موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || (( جولة في الصحافة العالمية اليوم السبت))
اسم الخبر : (( جولة في الصحافة العالمية اليوم السبت))


سوريا تتحدى العقوبات العربية ـ ممر آمن ـ فلتجدد مصر قواعد اللعبة أولاً ـ الاحتلال توأم الاضطراب ـ أزمة الحكومة والشارع ـ استحقاق تاريخي في المغرب ـ

 

سوريا تتحدى العقوبات العربية

جاء في رأي صحيفة القدس العربي: السلطات السورية ربما لم ترد على مهلة الجامعة العربية لأنها شعرت بالإهانة من الطريقة التي عوملت بها، ولأنها لا ترغب في وجود مثل هؤلاء المراقبين، والأهم من كل ذلك الدعم الكبير الذي حصلت عليه أمس من كلٍّ من روسيا والصين.

ففي ختام اجتماع لمجموعة الدول الصاعدة اقتصاديًّا التي تضم البلدين، بالإضافة إلى الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا طالبت كلٌّ من الصين وروسيا السلطات السورية بالحوار مع المعارضة، وحذرت بوضوح من أي تدخل أجنبي دون دعم من الأمم المتحدة.

وهذا الموقف القوي يأتي بعد طلب موسكو توضيحات من وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لتصريحاته التي تحدت فيها عن تأييده لإقامة ممرات آمنة في سوريا، في إشارة واضحة إلى معارضة موسكو لمثل هذه الممرات وخشيتها من أن تكون مقدمة لتدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا.

 

"تحدي دمشق"

نشرت صحيفة الإندبندنت تقريرًا إخباريًّا عن آخر تطورات الأوضاع في سوريا على ضوء احتمال مواجهة دمشق المزيد من العقوبات ورفضها الاستجابة لمطالبات جامعة الدول العربية.

تقول الصحيفة: إن "نظام الأسد المعزول تحدى الموعد النهائي الذي حددته الجامعة العربية" للسماح بدخول بعثة مراقبة إلى البلاد.

وترى الصحيفة أن هذا الرفض يمكن أن يفتح الباب أمام جامعة الدول العربية لفرض عقوبات على سوريا.

وتشير الإندبندنت إلى أن الموعد النهائي الذي حددته الجامعة للاستجابة لمطالبها قد حان، بينما أعلنت تركيا أنها لا يمكن أن تتسامح أكثر من ذلك تجاه "إراقة الدماء" في سوريا.

وتضيف الصحيفة أن تركيا حذرت من أنها ستنضم إلى تطبيق العقوبات العربية إذا لم يوقف الرئيس السوري بشار الأسد الحملة الأمنية ضد المعارضين لحكمه.

وينقل تقرير الصحيفة عن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قوله: "هناك خطوات يمكن أن نتخذها بالتشاور مع جامعة الدول العربية".

ووفقًا للصحيفة، فقد أضاف أوغلو: "أريد أن أقول بكل وضوح: إننا لن نتسامح بعد الآن تجاه إراقة الدماء في سوريا".

وتذكر الصحيفة بأن حصيلة القتلى الذين سقطوا نتيجة الحملة الأمنية ضد المعارضين قد تجاوز 3500 قتيل منذ بداية المظاهرات المعارضة منتصف مارس/ آذار الماضي.

وتشير الإندبندنت إلى أن غالبية هؤلاء القتلى من المدنيين وليس العسكريين.

ويضيف التقرير أن الحكومة السورية أكدت أمس "في اعتراف غير معتاد" أن قوات المعارضة قتلت عشرة من عناصرها بمن فيهم ستة طيارين حربيين.

 

ممر آمن

جاء في مقال مصطفى زين بصحيفة دار الخليج: فتح قرار الجامعة العربية ممرًّا آمنًا للتدخل الدولي في سوريا، تدخل قيل: إنه لحماية المدنيين من بطش النظام واستبداده طوال أكثر من ثلاثين سنة، وقيل أيضًا: إنه لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية تؤدي إلى التقسيم.

