موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || السلفية أم العلمانية والصوفية أقرب للإسلام ؟ ( 2 )
اسم المقالة : السلفية أم العلمانية والصوفية أقرب للإسلام ؟ ( 2 )
كاتب المقالة : الشيخ/محمد فرج الأصفر

 

ماهي الصوفية
نشأت التصـــــــوف
التصوف تصورات دينية انتشرت في العالم الاسلامي في بداية الأمر كنزعات فردية تدعو إلى العبادة و الزهد فى الحياة، وذلك كرد فعل لزيادة الفساد واالترف الحضاري. ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا وحركات منظمة ومعروفة باسم الصوفية. ولا شك ان ما يدعو اليه الصوفية من الزهد والورع والتوبة والرضا, انما هي أمور من الاسلام الذي يحث على التمسك بها والعمل من اجلها, فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية. وقد تنوعت وتباينت آراء الناس وتوجهاتهم نحو تلك الحركة لأن ظاهرها لا يدل على باطنها.
جميع المؤرخون يتفقون على ان التصوف نشأ وترعرع في العراق، حيث برزت أسماء كبرى قد ساهمت بتأسيسه، منها: داود بن نصير الطائي، رابعة العدوية، معروف الكرخي، السري السقطي، الجنيد البغدادي، وغيرهم الكثيرون . ولكن اختلفت آراء الباحثين حول الكيفية التى بدأ بها التصوف فى العراق وفى غيره من الدول ، وكذلك عن التوقيت بالتحديد ، على عدة آراء
نشأة الطرق الصوفية:
وضع أبو سعيد محمد أحمد الميهي الصوفي الإيراني430هـ أول هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بجعله متسلسلا عن طريق الوراثة .
ويذهب مؤلف موسوعة الصوفية "عبد المنعم الحفني" وغيره إلى أن عبد القادر الجيلاني، صاحب الطريقة القادرية (471ـ 561هـ)، هو أول من نادى بالطرق الصوفية وأسسها وكانت الرفاعية هي ثاني طريقة، وتلت هذه الطريقة المولوية المنسوبة إلى الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي ... وتنتشر في العالم اليوم مئات الطرق، إضافة إلى طرق كثيرة اندثرت، وقد أحصى مؤلف "الموسوعة الصوفية" أسماء 300 طريقة صوفية في عدد بسيط من الدول الإسلامية، ناهيك عن الدول الأخرى .
"ويمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها، حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي، فظهرت الطريقة القادرية ... كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي (ت 540هـ)... وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهروردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن (549ـ 587هـ) صاحب مدرسة الإشراف الفلسفية .
وفي تلك المرحلة، وفي مراحل أخرى برز عدد كبير من رموز الصوفية من ذوي الأصول الفارسية مثل الحلاج والبسطامي والسهروردي والغزالي وغيرهم الكثير ممن اعتبروا مرجعاً ورمزاً لجميع المتصوفة حتى يومنا هذا. كما أن كتب وأفكار شيوخ الصوفية القدامى هي التي تسير عليها الطرق الصوفية اليوم.
هذا وقد تنازع العلماء والمؤرخون في أول مَن تسمَّى بالصوفى
على أقوال ثلاثة :
أ ـ قول شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه:
أن أول من عُرف بالصوفي هو أبو هاشم الشيعى الكوفي ت150هـ بالشام بعد أن انتقل إليها، وكان معاصراً لسفيان الثوري ت 155هـ. وكان معاصراً لجعفر الصادق وينسب إلى الشيعة الأوائل، ويسميه الشيعة مخترع الصوفية. وهو الذي بنى زاوية في مدينة الرملة بفلسطين وكان أبو هاشم حلولياً دهرياً يقول بالحلول والاتحاد .
ب ـ يذكر بعض المؤرخين:
أن عبدك ـ عبد الكريم أو محمد ـ المتوفى سنة 210هـ هو أول من تسمى بالصوفي، ويذكر عنه الحارث المحاسبي أنه كان من طائفة نصف شيعية تسمي نفسها صوفية تأسست بالكوفة. بينما يذكر الملطي في التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع أن عبدك كان رأس فرقة من الزنادقة الذين زعموا أن الدنيا كلها حرام، لا يحل لأحد منها إلا القوت، حيث ذهب أئمة الهدى، ولا تحل الدنيا إلا بإمام عادل، وإلا فهي حرام، ومعاملة أهلها حرام.
جـ ـ يذهب ابن النديم:
في الفهرست إلى أن جابر بن حيان تلميذ جعفر الصادق والمتوفى سنة 208هـ أول من تسمى بالصوفي، والشيعة تعتبره من أكابرهم، والفلاسفة ينسبونه إليهم .
الخلاصـــــة
بعد هذه المقارنة بين السلفية والعلمانية والصوفية نستنتج ونرد ونسأل فضيلة المفتي أيهما أقرب للإسلام ؟
نقول لك يا فضيلة المفتي بأن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة وأنا الصوفية فهي بنت الشيعة وتفريخ الرافضة عباد القبور وليس في الإسلام تصوف والله ورسولة منه براءه وأما السلفية هي طريق ودرب الصحابة والسلف ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . فأختار أنت ما تريد ولكن إياك إياك من أن تتهجم على من تمسكوا بالسنة ونهجوا منهج الصحابة في التمسك بالدين وسنة الهادي الأمين فهل اصبحت هذه الفئة عندك وجه أخر لعملة العلمانية؟ كما تدعي أم أنه التخبط والتخليط في الدين الذي أصبح يطل علينا ليلا ونهارا من أناس إلتحقوا بأهل العلم زورا وبهتانا . وهذا يذكرني بحديث النبي (إن الله لا ينزع العلم انتزاعا من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا . ) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح". وابن ماجه، ورواه بن وضاح في "البدع والنهي عنها" بسند صحيح .
ونسأل الله لنا ولكم الهدى والرشاد
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تاريخ الاضافة: 20/10/2010
طباعة