موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || تونس: المرزوقى: التونسيون يحتفلون بالثورة تحت شعار "الشعب يريد بناء النظام"
اسم الخبر : تونس: المرزوقى: التونسيون يحتفلون بالثورة تحت شعار "الشعب يريد بناء النظام"


أكد الرئيس التونسى منصف المرزوقى أن الشعب التونسى يحتفل بالذكرى الأولى للثورة تحت شعار "الشعب يريد بناء النظام".

وقال المروزقى ـ خلال الاحتفال الرسمى بالذكرى الأولى للثورة والذى أقيم فى قصر المؤتمرات بالعاصمة التونسية ـ "إن هذا اليوم يعرف فيه التونسيون الأسى والفرحة، الأسى لكل هذا الوقت الضائع ونحن نصرخ تحت نظام الفساد والظلم والتزييف، والأسى على ما كلفنا التخلص من هذا النظام، ولكن أيضا يوم الفرح لمستقبل واعد".

وأضاف المرزوقى قائلا إن "هذا اليوم هو يوم فاصل فى تاريخ الشعب التونسى بين ماض مظلم ومستقبل مشرق، فهو اليوم الذى صرخ فيه المواطنين الشعب يريد إسقاط النظام، هذا الشعار الذى يترد عبر العالم، وكم من حناجر تلقفته".

وقال الرئيس التونسى إن الدولة التى انبثقت عن الانتخابات الشرعية الاولى والوحيدة فى تاريخها تريد أن تحقق مطالب الشعب، ومنها ألا تذهب تضحيات الشهداء سدى، وتكريم الجيش وإعادة الاعتبار لسلك الأمن فلا مجال لعودة الاستثمار والسياحة إلا بذلك، والمحاسبة ثم المصالحة.. مؤكدا أن الدولة ستسعى إلى المحاسبة دون انتقام أو ثأر.. ولكن فى إطار العدالة.

وتابع قائلا "إن الشعب يريد أن يتواصل المسار الديمقراطى وألا يكون فيه أى رجعة، ويريد العمل ونهاية التجمعات العشوائية، كما يريد احترام القانون، ويريد أن ينفتح على جيرانه وأشقائه، الشعب يريد اتحاد الشعوب المغربية، نريد حرية العمل، حرية الاستثمار، حرية التنقل، وذلك كبداية لاتحاد الشعوب العربية المستقلة".. مؤكدا أن الدولة ستسعى إلى تحقيق كل تلك الآمال.

وأكد المرزوقى على رغبة الشعب التونسى فى تطوير العلاقات مع الأصدقاء فى الغرب وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.. معربا عن أمله فى أن تحظى جميع الشعوب بالاستقرار والحرية والعدالة.

من جانبه، رحب مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطنى التأسيسى، فى البداية بضيوف تونس الكرام.. و قال إنهم شرفونا بحضورهم لمشاركة شعبنا إحياء الذكرى الأولى للتخلص من رأس النظام المستبد، الذى جثم على صدور التونسيين 23 عاما.

واضاف أنه بعد سنة كانت حافلة بالإنجازات والتضحيات بعد أن تخلصنا من الطاغية وضعنا مؤسسات شرعية فى أقل من سنة ونظمنا انتخابات يشهد العالم أنها كانت انتخابات تعددية ديمقراطية شفافة عبرت عن إرادة الشعب التونسى بكل صدق.

وتابع ثم دخلنا إلى المجلس الوطنى التأسيسى لنصادق على قانون ينظم السلطات، ثم انتخبنا رئيسا للجمهورية، ثم أعطينا ثقتنا إلى حكومة جديدة منبثقة عن الإرادة الشعبية، ثم صادقنا على قانون مالية.. وكأننا طوينا الصفحة الأولى من الاستبداد وانطلقنا بكل حزم وعزم لبناء تونس الجديدة.

