اعتبر المجلس الوطنى السورى أن تنحى رأس النظام بشار الأسد شرطاً أساسياً لنجاح أى مسعى سياسى، وأكد وفد المجلس الذى التقى أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى، مساء أمس الاثنين، أن المبادرة التى أطلقتها الجامعة يجب أن تُستهل بالتزام النظام السورى بسحب قواته من المدن والبلدات إلى ثكناتها، والإفراج الكامل عن المعتقلين، وعدم التعرض للمتظاهرين، والسماح بالدخول والتجوال الحرّ للمراقبين ووسائل الإعلام العربية والعالمية، كمقدمة لبدء مرحلة انتقالية.

ودعا المجلس الوطنى الذى التقى وفدا ضم رئيسه الدكتور برهان غليون وأعضاء مكتبه التنفيذى الدكتور نبيل العربى ونائبه السفير أحمد حلّى وعدد من مساعديه الجامعة العربية إلى تبنى تأسيس صندوق عربى يتولى تقديم المساعدات الإغاثية للنازحين داخل سوريا وفى مخيمات اللجوء فى الدول المجاورة.

واعتبر الوفد أن توفير الحماية للمدنيين السوريين مازال على رأس أولويات المجلس الوطنى فى ضوء استمرار النظام بارتكاب مذابح يومية، منتقداً فى الوقت نفسه أداء بعثة المراقبين وافتقارها إلى مستلزمات الأداء المهنى وعدم قدرتها على عكس الحقائق فى الميدان، حيث تم إرسال عدد محدود من المراقبين غير المحترفين الذين لم يكن بوسعهم القيام بالمهام المنوطة بهم.
ومن المقرر أن يلتقى الأمين العام للجامعة ظهر اليوم الثلاثاء سفراء الدول الأعضاء فى مجلس الأمن لوضعهم فى صورة المبادرة العربية، كما يزور موسكو لحث الروس على تأييدها قبل أن ينتقل إلى نيويورك للقاء أمين عام الأمم المتحدة وحضور جلسة خاصة لمجلس الأمن حول سوريا.

وأكد المجلس الوطنى أن أى مبادرة لن يكتب لها النجاح ما لم يتم تبنيها عبر مجلس الأمن على نحو يمنع النظام من المراوغة والالتفاف، ويفرض عقوبات عليه فى حال عدم الالتزام بتطبيقها، مشيراً إلى أن وفداً يمثل المجلس الوطنى سيتوجه قريبا إلى نيويورك لعقد لقاءات موسعة مع ممثلى الدول الأعضاء فى مجلس الأمن وطرح القضية السورية ضمن الإطار الدولى.

من جهه أخرى سلم وفد من المكتب التنفيذى للمجلس الوطنى السورى نبيل العربى، نسخة من "التقرير الموازى" المتعلق بأداء بعثة المراقبين العرب، والذى طالب الجامعة العربية بالاعتراف بعجزها عن تأمين الحماية اللازمة للمدنيين العزل فى ظل الآليات المتوفرة لديها، وإحالة الملف السورى إلى مجلس الأمن بالسرعة الممكنة.

وقال رضوان زيادة مدير مكتب العلاقات الخارجية فى المجلس الوطنى السورى فى بيان له اليوم الثلاثاء، إن التقرير وملحقاته الذى يقع فى نحو 100 صفحة، يتضمن عددا من الأفلام والصور، توثيقاً دقيقاً لمراحل عمل المراقبين، والجرائم التى ارتكبها النظام السورى بحق المدنيين فى غالبية المدن والبلدات والتى تجاهلها التقرير الذى أعلنت عنه الجامعة وأعده رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد الدابى.

وأضاف زيادة، أن التقرير قدم إحصاءً بعدد الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين، ووصف طبيعة مهام البعثة وحصر 24 خطأ فى عمل اللجنة مما أدى إلى انتفاء قدرتها على الأداء فى ظل أوضاع متأزمة.

ودعا المجلس الوطنى السورى جامعة الدول العربية إلى إحالة الملف السورى إلى محكمة الجنايات الدولية، وتبنى قرارات حاسمة لحماية الشعب السورى، وفرض حظر جوى وتأمين ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية للمدن المنكوبة، وفرض عقوبات على كافة المسئولين المتورطين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والطلب من كافة الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة بعدم التعاون العسكرى والأمنى مع النظام، ومطالبته بدخول الإعلام الدولى ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإغاثية.