موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || خفايا صفقة الجاسوس الترابين بين مصر و"إسرائيل"
اسم الخبر : خفايا صفقة الجاسوس الترابين بين مصر و"إسرائيل"


ذكرت مصادر صحافية أن صفقة بين مصر و"إسرائيل" للإفراج عن الجاسوس "الإسرائيلي" عودة ترابين مقابل 63 أسيرًا مصريًّا سيتم تنفيذها الأربعاء.

وأوضحت وكالة «معًا» الفلسطينية الأحد أن عبد الفتاح الأطرش - شقيق الأسير المصري لدى "إسرائيل" موسى الأطرش - تلقى اتصالاً هاتفيًّا من شقيقه في سجن بئر سبع "الإسرائيلي" أبلغه خلاله بأن مسؤولين من إدارة السجن زاروهم مساء السبت وأبلغوهم بأنه سيفرج عنهم في صفقة تبادل الجاسوس "الإسرائيلي" عودة ترابين، وسيتم تنفيذ الصفقة يوم الأربعاء القادم.

وقال الأطرش - وهو أحد مواطني مدينة رفح المصرية -: إن شقيقه الأسير أبلغه أن إدارة السجون أعدت قائمة بأسماء 63 أسيرًا مصريًّا سيُطلق سراحهم عبر معبر طابا.

وقال مسؤول عسكري مصري لوكالة «معًا»: إن مصر أبرمت مع "إسرائيل" صفقة لتبادل السجناء، وستجري عبر معبر طابا بحضور الصليب الأحمر الدولي، ولكن لم تتضح حتى الآن ما إذا كانت مصر ستسلم الجاسوس ترابين إلى "إسرائيل" عبر مطار القاهرة الدولي أم عبر معبر طابا.

وذكرت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" أنه فور الإعلان عن هذه الأنباء توجه نائب الوزير "الإسرائيلي" أيوب قرة إلى عائلة ترابين صباح الأحد، وطالبهم بإظهار التشكيك تجاه هذه الأنباء، والامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات حول الموضوع لوسائل الإعلام.

وقال قرة للإذاعة "الإسرائيلية": «لقد خاب أملنا أكثر من مرة في الماضي بعد أن اعتقدنا أننا توصلنا بالفعل إلى تفاهمات حول هذا الموضوع، وبالنسبة لنا لم يتغير شيء طالما أن عودة ترابين لم يدخل الحدود "الإسرائيلية" بعد».

وأشارت الإذاعة إلى أن أيوب قرة وعضو الكنيست "الإسرائيلي" عن حزب كاديما يسرائيل حسون شاركا في المباحثات التي جرت مع مصر من أجل التوصل إلى الصفقة التي يدور الحديث عنها، وذكر موقع «والا» الإخباري "الإسرائيلي" أن عائلات الأسرى المصريين لدى "إسرائيل" تلقت وعودًا من مسؤولين مصريين بإطلاق سراح أبنائهم من السجون "الإسرائيلية" في 25 أبريل الجاري، مقابل الإفراج عن الجاسوس عودة ترابين، المسجون في مصر بتهمة التجسس لصالح "إسرائيل" منذ عام 2004.

ونقلت وكالة «معًا» عن مصدر أمني مصري لم تكشف هويته قوله: إن مفاوضات تمت بين مسؤولين مصريين و"إسرائيليين" بالقاهرة الأسبوع الماضي، وانتهت إلى الاتفاق على تسليم مصر الجاسوس "الإسرائيلي" عودة ترابين مقابل تبييض السجون "الإسرائيلية" من الأسرى المصريين، وعددهم نحو 65 أسيرًا.

خفايا الصفقة:
ووفقًا لمصادر متطابقة فإن السبب الرئيسي لتحريك الصفقة هو احتجاز بدو سيناء عشرات الجنود والضباط المصريين للضغط على الحكومة المصرية من أجل إطلاق سراح أبنائهم من السجون الإسرائيلية, وأعلن البدو أنه لن يتم إطلاق سراح الضباط المصريين إلا بعد الحصول على ضمانات من الحكومة المصرية بإطلاق سراح أبنائهم, ووفقا للمصادر فإن عائلات البدو تلقوا تعهدات من الحكومة المصرية بإطلاق سراح أبنائهم في الـ25 من الشهر الجاري.
وكانت وسائل إعلام مصرية قد أفادت بأن مبعوثا "إسرائيليًا" خاصا قد هبوط على متن طائرة خاصة في مطار القاهرة, والتقى المسئول "الإسرائيلي" عددا من المسئولين المصريين وناقش معهم التطورات الأخيرة في مسألة صفقة التبادل, وأفادت مصادر مطلعة أن المبعوث "الإسرائيلي" الذي وصل القاهرة هو من الشخصيات الأمنية البارزة.
وأشارت وسائل إعلام مصرية إلى أن "إسرائيل" رضخت لمطالب عقد الصفقة خوفا من نية الأسرى المصريين الانخراط في الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية في وقت تمر فيه العلاقات بين البلدين بظروف حساسة ومعقدة للغاية.

وكان الكيان الصهيوني قد استغل ملف المعتقلين المصريين لديه للضغط على القاهرة للإفراج عن الجاسوس "عودة الترابين" المسجون في مصر بتهمة التجسس.

فقد نشر موقع الإذاعة العامة الصهيونية تقريرًا تناول مطالب من المعتقلين المصريين في الكيان الصهيوني للمجلس العسكري بالإفراج عنهم، حيث نقلت عن أحد المعتقلين المصريين بالسجون الصهيونية قوله: "إن هناك تذمرًا وسخطًا عميقين لدى السجناء المصريين المعتقلين في "إسرائيل" وذلك على خلفية خيبة أملهم من عدم العمل لإطلاق سراحهم كما وعدتهم السلطات المصرية".

ونسبت الإذاعة الصهيوني لهذا السجين المصري قوله: "إن جميع الجهات المصرية والصهيونية تعلم علم اليقين بأن عودة ترابين المسجون في مصر منذ 11 عامًا غير ضالع بأي عملية تجسس، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري ورئيس المجلس العسكري الأعلى المشير محمد حسين طنطاوي لا يهتمان بأوضاعهم إطلاقًا.

وكشف السجين المصري بالكيان الصهيوني أن قبائل البدو في شبه جزيرة سيناء تخطط لتنظيم تظاهرة حاشدة يوم الأحد المقبل قرب معبر "العوجا" لسد الطريق، وأن الشيخ عبد الله أبو جهامة عضو مجلس الشعب وعد هذه القبائل بأن السلطات المصرية ستعمل أكثر من أجل إطلاق سراحهم.

جدير بالذكر أن الجاسوس عودة ترابين قد تم القبض عليه في مدينة العريش في شمال سيناء من 11 عامًا بتهمة التجسس على الجيش المصري لصالح الكيان الصهيوني، ويسعى الكيان الصهيوني للإفراج عن هذا الجاسوس منذ سنوات.

يذكر أيضًا أن نحو 60 مصريًّا لا يزالون معتقلين لدى الكيان الصهيوني، ورغم أن مصر قد عقدت صفقة قبل أشهر قليلة للإفراج عن جاسوس صهيوني بالقاهرة إلا أنها لم تستطع أن تفرج عن كل السجناء المصريين بالكيان الصهيوني.


تاريخ الاضافة: 23/04/2012
طباعة