مع تواصل جرائم الإبادة التي ينفذها نظام الأسد ضد الشعب السوري الأعزل، وجَّهت الأمم المتحدة الإنذار الأخير له في ظل تراجعه عن تنفيذ التزاماته التي قطعها بسحب الآليات الثقيلة اليوم وبدء تنفيذ وقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي: إن "الأمين العام كرر الطلب من الحكومة السورية أن توقف فورًا أعمالها العسكرية التي تستهدف المدنيين واحترام الالتزامات التي وعدت بها المبعوث الخاص (للأمم المتحدة والجامعة العربية) كوفي أنان", وفقًا لرويترز.

وأضاف بان أن "الجدول الزمني للوقف الكامل للعنف الذي صادق عليه مجلس الأمن يجب أن يُحترم من الجميع من دون شروط".

ترافق هذا مع تصريحات لنائب وزير الخارجية التركي عن وفاة مبادرة عنان بعد الهجوم السوري على مخيم للاجئين السوريين داخل تركيا، وهو ما أثار شجب السلطات التركية والأمم المتحدة وأميركا.

وقال نائب وزير الخارجية التركي: إن المبادرة أصبحت بلا جدوى، وقد رفضت واشنطن الضمانات المكتوبة التي طلبها النظام السوري من المعارضة.

وكان شهود عيان قد ذكروا أن دبابات النظام السوري دخلت وسط دمشق للمرة الأولى ضمن محاولتها قمع الاحتجاجات، بينما أكد آخرون أن ميليشيات الجيش وعصابات الأمن تحاصر قرى حدودية مع "إسرائيل".

وقالت المصادر: "أكثر من 20 دبابة ومدرعة وناقلة جند، تمركزت منذ صباح أمس الاثنين في مناطق كفرسوسة والدحاديل والقدم ونهر عيشة بدمشق، حيث جرى استعمال الأسلحة الثقيلة للمرة الأولى في أحياء العاصمة، وجرت عملية اقتحام لتلك المناطق تخللتها حملات اعتقال واسعة طالت أكثر من 400 شخص".

وأوضح ناشط من حي الميدان في العاصمة أن الحملة سعت للسيطرة على الجيش الحر الذي تزايدت نشاطاته في تلك المناطق، حيث بدأت بعض نقاط التظاهر تحتج وسط حماية من الجيش الحر.

وأشار الناشط إلى أن العناصر الذين شنوا الحملة كانوا يرتدون لباس الحرس الجمهوري، إضافة إلى عناصر من الشبيحة بلباس مدني.

وأفاد شاهد عيان من المناطق الجنوبية بأن ميليشيات الجيش السوري وعصابات الأمن تحاصر منطقة مزرعة بيت جن وقرى بيت جن، بعد هجوم عنيف على المنطقة المحاذية للحدود "الإسرائيلية".

وتخلل الحملة اعتقالات عشوائية طالت أكثر من 50 شخصًا من أهالي المنطقة، فيما جرى إطلاق النار على بعد مئات الأمتار من المرصد "الإسرائيلي" على هضبة الجولان.