أكد الخبير الإستراتيجي الدكتور إبراهيم حبيب أن "إسرائيل" لن تستطيع احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية، رغم التلويح "الإسرائيلي" المتصاعد بذلك خلال الفترة الأخيرة.
وأشار الخبير إلى أهمية التفريق في التهديدات "الإسرائيلية" بين إعادة الاحتلال أو العمليات العسكرية الموضعية، التي من الممكن أن تلجأ إليها "إسرائيل" في ظل الظروف الأمنية غير المنضبطة وغير المستقرة في سيناء ومصر.
وعلَّل الخبير عدم استطاعة "إسرائيل" مهاجمة سيناء بقوله: "جراء تغير المعطيات السياسية والعسكرية والإستراتيجية بعد انهيار نظام مبارك، والعبء الجيوستراتيجي الذي لا تستطيع "إسرائيل" أن تتحمله بإمكاناتها المتاحة، لأنه سيلقي عليها أعباءً دفاعية جسيمة تفوق إمكانياتها".
وأضاف: "يمكن أن نرى عملاً عسكريًّا "إسرائيليًّا" محدودًا جدًّا في سيناء، لكن هذا الأمر ستكون تبعاته خطيرة جدًّا، فلن يكون هناك سكوت، وإذا كان الرد المصري قويًّا - وهو المتوقع - فإن "إسرائيل" ستعاود التفكير جديًّا في أي عملية لأنها قد تعرض اتفاقية السلام المصرية – "الإسرائيلية" إلى الانهيار بشكل كامل".
وهدد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر المشير محمد حسين طنطاوي قبل أيام بـ"كسر قدم كل من يحاول الاعتداء على حدود مصر"، في إشارة إلى التهديدات "الإسرائيلية".
في المقابل، دعت مواقع عبرية الحكومة "الإسرائيلية" أمس إلى إعادة احتلال سيناء، على اعتبار أن "صحراء سيناء ليست تابعة لمصر ويجب إعادتها لحكم "إسرائيل""، حسبما نقلت جريدة القدس.
وشدد خبير الأمن القومي والدراسات الإستراتيجية على أن "إسرائيل" تحاول الضغط على المجلس العسكري في مصر في محاولة لضبط السلاح في سيناء، لحرمان المقاومة الفلسطينية من السلاح، مستبعدًا نجاحها في ذلك، "لأنها كانت تضغط بما فيه الكفاية على النظام المصري السابق ولم يستطع أن يفعل شيئًا، بالتالي لن يكون المجلس العسكري في هذه المرحلة في واقع حماية "إسرائيل" بالدرجة الأولى".
وبيَّن أن المقاومة استفادت من انهيار منظومة الأنظمة العربية "العملية" لـ"إسرائيل" على صعيد التسليح، لكن ليست بالتضخيم بالمطلق، إذ إن هناك تطورًا مستمرًّا في إطار إدراك المقاومة الفلسطينية لحقيقة المعركة التي تواجهها، داعيًا إلى عدم الوقوع فيما أسماه (الفخ "الإسرائيلي") الذي يضخم قدرات المقاومة ويدعي أنها هرَّبت أسلحة من ليبيا.
وفيما يتعلق بموقف "إسرائيل" الإستراتيجي في ظل الثورات العربية، أوضح حبيب أنها تشكل تهديدًا إستراتيجيًّا للدولة العبرية، وهي في صالح القضية الفلسطينية والأمة العرببة بصورة مباشرة، معتبرًا أن "إسرائيل" فقدت "كنزًا" إستراتيجيًّا كبيرًا بانهيار النظام المصري، وهو ما ينطبق على بقية الأنظمة المنهارة أو التي في طريقها لذلك، وإن كان بصور مختلفة.
