موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || (( الفرقة الباطنية العلوية النصيرية في سوريا ))
اسم المقالة : (( الفرقة الباطنية العلوية النصيرية في سوريا ))
كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر

 
الحمد لله حمد الشاكرين بجميع محامده كلها،
على جميع نعائمه كلها ومنها نعمة الدين والمنهج القويم،
حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما هو أهله.
وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى
رسول الرحمة خاتم النبيين
وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أما بعـــــــــد
اختلفت الأمة بعد وفاة نبيها وتشعبت مذاهبها وتنوعت مشاربها وكل يدعي أن الحق معه متوسلاً لإثبات رأيه قوة المنطق حيناً ومنطق القوة أحياناً. وتراوحت أسباب الاختلاف بين الإلحاد الرامي إلى هدم الحنيفية السمحة
وبين السياسي المتلفّع ثوب الدين ، ومن تلك الفئة الردية والفرقة الباطنية (العلوية النصيرية) المتفرخة من (الشيعة الرافضة).
سبب الكتابة عن هذه الفرقة
أولا: لما يجري من إبادة جماعية للمسلمين شيوخ ونساء وأطفال من أهل السنة في سوريا على يد الطاغية المجرم بن المجرم العلوي النصيري الذي لا حافظ ولا أسد. ولنعلم أن الحقد الدفين وملة الدين والكفر المبين هو السبب الرئيس في المجازر اليومية والليلية ومن زمن أبيه الذي أهلكه الله من قبل وما فعلوا في حماة قديماً وما يحدث الآن حديثاً في دمشق وحماة وحمص وباب عمرو ودرعا وجسر الشغور ودير الزور وإدلب خير شاهد ودليل على أن هذا المجرم السفاح يسير على خطى أبيه.
ثانيا: العجب من بعض الفتاوى التي خرجت باستحلال دم طاغية سوريا بسبب القتل والتدمير وقد أخرجوه من الدين، ولو علموا حكم ما يعتقد لعرفوا أنه لم يكن أصلاً في الدين حتى يخرج منه.
ثالثا: التحذير ثم التحذير من هذه الفرقة التي هي ذنب للفرقة الأم وهم (الرافضة الشيعة) الذين يخططون بالليل والنهار لوضع أيديهم على موارد البلاد العربية الإسلامية تحت نشر التشيع بين المسلمين ، وهذا هو الحلم الكبير لهم
والهدف الحقيقي هو أنَّ أهل الكرة الأرضية يتشيعون، لأنهم غير مسلمين بل هم كافرون. ومخططاتهم في دول الخليج وغيرها خير دليل.
العلوية النصيرية
التعريــــف:
هي حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدُّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهيَّا في عليِ رضي الله عنه، وألهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه، وهم مع كل غاز لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم ( العلويين ) تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية.
الجذور الفكرية والعقائدية:
ــ استمدوا معتقداتهم من الوثنية القديمة، وقدسوا الكواكب والنجوم وجعلوها مسكناً للإمام علي رضي الله عنه.
ــ تأثروا بالأفلاطونية الحديثة، ونقلوا عنها نظرية الفيض النوراني على الأشياء.
ــ بنوا معتقداتهم على مذاهب الفلاسفة المجوس.
ــ أخذوا عن النصرانية، ونقلوا عن الغنوصية النصرانية، وتمسكوا بما لديهم من التثليث والقداسات وإباحة الخمور
ــ نقلوا فكر التناسخ والحلول من المعتقدات الهندية والآسيوية الشرقية.
ــ هم من غلاة الشيعة مما جعل فكرهم يتسم بكثير من المعتقدات الشيعية وبالذات تلك المعتقدات التي قالت بها الرافضة بعامة والسبئية بخاصة.
الأفكار والمعتقدات:
ـ جعلت النصيرية علياً إلهاً، وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص.
ــ لم يكن ظهور (الإله علي) في صورة الناسوت إلا إيناسا لخلقه وعبيده.
ــ يحبون (عبد الرحمن بن ملجم) قاتل الإمام علي رضي الله عنه، ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت، ويخطئوا من يلعنه.
ــ يعتقد بعضهم أن علياً يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده وإذا مر بهم السحاب قالوا: السلام عليك يا أبا الحسن، ويقولون إن الرعد صوته والبرق سوطه.
