موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || تونس: الفيضانات تلاحق مناطق الشمال الغربي للمرة الثانية
اسم الخبر : تونس: الفيضانات تلاحق مناطق الشمال الغربي للمرة الثانية


بين نوفمبر 2011 وفيفري 2012 اجتاحت سيول المياه عديد المناطق بالشمال الغربي خلّفت ضحايا في الارواح وخسائر مادية كبيرة طالت البنية الاساسية والمساحات الفلاحية والممتلكات الخاصة بتفاوت بين الجهات وتباين في حجم الاضرار.

لتسليط الاضواء على الجانب الفلاحي وما ألحقته به العوامل الطبيعية الاخيرة من خسائر مادية أفادنا مصدر من وزارة الفلاحة أنّ المساحات المتضررة قدرت بالنسبة لشهر نوفمبر بـ7 آلاف هكتار وتقدر بالنسبة لشهر فيفري في مرحلة التقييم الاوّلي ما بين 14200هك و14300هك في انتظار أن يتم تشخيص الوضع بمساحات هامة أخرى غمرتها المياه ولم يتسنّ إلى غاية أمس معاينة أضرارها. وتتوزع المساحات المتضررة على كل من ولايات أريانة ومنوبة وباجة وجندوبة وبنزرت وجزء من الكاف. وتم رصد نحو 4ألاف هك ببنزرت مساحات متضررة منها 100هك قنارية وتراوحت بقية أصناف الزراعات والغراسات المتلفة بين زراعات كبرى وخضر وأعلاف... ونظرا إلى أنّ الخسائر مهما انحصر حجمها على المستوى الفردي تعتبر محبطة ومخيبة لأمال أصحابها لاسيما من صغار الفلاحين فإنّ المبادرة السريعة بتعويضهم تعد أساسية لينخرط المتضررون من جديد في حلقة الانتاج وإن كان بتغيير نمط غراساتهم خلال ما تبقى من الموسم وتمكينهم من مستلزمات العمل والتعويض المادي للحالات التي تستوجب ذلك.

وكان مجلس وزاري مضيق نظر في الوضع الدقيق الناجم عن الفيضانات في ماطر أقر الاثنين المنقضي جملة من الاجراءات لفائدة صغار الفلاحين (وإن كان الضرر عند حصوله لا يفرق بين فلاح صغير أو كبير وهو ما يطرح تساؤلات حول هذا التخصيص).وأكد المجلس على تقديم تعويضات عاجلة لصغار الفلاحين التي أتلفت أراضيهم بصفة كلية وتوجيههم إلى زراعات بديلة وتوفير الاسمدة الازوطية لمن تضررت أراضيهم بشكل جزئي. وتقرر تمكين مربي الماشية من الاعلاف. ولا شك أن مجابهة الاضرار الحاصلة في عديد المناطق يتطلب اعتمادات مالية ليست بالهينة وهو ما يفترض أن تعمل الحكومة على رصدها لكن إلى ذلك يتعين التعجيل بالشروع في تنفيذ إجراءات هيكلية لمعالجة مشاكل الفيضانات والحد من تداعياتها بصفة جذرية بتحويل مجرى وادي مجردة بعيدا عن المدن وهو حل تم تبنيه رسميا رغم كلفته الباهظة.

تاريخ الاضافة: 02/03/2012
طباعة