موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الصحف العربية تحتفى بالانتخابات المصرية..
اسم الخبر : الصحف العربية تحتفى بالانتخابات المصرية..


الصحف العربية تحتفى بالانتخابات المصرية.. "الشرق القطرية": مصر فى الطريق لاستعادة دورها الإقليمى بعدما تقزم فى عهد مبارك.. و"البيان الإماراتية": إنه العبور الثانى بعد حرب 1973 ودرس فى الاحتكام للصندوق

استقطبت الانتخابات فى مصر اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم، الثلاثاء، والتى نوهت للإقبال الكثيف الذى شهدته المرحلة الأولى من الانتخابات، معتبرة أنه يكشف عن "التعطش الشعبى لممارسة الحق الديمقراطى" واختيار ممثلى الشعب فى البرلمان فى انتخابات حقيقية ونزيهة وشفافة.

ففى دولة قطر، اعتبرت صحيفة "الشرق" الانتخابات وما شهدته من إقبال غير مسبوق خطوة محورية لجهة أنها ستزيد من ثقة المجتمع الدولى فى عملية التحول الديمقراطى، خاصة أنها تجرى تحت إشراف القضاة ومراقبة منظمات غير حكومية.

وقالت "إن هذا المشهد من الإقبال الكبير يشكل ملمحاً آخر من الثورة المصرية وتكريساً للنهج السلمى الديمقراطى ونقل السلطة إلى مؤسسات حكم مدنية منتخبة ديمقراطية، حيث تساوى الجميع فى ممارسة هذا الحق الديمقراطى".

وأشارت إلى أن المواطن العادى ورموزا سياسية ومرشحين محتملين إلى الرئاسة جمعتهم طوابير الاقتراع وتمسكوا بحق الاقتراع بعد أن شعروا، لأول مرة، بأنهم يمتلكون إرادتهم التى كانت نهبا للتزييف من النظام البائد.

وأضافت "هذا التمرين الديمقراطى سيكون أمراً حيوياً بالنسبة للمنطقة ككل، ويعيد إلى مصر حيويتها وقوتها وريادتها بعد أن تقزم دورها فى عهد الرئيس السابق".

وخلصت الصحيفة إلى القول، "متى ما كان القلب قويا تعافت الأمة العربية.. وسيكون العالم شاهداً على هذا التحول، والتحدى هو إنجاز انتخابات نموذجية وحرة وشفافة خالية من العنف وبناء حكم يستند إلى دولة القانون وحكم الشعب".

من ناحيتها، رأت صحيفة "الراية" أن الانتخابات البرلمانية فى مصر تشكل مخرجاً حقيقياً من الأزمة السياسية التى تمر بها البلاد، وما زالت، كما تعد الخطوة الأولى على طريق نقل الحكم من المجلس العسكرى الممسك بالسلطة فى المرحلة الانتقالية إلى مؤسسات منتخبة ديمقراطياً.

وأشارت إلى المشاركة الكثيفة للناخبين المصريين فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وقالت "إن المواطن المصرى الذى سارع للإدلاء بصوته أدرك أنه سيكون لصوته قيمة حقيقية، وأنه هو من يحدد هوية البرلمان المقبل، على العكس مما كان يجرى فى السابق، حيث كانت نتائج أى انتخابات محسومة سلفاً لصالح الحزب الحاكم".

واعتبرت الصحيفة الانتخابات البرلمانية هى بداية الانتقال الحقيقى إلى الدولة المدنية الديمقراطية، وأن إجراء هذه الانتخابات يمثل بداية تحقيق مطالب ثورة 25 يناير، ثورة الشباب المصرى المطالب بالحرية والديمقراطية ودولة المؤسسات والقانون.

وشددت الصحيفة على أن الناخب المصرى أمامه فرصة ذهبية للتعبير عن رأيه بكل حرية وشفافية واختيار ممثله فى البرلمان الذى يستطيع أن يحاسبه على أدائه وعلى التزامه ببرنامجه الانتخابى الذى فاز بموجبه، وما يجب أن يدركه أيضا أنه لا يمكن القضاء على 30 عاماً من الديكتاتورية والاستبداد والفساد بجرة قلم، وأن المسئولية الوطنية تقع عليه من أجل التغيير الذى يبدأ من صندوق الاقتراع.