ــ يعتقدون أن علياً خلق محمداً صلى الله عليه وسلم وأن محمداً خلق سلمان الفارسي وأن سلمان الفارسي قد خلق الأيتام الخمسة الذين هم:
المقداد بن الأسود: ويعدونه رب الناس وخالقهم والموكل بالرعود.
أبو ذر الغفاري: الموكل بدوران الكواكب والنجوم.
عبد الله بن رواحة: الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.
عثمان بن مظعون: الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان.
قنبر بن كادان: الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام.
ــ لهم ليلة يختلط فيها الحابل بالنابل كشأن بعض الفرق الباطنية.
ــ يعظمون الخمرة، ويحتسونها، ويعظمون شجرة العنب لذلك، ويستفظعون قلعها أو قطعها لأنها هي أصل الخمرة التي يسمونها "النور".
ــ يصلون في اليوم خمس مرات لكنها صلاة تختلف في عدد الركعات ولا تشتمل على سجود وإن كان فيها نوع من ركوع أحياناً.
ــ لا يصلون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة من وضوء ورفع جنابة قبل أداء الصلاة.
ــ ليس لهم مساجد عامة، بل يصلون في بيوتهم، وصلاتهم تكون مصحوبة بتلاوة الخرافات.
ــ لهم قداسات شبيهة بقداسات النصارى من مثل: قداس الطيب لك أخ حبيب ، قداس البخور فيي روح ما يدور في محل الفرح والسرور، قداس الأذان وبالله المستعان.
ــ لا يعترفون بالحج، ويقولون إن الحج إلى مكة إنما هو كفر وعبادة أصنام!.
ــ لا يعترفون بالزكاة الشرعية، وإنما يدفعون ضريبة إلى مشايخهم زاعمين بأن مقدارها خمس ما يملكون.
ــ الصيام لديهم هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان.
ــ يبغضون الصحابة بغضاً شديداً، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
ــ يزعمون أن للعقيدة باطناً وظاهراً وأنهم وحدهم العالمون بباطن الأسرار، ومن ذلك:
الجنابة: هي موالاة الأضداد والجهل بالعلم الباطني.
الطهارة: هي معاداة الأضداد ومعرفة العلم الباطني.
الصيام: هو حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة.
الزكاة: يرمز لها بشخصية سلمان.
الجهاد: هو صب اللعنات على الخصوم وفُشاة الأسرار.
الولاية: هي الإخلاص للأسرة النصيرية وكراهية خصومها.
الشهادة: هي أن تشير إلى صيغة (ع.م.س).
القرآن: هو مدخل لتعليم الإخلاص لعلي رضي الله عنه، وقد قام سلمان"تحت اسم جبريل" بتعليم القرآن لمحمد صلى الله عليه وسلم.
الصلاة: عبارة عن خمس أسماء هي: على وحسن وحسين ومحسن وفاطمة، و(محسن) هذا هو (السرالخفي) إذ يزعمون أنه سقط طرحته فاطمة، وذكر هذه الأسماء يجزيء عن الغسل والجنابة والوضوء.
الأعياد: لهم أعياد كثيرة تدل على مجمل العقائد التي تشتمل عليها عقيدتهم ومن ذلك: عيد النيروز، عيد الغدير، وعيد الفراش، وزيارة يوم عاشوراء، يوم المباهلة أو يوم الكساء، عيد الأضحى، أعياد النصارى جميعها، يوم (دولام) وهو يوم مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.التأسيس وأبرز الشخصيات:
ــ مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري(ت 270هـ) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي(العاشر) والحسن العسكري(الحادي عشر) ومحمد المهدي "الموهوم" (الثاني عشر).
ــ زعم أنه البابُ إلى الإمام الحسن العسكري، وأنه وارثُ علمه، والحجة والمرجع للشيعة من بعده، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي. ثم ادعى النبوة والرسالة، وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية.
ــ خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب.
ــ ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 ـ 287هـ من جنبلا بفارس، وكنيته العابد والزاهد والفارسي، سافر إلى مصر، وهناك عرض دعوته على الخصيبي.
ــ حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيبي المولود 260هـ مصري الأصل جاء مع أستاذه الجنبلاني من مصر إلى جنبلا، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولاهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي والآخر في بغداد ورئيسه على الجسري، وقد مات في حلب وقبره معروف بها وله مؤلفات في المذهب وأشعار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ والحلول. وأما في بغداد فقد انقرض المركز بعد حملة هولاكو عليها.
