسئلة والمعلومات الاستخباراتية الخلفية التي طلب جهازي (إم آي 5) و(إم آي 6) من المحققين الليبيين توجيهها إلى بالحاج خلال جلسات الاستجواب، والتي زعم بأنه تعرض للتعذيب خلالها.
وأشارت إلى أن الكشف عن الوثائق الجديدة سيعمِّق الجدل السياسي حول التعاون الذي كان قائمًا بين جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) وجهاز الأمن الخارجي الليبي في نظام القذافي وشنهما عمليات مشتركة لاستهداف معارضين ليبيين على الأراضي البريطانية.
وقالت الصحيفة: إن الوثائق توضح أيضًا أن بريطانيا كانت متورطة بقضية بالحاج أكثر مما كان يُعتقد من قبل، وأن جهازي (إم آي 5) و(إم آي 6) اعتبراه مصدرًا قيِّمًا للمعلومات الاستخباراتية.
وكان بالحاج قد حرَّك قبل نحو أسبوعين إجراءات قانونية في لندن ضد وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو بتهمة تسليمه إلى نظام القذافي، عقب كشف تقارير صحافية بأنه سمح بتسليمه للنظام الليبي السابق.
ويتهم بالحاج عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) باعتقاله مع زوجته في تايلند وتسليمهما إلى نظام القذافي عبر جزيرة دييغو غارسيا الخاضعة للسيادة البريطانية، ويؤكدان أن سترو كان متواطئًا بالتعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة والاعتداءات التي تعرضا لها على يد عملاء تايلنديين وأميركيين فضلاً عن السلطات الليبية.
ويقاضي بالحاج (48 عامًا) وزوجته فاطمة أيضًا جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) والحكومة البريطانية بتهمة تسليمهما إلى نظام القذافي عام 2004.
جدير بالذكر أن بالحاج كان ينتمي إلى الجماعة الليبية المقاتلة قبل سنوات طويلة، وقد اعتقله القذافي مرتين، وأفرج عنه في 2008، ليكون له دور بارز في الثورة الليبية، حيث قاد بنفسه عملية تحرير طرابلس واقتحام باب العزيزية مقر معمر القذافي.