ألقى الرئيس السوري بشار الأسد - الذي يجابه ثورة عارمة منذ منتصف مارس الماضي تطالب بإسقاط نظامه - اليوم الثلاثاء خطابًا تهديديًّا اتهم فيه قوى إقليمية ودولية بالمتاجرة بالدماء السورية.
وأضاف الأسد في خطابه اليوم: "إن كانت هذه الأحداث قد كلفتنا الكثير، فإنها تفرض على أبناء سوريا أن يتخذوا سبيل الحكمة والرجاء كي ينتصر الوطن بتوحدنا، وما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف ولم يعد الخداع يتخفى على أحد، والآن انقشع الضباب"، على حد قوله.
وأردف يقول: "لقد تعرضنا لهجمة إعلامية غير مسبوقة هدفت لشل إرادتنا، وهناك أكثر من 60 وسيلة إعلامية دولية مكرسة الآن ضد سوريا، وكان الهدف أن يجعلونا نصل إلى حالة من الانهيار الذاتي لكي يوفروا على أنفسهم، وفي آخر إطلالة إعلامية لي مع محطة أمريكية أرادوا أن يفبركوا الأمور، وأرادوا من خلالها أن يصلوا إلى رأس الهرم ويقولوا للمواطنين السوريين: إن هذا الرأس يعيش في قوقعة وإنه يتهرب من مسؤولياته، ولا يعرف ما يجري من حوله، وأنا أقول لهم: "خسئتم لست أنا من يتخلى عن المسؤوليات".
ويشير الأسد إلى مقابلته مع شبكة "آي بي سي" التلفزيونية الأمريكية، التي أكد فيها أنه ليس مسؤولاً عن أعمال العنف التي ترتكبها قواته. وبدا في المقابلة مغيبًا عن الواقع أو هكذا أراد لنفسه الظروف أمام الناس، وكأنه لا يعلم شيئًا عما ترتكبه قواته وشبيحته من مجازر بحق الشعب الأعزل.
وتابع بشار في خطابه: "المنصب ليس له قيمة من دون الدعم الشعبي، وعيكم الشعبي المبني على الحقائق لا على المبالغات وعلى التضخيم كان له الفضل الأكبر في كشف الحقائق، ولم نسمح للإعلام بدخول سوريا حتى لا يزوِّر الحقائق، ونخوض معركة غير مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث والانتصار فيها قريب جدًّا، وبعد أن فشلوا في كل محاولاتهم للتدخل الخارجي. وعندما نقول الخارج، يأتي في بالنا التدخل الأجنبي ولكن مع الأسف أصبح مختلطًا فأصبح الخارج أجنبيًّا وعربيًّا".
وقال: "بعض الدول العربية يقول: إنه معنا في القلب، ولكن ليس في السياسة، وعندما نستفسر عن الأمر يقولون: إن هناك تدخلاً خارجيًّا، وبعد أن فشلوا في مجلس الأمن في عدم إمكانية إقناع العالم بأكاذيبهم، كان لابد من الدخول عبر بعض الدول العربية، ونفس الدول العربية التي تنصحنا بالإصلاح ليس لديها أي معرفة بالديموقراطية أو بالإصلاحات"، كما قال.
الحمصي: الأسد أكبر مجرم طائفي
من ناحيته قال الناشط مأمون الحمصي: "اللقاء الذي أجراه الأسد مع محطة أمريكية جعل الثقة تضيع فيه، وهو أراد من مؤتمر اليوم أن يعيد الثقة إلى قواته التي تفتك بالشعب، ونحن نتمنى أن تكون هناك صحوة لدى العسكريين من الطائفة العلوية للخلاص من قبضة هذا السفاح".
وأضاف: "الجامعة العربية متواطئة مع النظام السوري في مؤامرة لقتل الشعب السوري، والأسد في الفترة الماضية كان يسب الجامعة وأمينها العام، أما الآن فنحن في مرحلة جديدة هو يدرك أن هناك خصمًا عربيًّا صامدًا ويتحمل مسئولية كبيرة في اتجاه ما يعانيه الشعب السوري، وهذه القوة الضاربة في العالم العربي والإسلامي هي المملكة العربية السعودية ونحن ننتظر منهم أن يتحملوا هذه المسئولية".
وأردف: الأسد كذاب ولا يرى نفسه على التليفزيون لو رأى نفسه لكان انتحر فهو كذاب قاتل سفاح، وإن أكثر الأنظمة فتكًا بالفلسطينيين ومتاجرة بدمائهم هو هذا النظام المجرم، وأكبر مجرم طائفي هو الأسد.