موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || بوتين يجمع إسرائيليين وعرب وإيرانيين وأتراك لمناقشة الربيع العربى
اسم الخبر : بوتين يجمع إسرائيليين وعرب وإيرانيين وأتراك لمناقشة الربيع العربى


"الروس قادمون.. انتهى درس ليبيا أيها الأصدقاء".. هذه هى الرسالة التى أراد مرشح الرئاسة الروسى ورئيس الوزراء الحالى فيلاديمير بوتين توصيلها للغرب خاصة الولايات المتحدة وحلفائها، من خلال أكبر منتدى دولى مغلق تحت إشرافه شخصيا وفى المنتجع الذى يقضى فيه عطلته الأسبوعية "سوتشى.. مصحة الرؤساء ولؤلؤة القوقاز.. جنوب روسيا" التى تتبع إقليم كراسنودار المشهور باستضافته للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، للعلاج وغيره من زعماء العالم، فضلا عن كونها مقرا صيفيا لإقامة زعماء اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الحاكم سابقا والذى كان أعضاؤه فى سن الشيخوخة.

منتدى فالداى للحوار الدولى، الذى نشأ بقرار شخصى من الرئيس بوتين وقتها عام 2004 ليضم خبراء روس وأجانب لتعزيز وتطوير وتحليل العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لروسيا والعالم، عقد دورة جديدة لمناقشة موضوع شائك وخطير تحت عنوان "التحولات فى العالم العربى والمصالح الروسية".

وعلى هامش جلسات المنتدى عقد اجتماع بين مسئولين ودبلوماسيين وباحثين من إسرائيل وفلسطين والسعودية وإيران ومصر، لبحث سبيل إحياء عملية السلام بعد تجمدها والحديث عن الدولة الفلسطينية والموقف بعد وصول الإسلاميين للسلطة فى دول الربيع العربى، فقد جلس يشار يكش أحد مؤسسى حزب العدالة والتنمية التركى وروزير خارجيتها السابق بجوار المذيع الإسرائيلى البارز الذى اشتهر بنكاته الجنسية للرئيس المخلوع حسنى مبارك "يهود يارى"، بينما جلس المعارض السورى دكتور أحمد سمير التقى بجوار يوسى الفير مستشار إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق، وظهر الحضور الإسرائيلى مكثفا فى مواجهة الحضور العربى، حيث حضر من فلسطين كل من سحر قواسمة عضو البرلمان الفسطينى عن حركة فتح، ورامى تحبوب مساعد مسئول ملف القدس فى السلطة الوطنية، وقد شارك فى الاجتماع من مصر المفكر المعروف دكتور طارق حجى رئيس شركة شيل العالمية سابقا ودكتور طه عبد العليم رئيس هيئة الاستعلامات سابقا، ومن السعودية دكتور عمر إبراهيم الزبيدى مدير تحرير جريدة الوطن السعودية وعبد الله القويز نائب وزير الاقتصاد السعودى سابقا.

تحدث يوسى الفير بشكل متشائم مهاجما نتانياهو ومحللا الوضع داخل حكومة كان مسئولا أمنيا سابقا لمنافسه باراك قائلا: إن قضايا الصراع العربى الإسرائيلى أصبحت مهمشة بعد ثورات الربيع العربى وهو ما يسبب عدم إزعاج لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، مشيرا إلى أن عملية السلام لن تشهد كثيرا فى عام 2012 بسبب الانتخابات الأمريكية أيضا.

ويرى الفير أن أبومازن يريد أن يكون له الوضع الرسمى فى قضية فلسطين، بينما ترفض حماس فكرة إلغاء حق العودة للاجئين والحدود الآمنة لإسرائيل، ولذلك لن يكون هناك تقدم فى المدى القريب.

أما زميله تسيفى ماغين السفير الإسرائيلى السابق فتوقع ألا تقوم تل أبيب بتوجيه ضربة عسكرية لطهران، محذرا من أن ذلك الشىء يعنى صدام الحضارات لأن الإسلام السياسى سيتضامن مع كل تياراته المختلفة والمتنافسة ضد إسرائيل، وسوف يتوحد السنة والشيعة للرد على تل أبيب.

