عبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن دهشتها من موقف حزب "النور" ـ ثاني أكبر القوى السياسية في البرلمان المصري الجديد ـ تجاه النائب السلفي أنور البلكيمي؛ لإسقاط عضويته من الحزب والضغط عليه لتقديم استقالته من البرلمان، انطلاقًا من مبدأ المُساءلة الذي يلتزم به الحزب، لقوله بأنه تعرض للسرقة والضرب الوحشي لتبرير إجرائه عملية تجميل لأنفه.
واعتبرت الصحيفة تصريح نادر بكار – المتحدث باسم حزب "النور" بشأن إسقاط عضوية البلكيمي من الحزب أمرًا لم تعهده مصر من ذي قبل؛ على الرغم من كونه مألوفًا في جميع أنحاء العالم.
ونقلت عن بكار قوله: إن طرد البلكيمي من حزب "النور" يأتي "ترسيخًا لمبدأ المُساءلة، الذي يلزم الموظفين العموميين ممن يرتكبون مخالفات تتعارض مع مهامهم بالاعتذار، وتحمل المسئولية".
من جانبها، رأت صحيفة "واشنطن بوست" أن ما قام به البكليمي "عمل بسيط كلفه خسارة منصبه، وألحق الضرر بمصداقية حزب "النور" السلفي .
أما صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" فقد رأت أن قضية البلكيمي كشفت عن نقاط ضعف السياسيين ووصفتها بـ "الضحكة المكتومة التي تأتي في غير وقتها المناسب"، لافتة إلى المشاكل الاقتصادية والسياسية التي تمر بها مصر خلال الفترة الحالية التي تخضع فيها للانتقال الفوضوي ـ على حد تعبيرها ـ من الحكم العسكري إلى الحكم الديمقراطي.
من جانبه نفى النائب أنور البلكيمي، أن يكون قد استقال من مجلس الشعب ، وشدد الرجل الذي حاز شهرة عالمية بسبب واقعة إجراء عملية تجميل في أنفه، على أنه لم يخطئ، بعد أن تم اتهامه باختلاق واقعة الاعتداء عليه من لصوص، لإخفاء عملية التجميل. وقال البلكيمي لـ«الشرق الأوسط»: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، مشددا على أنه لم يخطئ في الواقعة التي أثارت الرأي العام في مصر وتناولتها وسائل الإعلام العالمية.
من جهتها، لا تزال النيابة العامة تجري تحقيقاتها في ادعاءات النائب السلفي، بعد أن استأذنت مجلس الشعب لسماع أقواله. وقال البلكيمي ، إنه يعاني من آلام جراء إصابته بنزيف داخلي، ورفض البلكيمي تناول تفاصيل الاعتداء عليه، مشددا على أنه لم يخطئ، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية ولا يجوز أن يتحدث في قضية قيد تحقيقات النيابة.
