موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الجزائر: مبادرة لتوحيد الأحزاب الإسلامية بالجزائر
اسم الخبر : الجزائر: مبادرة لتوحيد الأحزاب الإسلامية بالجزائر


أطلقت 168 شخصية من التيار الإسلامي الجزائري بكل توجهاته

مبادرة لتوحيد الأحزاب الإسلامية ضمن تحالف انتخابي والدخول

بقائمة واحدة للفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة المقررة في مايو المقبل.

وأطلقت على هذه الوثيقة اسم (من أجل قائمة موحدة للإسلاميين في الانتخابات

التشريعية المقبلة) وضمت قيادات سابقة ومؤسسة لتيار الإخوان المسلمين مثل السعيد

مرسي والسلفيين والسلفية العلمية والجزأرة (تيار يؤمن بالفكر الإسلامي المحلي) مثل

السعيد مولاي.

وقالت الوثيقة: إنه "نظرًا لما آلت إليه الأوضاع السياسية في الجزائر بعد ذلك الفشل

المتكرر للسلطة المتعاقبة على إدارة البلاد وذلك في مختلف نواحي الحياة السياسية

والاجتماعية، والتي جعلت المواطن الجزائري يعيش ضنك الحياة ويفقد جزءًا هامًّا من

كرامته الإنسانية رغم أنفه، ونظرًا لحالة التصحر السياسي والثقافي الذي تعرفه الساحة

الوطنية هذه الأيام نتيجة الاستبداد السياسي وسياسة الانفراد بالحكم ولو تحت مسميات

مختلفة ومتعددة".

وتابعت الوثيقة "ونظرًا للضعف الكبير والواضح الذي آلت اليه مختلف الأحزاب ومنظمات

المجتمع المدني على حد سواء بسبب التشرذم السياسي الذي قسم المقسم وجزأ المجزأ

حتى أصبحت معظم تلك الأحزاب بدون فعالية ميدانية، كما أصبحت هي الأخرى عاجزة

حتى عن تحريك الجماهير الشعبية التي يبدو أنها فقدت ثقتها فيها أو على الأقل في

قدرتها على تغيير هذه الأوضاع نحو الأحسن وبما يضمن تحقيق بعض تطلعاتها

ويستجيب لبعض انشغالاتها، وهو ما جعل هذه الأحزاب عاجزة عن توجيه تلك الجماهير

الشعبية للمساهمة الإيجابية في عملية التغيير والإصلاح التي باتت لا بديل عنها بحكم

التفاعلات الداخلية والتحولات الإقليمية والدولية".

واعتبرت الوثيقة أن "الجماهير الشعبية الواسعة أصبحت بفعل هذا الواقع الحزين تعيش

على شفا جرف اليأس والإحباط النفسي من جهة، كما فقدت الثقة أو كادت في قدرة تلك

الأحزاب الصفرية على إحداث أية نقلة نوعية سليمة وحضارية من شأنها أن تخرج

الجزائريين والجزائريات من هذا النفق المظلم الذي تعيش فيه، ولا تدري الى أين يتجه

مستقبلها خاصة بعد فشل كل الوعود الانتخابية السابقة في تحقيق ذلك ولو على مراحل".

كما رأت الوثيقة أن "هذه الهبة العربية التي برزت في جزء هام من الوطن العربي الذي

تتشابه ظروفه السياسية إلى حد بعيد قد تساهم إيجابيًّا في بعث الأمل في نفوس أبناء

الشعب الجزائري عامة وأبناء التيار الإسلامي خاصة في إمكانية العودة إلى ساحة

التأثير في المشهد السياسي العام من أجل التغيير الإيجابي خاصة إذا ما هيئت

الظروف والمناخ العام لإجراء انتخابات شفافة حرة ونزيهة وذات مصداقية في الجزائر".