لكن نظرة سريعة إلى المسألة السورية تؤكد أن الأحداث كانت، وما زالت تدور على وقع هذا التدخل، لم تبق دولة أو منظمة إلا وتدخلت، من تركيا إلى أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيران وروسيا والصين وباقي دول «بريكس»، إلى الأمم المتحدة فالجامعة العربية، فضلاً عن المنظمات المدنية والإنسانية، وشركات الأسلحة والنفط والمصارف والمهربين والتجار، ولا ننسى الأطلسي والاتحاد الأوروبي وبرلمانه... الكل لديه ما يقوله في المسألة.

الجامعة العربية، ومعها «المجتمع الدولي»، وصلت إلى جدار مسدود ولن تتراجع. والنظام السوري وصل إلى طريق اللاعودة. الكل في أزمة. أزمة ستطول كثيرًا وستفرز ما لم يكن في بال المخططين واللاعبين، دوليين كانوا أو إقليميين.

 

مطلب واحد

على صفحات الغارديان التي نشرت تقريرًا بعنوان "لا يزال ميدان التحرير متحدًا بعد أسبوع من إراقة الدماء" من إعداد مراسلها جاك شينكر.

يقول شينكر: إن القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال الأسبوع الماضي قد أدوا إلى تعزيز تصميم المتظاهرين المصريين المناهضين للمجلس العسكري.

يصف مراسل الغارديان الوضع في ميدان التحرير بالقول: إن "المنصات قد تم تفكيكها وأصوات المايكروفونات قد خفتت، فهذا ليس يوم الأصوات المتشاجرة".

ويتابع شينكر قائلاً: "وبدلاً عن ذلك، كانت الخطة هي ترديد مطلب واحد وبسيط: يجب أن ينتهي الحكم العسكري وأن ينتهي الآن".

ويضيف مراسل الغارديان أن الجموع المحتشدة في التحرير قد هتفت بصوت واحد وأن "وقت الحلول الوسطى قد ولى".

غير أن الكاتب يستدرك قائلاً: "لكن الحل الوسط هو بالضبط ما يفكر فيه الجنرالات".

ويدلل شينكر ما ذهب إليه بتعيين كمال الجنزوري رئيسًا للوزراء في مصر، والذي يصفه بأنه "السلاح الأخير في معركتهم لإنهاء أزمة أدت إلى مصرع 40 شخصًا ودفعت بالمشهد السياسي في البلاد إلى حالة من الفوضى".

 

فلتجدد مصر قواعد اللعبة أولاً

نقرأ في صحيفة الشرق الأوسط في مقال عادل درويش: بالذكاء الفطري الذي اندلعت منه ثورتا 1919 و2011 يدرك المصريون أن تغيير الرأس لم يشف الأمراض، لأن فسيولوجية الجسم لم تتغير، سواء كان الاستبدال باستقالة مبارك في 2011، أو باغتيال السادات في 1981، أو بسكتة الكولونيل ناصر القلبية في 1970.

فعمر المرض المزمن ليس ثلاثين عامًا بـ«تلبيسنا عمة» المثقفين، بل 59 عامًا، بدأت بانقلاب عسكري (أشدد «عسكري») عام 1952، ولم تصب مصر بالمرض فجأة بل تدريجيًّا عبر عقود من إلغاء شرعية دستور 1923 (من برلمان منتخب وقضاء مستقل) وإهدار الثروة في حروب الديكتاتورية التي تشعبت خلاياها السرطانية في جسم الأمة.

وإذا لم يعترف صناع الرأي العام بهذه الحقيقة ويقنعوا المجلس العسكري بتصديقها فسيظل الرأس في غيبوبته، وقد تؤدي رعشات المرض إلى إطاحة الجسم بالرأس ويتخبط سائرًا بلا هداية كمخلوق الدكتور فرانكشتاين في رواية ماري شيللي.