وبدوره، قال رئيس الحكومة التونسية حمادى الجبالى، إن هذا اليوم من أيام تونس العظمية الذى خرج فيه الشعب التونسى لينهى عقودا طويلة من الفساد والديكتاورية.. مضيفا أن الشعب التونسى من حقه أن يفخر بإنجازه فى تفجير ثورة الحرية والكرامة التى دشنت الربيع العربى فى الديمقراطية.

وأكد أن الثورة التونسية حققت أحلام الكثير ممن استشهدوا على مدار التاريخ.. فاليوم يحكم فيه الشعب بحكم ديمقراطى وحريات خاصة وعامة، مضيفا أن حكومته ستعمل بشكل جدى على إحياء ذكرى شهداء الثورة وعلى رعاية أسرهم.

وأعرب عن تقديره لقيادات الجيش التونسى التى حمت الثورة وحقنت دماء التونسيين، مطالبا جميع أشقاء وأصدقاء تونس بالوقوف إلى جانبها للنهوض باقتصادها وتحقيق تطلعات شعبها، مؤكدا أن تونس الثورة ستكون أكثر انفتاحا وتعاونا مع الأصدقاء والأشقاء.

من جانبه أكد الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر أن القدر استجاب لإرادة الشعب الذى حول أحلام الشعراء إلى سياسة واخضع السياسة لتطلعات الشعوب وضرب مثالا فذا فى التغيير السلمى وفتحت الأبواب على مصاريعها للتغيير وتبدد اليأس.

وأضاف أن الشعب التونسى قدم نموذجا إنسانيا أثار إعجاب العالم، كما قدم الجيش التونسى بقيادة الفريق أول رشيد بن عمار نموذجا للجيش الوطنى والحامى لشعبه، والمحافظ على مؤسساته مما مكن من الانتقال التدريجى السلمى للسلطة.

وقال "إننى أقف أمامكم على أرض قدر لشعبها أن يكون سلاما لهذه الأمة وطليعتها للتغيير الذى يحقق العدالة والكرامة للشعوب المضطهدة فى وطننا العربى، وهو وطن ينشد التقدم والعزة وترنو شعوبه لأن يكون سيدا يملك قراره.

وأعرب عن ثقته بأن الشعوب العربية التى تعيش بكرامة وحرية فى دولها سوف تدفع باتجاه خلق تكتلات كبرى فعلا لا قولا من أجل خيرها ومصلحتها. وطالب أمير دولة قطر الجميع فى الشرق والغرب بأن يدرك بأن ما يجرى اليوم فى عالمنا العربى من ثورات هى ليست انقلابات عسكرية، ولكنها ثورات شعوب تنشد العدالة والحرية، وينبغى التعامل معها على هذا الأساس.

وأضاف أن إصرار الشعب التونسى على التغيير السلمى وقبول جميع التيارات الفكرية يعد دليل وعى ينير السبيل للشعوب التواقة للحرية والكرامة، وأعرب عن ثقته بأن الدول العربية المقتدرة سوف تلبى نداء الواجب وتساند تونس فى هذه المرحلة الحرجة، مطالبا باسم شعب قطر بالمساهمة فى صندوق باسم الشهداء والجرحى.

وفى كلمته، حيا الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة الشعب التونسى لما أنجزه بنفسه فى تغيير ما كان عليه وتحقيق أسباب العيش الكريم، مترحما على أرواح شهداء الثورة المباركة.

وأضاف بوتفليقة "نحن متفائلون لنصركم هذا، ونأمل فى أن تحقق مطالب الشعب التونسى وآماله فى بناء مستقبل تعددى كله رغد ورخاء، إن تونس تملك قدرات تمكنها من دخول مرحلة جديدة من تاريخها، وهى تتمتع بوسائل كثيرة بالتكيف مع تحولات العصر للاستجابة لتطلعات الشعب".

ووصف العلاقة بين بلاده وتونس بأنها قوية ومثالية، مضيفا أن ما حدث من تطورات كفيلة لفتح الباب أمام استنئاف بناء اتحاد المغاربة.