وأكدت أن الطريق نحو بناء الدولة الديمقراطية الحقيقية فى مصر مازال طويلاً، لكن يمكن القول، "إن قطار التغيير قد غادر محطته الأولى".

وبدورها، قالت صحيفة "الوطن"، "إن الإقبال الكثيف الذى شهدته لجان الاقتراع أمس جاء ليبشر بمعطيات جديدة فى الحياة السياسية المصرية ودور الشارع بمختلف أطيافه ومشاربه وتكويناته وأحزابه فيها".

ونوهت الصحيفة إلى أنه بعد فائض من المظاهرات الاحتجاجية تتولد الآن رغبة وطنية صادقة ترنو إلى لجم الفوضى والتطلع إلى استكمال بناء مؤسسات الدولة، واعتبرت هذه الانتخابات التى عقدت فى موعدها أمس، هى إحدى ثمار الثورة المصرية. وقالت، "إنها انتخابات جاءت عكساً لسابقاتها، والتى تسبب افتقارها إلى الشرعية فى عزوف شعبى واسع عن المشاركة الانتخابية، مما أدى إلى تشكل حزب واسع وكبير.

وترى الصحيفة، فى ختام افتتاحيتها، أن "المشهد المصرى بمضامينه يغرى شعوبا عربية أخرى بمواصلة انتفاضاتها لتسترد استحقاقاتها فى ديمقراطية لم تعهدها وحرمت طويلا منها".

وفى دولة الإمارات العربية المتحدة، قالت صحيفة "البيان"، "إن الاستحقاق الانتخابى الذى انطلق أمس فى مصر تاريخى بكل المقاييس، فبواسطته تختبر مصر الثورة قدراتها وإنجازاتها على الأرض، بعد أكثر من تسعة أشهر على نجاحها فى وقت تزداد الخلافات السياسية والسجالات والتجاذبات بين مختلف الفرقاء".

وقالت، "إن إجراء الانتخابات فى موعدها كان الدليل الواضح على أن إعادة الأمور إلى نصابها وإرساء الأمن والاستقرار بعد فترة غير قصيرة من التوترات الأمنية، عبر اللجوء إلى صناديق الاقتراع هو الحل الحقيقى لأزمات طارئة على المجتمع المصرى".

وأكدت أن مهد الربيع العربى نجح قبل أيام فى انتخابات مفصلية مرت بهدوء، وأن أرض الكنانة على مفترق طرق اليوم والهدوء الذى تميز به المشهد الانتخابى، والمتوقع أن يستمر فى المرحلتين المقبلتين من الاستحقاق، إن دل على شىء فهو يدل على وعى الناخب المصرى وإصراره على تسجيل النقاط السياسية عبر المركز الانتخابى بطريقة حضارية وليس بأى وسيلة أخرى.

وأضافت أن الرهان إذاً على تمسك المصريين بالحلول السياسية التى ستفرز حلولاً لأى خلافات وستشدد على الانطباع الراسخ بأن الوطن أبقى من المصالح الضيقة، أيا كانت، والمهم فى المستقبل القريب بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، وما ستفرزه من تحالفات يجب أن تبنى على المصلحة العليا لمصر أولا هو تنقية الأجواء من الشطط الذى ظهر على السطح فى الآونة الأخيرة من ناحية المطالب لبعض القوى وحالات الشحن التى مارستها تكتلات ضد أخرى لأنها خرجت فى بعض الأحيان عن أساليب التنافس الديمقراطى المطلوب والمفهوم كحالة صحية تعهدها جميع الدول الديمقراطية.

وخلصت الصحيفة إلى القول، "إن مصر التى عبر جيشها عام 1973 فى معركة الصمود ضد المحتل لهى قادرة فى هذه الأيام الحساسة من عمر المنطقة أن تعبر نحو الاستقرار السياسى والأمن الذى لا بد أن ينعكس تاليا على حياة المواطن المصرى الساعى إلى الانطلاق صوب حياة جديدة زاهرة، فهى التى كانت ومازالت وستبقى الرئة التى تتنفس منها الأمة العربية بثقلها الجيوسياسى".

تاريخ الاضافة: 29/11/2011
طباعة