شهدت عدة مدن يمنية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية تطورات وأحداث عنف، تزامنت مع إقرار مجلس النواب اليمنى مشروع قانون منح الحصانة كاملة للرئيس على عبد الله صالح من الملاحقة القانونية والقضائية، فى حين تمت الموافقة على منح معاونية حصانة سياسية.

وتجددت الاشتباكات والمواجهات العنيفة بين مسلحى جماعة "أنصار الشريعة"، التى تنتمى إلى تنظيم القاعدة وبين وأهالى مدينة "رداع" جنوبى شرق العاصمة صنعاء، وسقط خلال المواجهات أربعة قتلى من الأهالى، وقتيل من مسلحى أنصار الشريعة بينهما أصيب اثنان آخران جراح أحدهما خطيرة، فى الوقت الذى تشهد فيه بعض مناطق المدينة نزوحا كبيرا للأهالى.

كما اندلعت المواجهات فى "القانع وحزيز" شرق العامرية بمدينة رداع بعد محاصرة منزل أحد المواطنين من قبل مجموعات من مسلحى "أنصار الشريعة"، والذين يطالبون بتسليمه لإقامة حكم الله فيه، حيث يتهمونه بممارسة السحر والشعوذة منذ سنوات طويلة، واستخدمت فى المواجهات قذائف "آر بى جى وصواريخ لو والكلاشنكوف".

وفى سياق متصل بتطورات الأوضاع فى رداع، تسلمت كتيبة من الحرس الجمهورى اليمنى نقطتى "الجيف" الواقعة فى المدخل الغربى للمدينة، ونقطة "لمسان" المدخل الشرقى كانت بعض العناصر المسلحة تسيطر عليهام، ويأتى ذلك فى إطار عمل لجنة الشئون العسكرية والأمنية وإعادة الأمن والاستقرار ، فى إ طار تنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية ،

ويأتى ذلك فى ظل استمرار الاتهامات المتبادلة بين القوات الحكومية (الجيش والأمن ) وبين العناصر المسلحة المسلحة الموالية لقوى معارضة بشأن انتهاكات جهود تحقيق الأمن والاستقرار فى العديد من المناطق اليمنية.

وفى سياق تطورات الأوضاع شمال وشمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، ذكرت مصادر عسكرية رسمية أن معسكرات قوات الحرس الجمهورى فى مديريتى أرحب ونهم تعرضت لاعتداءات طوال الليلة الماضية من قبل عناصر مسلحة تابعة للتجمع اليمنى للإصلاح (الإخوان المسلمين أكبر أحزاب المعارضة عضو تحالف اللقاء المشترك) قامت بإطلاق النار على معسكر اللواء 62 و63 بالأسلحة المتوسطة وقذائف الهاون.

وقالت المصادر، فى تصريح لها اليوم، إن هذه العناصر المسلحة استهدفت أيضا معسكر اللواء 3 مشاة جبلى بأرحب من الجهة الشرقية، ما أدى إلى حدوث أضرار بالبوابة الشرقية. وأضافت إن تلك العناصر المسلحة خرقت الهدنة وقرار إيقاف إطلاق النار بالاعتداء على معسكرات الحرس الجمهورى والقوات المسلحة بمنطقة أرحب ونهم، كما استحدثت عددا من المواقع والنقاط القريبة للمعسكر.

فى نفس السياق، قامت ميليشيات الإصلاح - حسب المصادر العسكرية - بنصب أسلحتها الثقيلة التى حصلت عليها من الفرقة الأولى مدرع (المنشقة عن الجيش) أمام ميدان ضرب النار بالمعسكر، وأكدت المصادر أنه على الرغم من خرق تلك العناصر للتهدئة واعتداءاتها على المواقع العسكرية إلا أن قوات الحرس الجمهورى والقوات المسلحة لم ترد على تلك الاعتداءات ومازالت متمسكة بضبط النفس.

ودعا المصدر اللجنة العسكرية والأمنية لتحقيق الأمن والاستقرار إلى إلزام "حزب الإصلاح الإخوان المسلمين بتنفيذ قرار إيقاف إطلاق النار والتهدئة وفقا لما تقضى به المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.