فاز رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الروسية الأحد، وهنأ ناخبيه بقوله: "نعم لروسيا الكبيرة" في حين سارعت المعارضة الروسية إلى التنديد بهذا الفوز، مشيرين إلى عمليات تزوير واسعة.

وبعد فرز الأصوات في 50 % من مراكز الاقتراع، فاز بوتين بـ 63.39% في المئة من الأصوات وفق نتائج أعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية في الساعة 20:20 ت غ.

وحلَّ المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف في المركز الثاني حاصدا 17.13% من الأصوات بحسب المصدر نفسه، الذي أوضح أن نسبة المشاركة بلغت 64%.

واعتبر رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين مساء الأحد أمام الآلاف من أنصاره بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية أنه فاز "في معركة شريفة"، شاكراً للناخبين سعيهم إلى تجنيب البلاد "التدمير".

وقال والدموع في عينيه في كلمة نقلتها شبكات التلفزيون مباشرة وإلى جانبه الرئيس الروسي المنتهية ولايته ديمتري مدفيديف: "شكرا لجميع من قالوا نعم لروسيا الكبيرة".

واعتبر بوتين أمام أكثر من مئة ألف شخص تجمعوا قرب الساحة الحمراء أن الناخبين الروس لم يدعوا "الدولة الروسية تتعرض للتدمير"، مؤكداً أن "ناخبينا يعرفون كيفية التمييز بين الرغبة في التجديد والتحريض السياسي الهادف إلى تدمير دولتنا واستغلال السلطة"، في إشارة إلى تظاهرات المعارضة.

وشدد بوتين على أن "سيناريوات مماثلة لن تحصل لدينا"، معتبراً أن هذه الانتخابات كانت "اختبارًا مهما لنا، للشعب بأسره، اختبارًا للنضج السياسي واستقلال" البلاد.

من جهته، اعتبر مدفيديف أن "البلاد وكلا منا كانا يحتاجان إلى هذا الانتصار".

انتخابات لصوص:

في المقابل، سارعت المعارضة الروسية التي دعت إلى تظاهرة كبيرة مساء الاثنين في موسكو، إلى التنديد بالانتخابات "غير النزيهة على الإطلاق".

وقال المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف في تصريح للتلفزيون بعيد إعلان فوز بوتين: "إنها انتخابات لصوص مهينة وغير نزيهة على الإطلاق".

كما قال الزعيم المعارض الليبرالي فلاديمير ريجكوف وهو أحد أبرز منظمي تظاهرات المعارضة خلال الأشهر القليلة الماضية انه "لا يوجد اي مؤشر يمكن ان يتيح القول ان هذه الانتخابات شرعية".

وأضاف في تصريح تلفزيوني: "غدا صباحا، سنكون قد احتسبنا عشرين ألفا، ثلاثين ألف عملية تزوير" شابت الانتخابات.

وقبل إغلاق مراكز الاقتراع، أكد ممثلو عدد من المرشحين ومعارضون ومنظمات المراقبة الانتخابية مثل منظمة غولوس وهيئة الناخبين إضافة إلى وسائل إعلام مستقلة أنها أحصت عددا كبيرا من عمليات التزوير.

وأحصى موقع إلكتروني تم إنشاؤه لاحتساب التجاوزات التي ترصدها هيئة الناخبين 114 حالة ملء صناديق اقتراع و327 حالة "نقل عدد كبير من الناخبين"، وهي وسيلة تتيح لمجموعة أشخاص التصويت مرارا في مراكز مختلفة بفضل أذون مزورة.

وشاهد أحد مراسلي فرانس برس في ساحة بولوتنايا في موسكو أكثر من مئة حافلة تنقل إلى العاصمة الروسية آلاف الشبان من مناطق أخرى.

ولم يشأ هؤلاء كشف الجهة التي تولت نقلهم، لكنهم أكدوا أنهم أتوا خصيصا للتصويت لبوتين. ويتيح قانون الانتخابات لشخص أن يدلي بصوته في غير منطقته، الامر الذي يسهل وفق المعارضة عمليات التزوير.