وقال يشار يكش القيادى بحزب العدالة التركى الحاكم إن إسرائيل ستكون خاسرة إذا جمدت عملية السلام والرابح هم الإخوان والسلفيون، مؤكد أن هناك ثورات ستحدث فى إسرائيل تحت تأثير الربيع العربى.
من جانبه دافع فيتالى تعومكن عميد المستشرقين الروس عن موسكو مؤكدا أن روسيا لاتقف ضد الثورات العربية، فموسكو تريد بناء علاقات جديدة مع دول الربيع العربى فى تونس ومصر وليبيا واليمن، ولكن هناك مخاوف روسية من أن تتحول الثورات إلى انقلابات أو حروب أهلية وطائفية.

وتساءل المفكر اللبنانى وسيم قلعجية: لماذا تختار الشعوب العربية مشروعا إسلاميا، لأن الأنظمة اختارت القمع البوليسى وأنا أسميه الإسلام الحركى وليس السياسى فهناك حركات وليست برامجا، مشيدا بخروج الأزهر الشريف عن صمته ووضع وثيقة تاريخية للدولة المدنية وحرية المعتقد.

أما جمعة الفرجانى سفير الجامعة العربية فى موسكو فطالب روسيا بالعمل على إنجاح التجارب الديمقراطية فى مصر وتونس وليبيا وسوريا، مؤكدا أنها تحركات شعبية وليست صنيعة الغرب، واتفق معه مصطفى طليلى مستشار رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا أن التحول الاقتصادى بعد ثورات الربيع العربى لم ينتج عنه تقليص نسبة الفقر فى العالم العربى، ولذلك لم تتحول الأحلام بعدالة اجتماعية إلى واقع على الأرض، وإذا كان الأمير الأردنى الحسن بن طلال أبدى مخاوفه من تكرار تجربة تقسيم العراق فى سوريا وتطبيق العقوبات على الشعب وليس النظام، فقد طالب معظم المشاركين روسيا بالتراجع فى موقفها وعدم تقديم المساعدة والدعم لبشار القاتل لشعبه.

مسعود يلماظ رئيس الوزراء التركى السابق قال، إن الشباب الذين يخرجون فى ميدان التحرير يطالبون بديمقراطية على الطراز الغربى وليس الطريقة الإيرانية "نظام خومينى وآيات الله"، فدول الربيع العربى لن تستطيع أن تقتدى بنظام تركيا الذى أخذ فترة ليتشكل خلال فترة زمنية محددة وشرط نجاحنا عدم التخلى عن العلمانية فى بلد إسلامى ولن يستطيع الإسلاميون فى دول الربيع العربى فعل ذلك.

أما الجنرال الإسرائيلى المتقاعد شلومو برومر فقال: مصر ستكون ضعيفة من السياسة الداخلية لكنها لن تغيب كطرف إقليمى فاعل، فى حين حصلت مشادة بين باحث إيرانى وآخر إسرائيلى حول الثورة القادمة فى إيران.

صقيع وجليد موسكو كان يقابله فى جنوب روسيا فى سوتشى القوقازية شمس قصيرة ومطر خفيف وجو معتدل نسبيا، تناقضات روسية شاهدناها فى الحجاب والبكينى والكافيار الفاخر والخبز الشعبى وصور لينين وكنيسة فى قلب مطار موسكو الدولى والفودكا التى يتخاطفها الروس على الطائرة، ويصفقون عن الهبوط والإقلاع فى مطارات أسفلها أنفاق سرية وتفتيش تحت الجلد والعظام وجنديات شقراوات والأطفال الذين يلعبون بطائرات حربية تحولت لمدنية، هل يعود الدب الروسى إلى زمن الحرب الباردة بعد ثورات الربيع العربى...؟ انتظروا صعود القيصر فيلاديمير بوتين للمرة الثالثة فى مارس القادم.

تاريخ الاضافة: 21/02/2012
طباعة