وبدوره، أكد رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، أن إرادة الحياة استجابت أمام قوة عزم الشعب التونسى الذى وضع حدا لعهود التهميش وكبت الحريات من خلال ثورته المجيدة التى قام بها، مضيفا أن الشعب التونسى استطاع خلال العام الماضى أن يتغلب على كل الصعوبات ونظم انتخابات شفافة أسست لديمقراطية سياسية. وأضاف ولد عبد العزيز أن "أواصر الأخوة والدم التى تربط بلاده بتونس لقادرة على ترجمة إرادة الشعبين فى زيادة التعاون المشترك"، معربا عن تطلعه لتعزيز التعاون بين البلدين والعمل معا على تحقيق إرادة الشعبين لبناء صرح المغرب العربى الكبير وخدمة جميع مصالح الأمتين العربية والإسلامية.

ومن جهته، أكد مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطنى الليبى، أن ليبيا تشارك فى هذا اليوم لتنهئة الشعب التونسى على إنجازاته وأهمها انتصاره فى ثورة الحرية والكرامة ونجاح المجتمع التونسى فى انتخابات نزيهة لمجلس تأسيسى سيضع مستقبلا زاهرا لتونس، بالإضافة إلى التوافق بين الأطياف والتوجهات وتغليب مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية ليكون الوطن للجميع.

وأضاف عبد الجليل "إن انتصار الثورة التونسية كان عاملا أساسيا ومهما لنجاح الثورة الليبية، الشعب الليبى لن ينسى وقفة الشعب التونسى والحكومة التونسية والعون الإغاثى الكبير فى زمن المحنة الصعب".

وأعرب عبد الجليل عن تطلعه لتفعيل التكامل الاقتصادى والأمنى، مؤكدا أن أمن تونس هو أمن ليبيا، كما أعرب عن تطلعه لتطوير التكامل المغاربى، مشيرا إلى أنه وجد رغبة ملحة فى تونس والجزائر وموريتانيا لتحقيق ذلك.

ودعا رئيس المجلس الوطنى الليبى الشعب التونسى إلى المزيد من الصبر والمثابرة لتحقيق أهداف ثورته المجيدة.

من جانبه، وصف كريم غلاب، رئيس مجلس النواب المغربى، الثورة التونسية بالاستثنائية فى العالم الحديث، مشيرا إلى أنها ستظل مفخرة من مفاخر تونس المجيدة، وأثرا للذاكرة المغاربية والعربية والإنسانية.

وقدم غلاب التحية للشعب التونسى الذى أنجز هذه الثورة المظفرة، خاصة بعد ما قدمه من تضحيات، وما عبر عنه بأداء خلاق خلال مرحلة التغيير المجتمعى والسياسى أو خلال المرحلة الانتقالية، حيث أبرز وعى القيادة الوطنية الجديدة المنبثقة عن ثورتها المجيدة.

وأشار إلى تجاوب الشعب المغربى مع الثورة التونسية، وتفاعله مع مسارها وكافة تداعياتها وأفقها الديمقراطى، مشددا على ضرورة تمكين الأخوة العميقة بين الشعبين المغربى والتونسى، وتقوية العلاقات والروابط الثنائية بين البلدين الشقيقين فى كافة المجالات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية.

وأوضح غلاب أن الثورة التونسية فتحت صفحة جديدة فى تونس والمغرب الكبير وفى الساحة العربية على أساس البناء الديمقراطى والتعددية واحترام الحريات، فضلا عن تحقيق التنمية السياسية والحقوقية وضمان أسباب الكرامة والعدل الاجتماعى.

وشدد رئيس مجلس النواب المغربى على مدى الاهتمام الذى يوليه المغرب "ملكا وحكومة وشعبا" للتحول الديمقراطى الذى تشهده تونس، مشيرا إلى أن المغرب يتابع بكل اهتمام التطورات الديمقراطية التى تشهدها تونس، وما فتحته الثورة التونسية من آفاق واعدة من أجل بناء دولة ديمقراطية تصون كرامة المواطن وتستجيب لكل حاجياته ومتطلباته.

تاريخ الاضافة: 14/01/2012
طباعة