وقالت الوثيقة: إنه "في مثل هذه الحالة فإنه يتوجب على تشكيلات التيار الإسلامي أن

تعمل على حسن استثمار ورعاية مثل هذا الأمل وحمايته وتنميته بل العمل على تحويله

إلى مشروع عملي يمكن أن يقف سدًّا منيعًا في وجه كل من يحاول إطفاء شعلة الأمل

هذه والعودة بالمجتمع الجزائري إلى المربع الأول قبل تحقيق أهدافه أو بعض تطلعاته".

وأوضحت أنه "لكي تستطيع هذه التشكيلات السياسية أو بعضها على الأقل تحقيق هذه

الوثبة والقيام بهذا الدور فإنه لا مناص من الإعلان عن تحالف انتخابي يكون قويًّا

وفاعلاً يضم كل تشكيلات هذا التيار الإسلامي أو أغلبها على الأقل بحيث يستطيع أن

يحمل رسالة واضحة للشعب الجزائري عامة ولأنصار ومحبي التيار الإسلامي خاصة

مفادها أن هذه الأحزاب هي اليوم مستعدة وقادرة على تقديم المصلحة العليا على

المصالح الحزبية الضيقة وأنه قد آن الأوان لذلك، وأنه يمكن تحقيق ذلك عبر دخول

الانتخابات التشريعية المقبلة بقائمة موحدة تضم مختلف الأحزاب والتنظيمات بحيث

تتصدرها القيادات والإطارات الكفؤة والنزيهة والقادرة على رفع التحدي خدمة للشعب

وتجسيدًا لتطلعاته".

واعتبرت الوثيقة أن "الإيمان بفكرة القائمة الموحدة الهادفة للتغيير الإيجابي لم تعد اليوم

ضرورة سياسية فحسب بل إنها قد أصبحت في مثل هذه الظروف التي تمر بها الجزائر

والعالم العربي عمومًا حتمية سياسية وواقعية، لأنه لا سبيل الى إحياء الأمل في النفوس

إلا بها ولا سبيل للمحافظة على هذا الأمل حتى يتحول إلى مشروع عملي إلا بها، كما

أنه لا سبيل لإيجاد كتلة برلمانية قوية وفاعلة تستطيع الوقوف في وجه انهيار الدولة

الجزائرية المعاصرة وسقوطها في مستنقع الفوضى السياسية، وبين أنياب تلك اللوبيات

التي تريد مزيدًا من الفساد والإفساد ومزيدًا من النهب والتخريب الممنهج لقدرات المجتمع

الجزائري إلا بها".

وقالت: "إنه من أجل ذلك فإن المسؤولية تقتضي في هذه المرحلة على الأقل أن يغض

الجميع الطرف عما يعتبره حزبه أو تنظيمه خطأ أو انحرافًا عند الحزب الآخر وأن

يسكت الجميع عن المواقف السابقة للأحزاب المنضوية تحت هذا التحالف تجاه مختلف

الأحداث السابقة التي أصبحت جزءًا من التاريخ.. وأن لا يقع الحرص من طرف الجميع

إلا على استجماع عناصر القوة عند هذا الطرف أو ذاك..واستجماع عوامل النجاح لمثل

هذا المشروع الذي سيكون له ما بعده".

وشددت الوثيقة على أنه "لا ينبغي ولا يجوز أن يستثنى من المشاركة في هذا المشروع

أي طرف مهما كان صغيرًا أو كبيرًا ومهما كان موقعه ونشاطه على الأقل من الناحية

النظرية، فإذا حالت إكراهات الواقع دون تحقيق الإجماع لجأنا إلى ما دونه بما لا يخل

بروح هذه المبادرة وأهدافها وتطلعاتها المستقبلية"، حسبما نقلت يونايتد برس انترناشونال.

يذكر أنه للمرة الأولى تطرح شخصيات إسلامية من مختلف المشارب مبادرة لتوحيد

الإسلاميين في قائمة انتخابية واحدة، وذلك بعد توقعات باحتمال فوز الإسلاميين بالمركز

الأول في الانتخابات التشريعية المقبلة

تاريخ الاضافة: 10/01/2012
طباعة