الخطورة أن الرأس المؤقت، أي الجيش، هو المؤسسة الوحيدة الباقية في الدولة المصرية ولا تزال تحظى بالاحترام الذي بدأ في التلاشي أمام هتافات الميدان.

 

"البيت الأبيض يدعم المتظاهرين المصريين"

كان هذا عنوان تقرير نشرته صحيفة الدايلي تيليغراف, وتقول الصحيفة، في التقرير الذي أعده راف سانشيز من واشنطن: إن الولايات المتحدة دعت الجيش المصري إلى البدء في الحال في إجراءات نقل السلطة إلى حكومة ديمقراطية.

وتضيف التيليغراف أن الإدارة الأمريكية "ألقت بثقلها خلف حركة الاحتجاج المتنامية" بعد أيام من اتخاذها طريقًا وسطًا بين المتظاهرين والجنرالات.

وتتابع الصحيفة قائلةً: إن البيت الأبيض دعا حكام مصر العسكريين، في بيان، إلى أن تمنح الإدارة المدنية الجديدة "سلطة حقيقية في الحال".

ويرى سانشيز أن "التدخل من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو رفض لخطة المجلس العسكري للاحتفاظ بالسلطة حتى بعد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل".

ويشير الكاتب إلى أن المجلس العسكري لا يرغب في تسليم السلطة بصورة كاملة إلا بعد انتخاب رئيس للبلاد في يوليو/ تموز المقبل.

وتقول الصحيفة: إن البيت الأبيض ظل يدعو الطرفين (المتظاهرين والمجلس العسكري) إلى ضبط النفس "على الرغم من الأدلة واسعة الانتشار على التكتيكات الوحشية التي استخدمها الجيش في صراع أدى إلى مقتل 41 شخصًا منذ السبت الماضي".

وتنقل الصحيفة عن جاي كارني السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض قوله: "نعتقد أن تحول مصر إلى الديمقراطية يجب أن يستمر".

ووفقًا للصحيفة، فقد أعرب كارني عن ثقته في مقدرة المصريين على تخطي العقبات، مؤكدًا كذلك على وقوف الولايات المتحدة إلى جانبهم في السعي إلى الديمقراطية.

وتنقل التيليغراف عن المتحدث باسم البيت الأبيض قوله: "لقد تغلبت مصر على تحديات من قبل وستفعل ذلك مجددًا. وستواصل الولايات المتحدة وقوفها إلى جانب المصريين وهم يبنون ديمقراطية تليق بتاريخ مصر العظيم".

 

الاحتلال توأم الاضطراب

نطالع في افتتاحية صحيفة دار الخليج, غريب أمر قائد قوات الاحتلال الذي يبدو أنه يعبِّر عن أمنياته أكثر من توقعاته، لأن العراق في وجود الاحتلال مضطرب وغير مستقر، وفوق ذلك بل قبل ذلك كله فاقد سيادته ومقيدة إرادته ومكبل حاضره ومستقبله، إضافة إلى الفوضى التي زرعها الاحتلال في غير مكان ليوزع الموت والخراب وتفتيت المجتمع على أرجاء العراق كافة.

وعجيب أمر الاحتلال الأمريكي الذي كان يطمع في أن يؤبد وجوده في العراق، لكي يبقى هذا البلد وأهله أسرى الأطماع الأمريكية التي غزا جورج دبليو بوش ومحافظوه الجدد العراق من أجل تنفيذها، ومنها تدميره ورده إلى العصر الحجري كما قالوا منذ قرابة تسع سنوات وزرع بذور تفتيته طائفيًّا ومذهبيًّا وعرقيًّا، وهذه هي الأغراض الشريرة نفسها التي تضمرها واشنطن لدول المنطقة كافة، حتى لا يبقى غير "إسرائيل" ومخططات الهيمنة المعروفة.