ــ سليمان أفندي الأذني، ولد في أنطاكية سنة 1250 هــ وتلقى تعاليم الطائفة، لكنه تنصر على يد أحد المبشرين وهرب إلى بيروت حيث أصدر كتابه الباكورة السليمانية يكشف فيه أسرار هذه الطائفة، استدرجه النصيريون بعد ذلك وطمأنوه فلما عاد وثبوا عليه وخنقوه وأحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية.
ــ محمد أمين غالب الطويل، شخصية نصيرية، كان أحد قادتهم أيام الاحتلال الفرنسي لسوريا، ألف كتاب تاريخ العلويين يتحدث فيه عن جذورهم عام 1920م.
ــ سليمان الأحمد، شغل منصباً دينياً في دولة العلويين عام 1920م.
ــ سليمان المرشد، كان راعي بقر، لكن الفرنسيين احتضنوه وأعانوه على ادعاء الربوبية، كما اتخذ له رسولاً (سليمان الميده) وهو راعي غنم، ولقد قضت عليه حكومة الاستقلال وأعدمته شنقاً عام 1946م.
ــ مجيب سليمان المرشد، ادعى الألوهية، لكنه قتل أيضاً على يد رئيس المخابرات السورية آنذاك سنة 1951م، وما تزال فرقة (المواخسة) النصيرية يذكرون اسمه على ذبائحهم.
ــ استطاع العلويون (النصيريون) أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا واشتد نفوذهم وشكلوا حزبا سياسيا يجمعهم باسم (الكتلة الوطنية)
ونفذوا إلى الحكم السوري من 1965م بواجهة سُنية ثم قام تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين والبعثيين بحركته الثورية في 12 مارس 1971م وتولى العلويون رئاسة الجمهورية إلى الآن.
الانتشار ومواقع النفوذ:
يستوطن النصيريون منطقة جبال النصيريين في اللاذقية، ثم انتشروا مؤخراً بعد تسلم مقاليد الحكم في سوريا لباقي المدن. كما يوجد عدد كبير منهم في غربي الأناضول ويعرفون باسم (التختجية والحطابون) فيما يطلق عليهم شرقي الأناضول اسم (القزل باشيه). ويعرفون في أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا باسم البكتاشية. وهناك عدد منهم في فارس وتركستان ويعرفون باسم ( العلي إلهية)، وعدد منهم يعيشون في لبنان وفلسطين.
حكم هذه الفرقة الباطنية:
اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء النصيريين لا تجوز مناكحتهم، ولا تباح ذبائحهم، ولا يُصلى على من مات منهم ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يجوز استخدامهم في الثغور والحصون.
ويقول ابن تيمية: "هؤلاء القوم المسمَّون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية ـ أكفر من اليهود والنصاري،بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم. وهم دائما مع كل عدو للمسلمين فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم" انتهى
قلــــت:
وكلام شيخ الإسلام يكتب بماء الذهب، ويا ليت أهل الإسلام حكاماً ومحكومين يعلمون أن سفاح سوريا وفرقته ليسوا من المسلمين وهم أعداء هذا الدين، ووجب على أهل الإسلام في جميع البلدان نصرة أهل السنة في سوريا وقتال هذا الكافر العاتي الذي لم يتورع عن التنكيل بالأطفال الرضع والشيوخ الركع والحيوانات الرتع وحرق الأخضر واليابس، وتدمير البلاد والعباد ونحن
نقف نشاهد ما يحدث عن كثب ونلهث وراء المؤتمرات الفارغة والاجتماعات التافهة ، والتنديدات البالية ، وكأن مجلس الأمن وجامعة الدول العربية هما اللذان سوف ينهون هذه القضية. إن الحكم معروف والأمر مفهوم بأنه لن يترك الحكم والكرسي ولا ينخلع من سوريا إلا بقوة السلاح وجهاد الكفر واجب، والإثم في عدم نصرة الشعب السوري المسلم واقع في رقبة المسلمين
الأقرب إليهم ثم الأقرب إلى أن يقوم بلد بنصرتهم.
والله المستعان ونعوذ بالله من الجبن والخذلان
ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين

إنه ولي ذلك والقادر عليه
تاريخ الاضافة: 27/02/2012
طباعة