الاحتلال يلوِّح بالاضطراب ليبقى، لكأن العراق في وجوده يعيش هدوءًا منقطع النظير . لا، إنه يعمل على ترهيب مسبق للعراقيين، وطالما أنه يتوقع عدم الاستقرار فمعنى ذلك أنه أول من سيعمل لجعل أوضاع العراق مهتزة دائمًا حتى لا يلتقط البلد أنفاسه، ولمنعه أيضًا من الاعتماد على نفسه وبناء قدراته والاستفادة من ثرواته، وبذلك يبقى في حاجة إلى طلب العون ودفع الأثمان.

 

أزمة الحكومة والشارع

نقرأ من صحيفة دار الخليج, في مقال سليمان تقي الدين: يدفع الفرقاء اللبنانيون بالوضع السياسي إلى التوتر، يكررون مواقفهم من مسألة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ليحتفظوا بهذا البند الخلافي، أما في الموقف من الأزمة السورية فهناك الإرباك الشديد في سياسة الحكومة التي تحتاج إلى تحديد موقفها من قرارات جامعة الدول العربية ومما يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي والهيئات الدولية الأخرى، من المفترض أن ينأى لبنان بنفسه عن النزاع السوري مهما كانت عواطف ومصالح الفرقاء لخصوصية موقعه وارتباط أمنه مباشرة بالأمن في سوريا، فلأول مرة يكون "الخيار اللبناني" ضرورة.

وفي المعادلة الطائفية الراهنة تبدو منطقة الشمال المنطقة الأكثر ولاء للمعارضة والأكثر تماسكًا من حيث بنيتها السكانية، يحكى عن إمكان تحول هذه المنطقة إلى شكل من أشكال السلطة الموازية التي تنطلق منها المعارضة لمواجهة ما تعده منطقة نفوذ مغلق للطرف المذهبي الآخر في الجنوب.

واستمرار لبنان على وتيرة السياسة الحالية التي لا تعالج المشكلات يسهم في تعليق الأزمات وعدم حلها وتفاقمها، لكن على الأقل هناك إمكانية لنوع من تعهدات مشتركة في عدم توريط لبنان بالنزاع المباشر، ولا يبدو أن رئيس الحكومة ولا رئاسة الجمهورية يملكان أية مبادرة، فهل تتسارع الأحداث أكثر من قدرة الطبقة السياسية على مواكبتها أو متابعها؟ تلك المخاوف والمخاطر تسيطر على الجمهور اللبناني الأوسع.

 

استحقاق تاريخي في المغرب

ومما جاء في رأي صحيفة البيان الإماراتية: المملكة المغربية شكلت استثناءً لافتًا في تعاطيها مع الحراك الشعبي الوطني، فبمجرد أن اندلعت ثورات الربيع العربي في كل من تونس، وليبيا، ومصر، تدخل العاهل المغربي ليعبر عن استعداد النظام لإحداث تغييرات جذرية وعميقة، تلبي مطالب الشارع المغربي التواق إلى التجديد والتغيير، وتم الإعلان عن حزمة من الإصلاحات، وعلى رأسها تغيير الدستور، ليكون مطابقًا ومنطق القرن الواحد والعشرين. وقد وافق المغاربة بنسبة كبيرة، على تعديلات دستورية شاملة، منحت رئيس الوزراء ـــ لأول مرة منذ الاستقلال ـــ صلاحيات واسعة في إدارة الحكومة واتخاذ القرارات السياسية، فالأحزاب السياسية تتحمل مسؤولية تاريخية في هذه الانتخابات، لأنها غير عادية، ومطالبة بأن تخوضها باستحضار مصلحة المغرب العليا، وليس مصالحها الضيقة وعدد المقاعد، ومن مصلحة المغرب أن تجرى هذه الانتخابات بنزاهة وشفافية، وأن تستقبل نتائجها بقبول ورضا من الشعب وكافة الأطراف السياسية، وهو ما يعني التزام الأخلاق السياسية، ومحاربة الرشوة، والتنافس السياسي الشريف.



 

تاريخ الاضافة: 26/11/2011
طباعة