موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || نيويورك تايمز: واشنطن تطالب المجلس العسكرى بضرورة الإسراع فى نقل السلطة
اسم الخبر : نيويورك تايمز: واشنطن تطالب المجلس العسكرى بضرورة الإسراع فى نقل السلطة


نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسئولين أمريكيين رفيعى المستوى فى الإدارة الأمريكية أن واشنطن غيرت لهجتها بعد أشهر من الضغط الناعم والتأييد الواسع للمجلس العسكرى، الذى يحكم مصر بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسنى مبارك، وأعربت عن قلقها من فشل المجلس فى الانتقال إلى الحكم المدنى، الأمر الذى سينتهى بتقويض الثورة التى عرفت الربيع العربى.

ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن محاولات القادة العسكريين للتمسك بالسلطة حتى بعد إجراء الانتخابات قد استقطبت موجة واسعة من ردود الأفعال فى الداخل، ولأول مرة دفعت واشنطن للتحذير من اندلاع ثورة جديدة، ورأت الصحيفة أن تغير اللهجة يعد جزءا من توازن صعب تريده واشنطن، فهى ترغب فى الحفاظ على سلامة العلاقات مع المجلس العسكرى ومصالحها فى المنطقة، على رأسها الدور المصرى فى الحفاظ على السلام مع إسرائيل، فى الوقت الذى تأمل فيه أن تحظى برضا المعارضة السياسية الجديدة دون أن تبدو وأنها تؤيد إطالة المجلس فى الانتقال إلى الديمقراطية.

ويرى آخرون فى القاهرة أن تغير اللهجة هدفه تهدئة الرأى العام المصرى أكثر من الضغط على المجلس لترك السلطة.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن شادى الغزالى حرب، ناشط ليبرالى بارز قوله "أعتقد أنهم يعملون من أجل مصالحهم خاصة فيما يتعلق بالانتقال البطئ للسلطة، والولايات المتحدة تريد أن تضمن أن العلاقات مع الحكومة التالية ستكون جيدة –ولن أقول تكون وفية وإنما صديقة- وتأييد المجلس العسكرى متعلق بذلك، فهو المجلس الحاكم لمصر الآن".

وظهر هذا التحول فى اللهجة الأسبوع الماضى عندما أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون بخطاب وصفه مستشاروها بأنه كان تحذير مقصودا للمجلس العسكرى الذى تعهد بتسليم السلطة للمدنيين بحلول سبتمبر الماضى، ولكنه يقول الآن أن الانتخابات الرئاسية لن تجرى قبل 2013. ووضع الأسبوع الماضى الإطار للدستور الجديد، يمنح الجيش سلطات خاصة وحماية من الإشراف المدنى.

وحذرت كلينتون فى خطابها قائلة "إذا بمرور الوقت ظلت أكبر قوى فى مصر دون انتخاب مسئولين، فسيزرعون بذور لثورة مستقبلية، وسيكون المصريون قد فاتهم فرصة تاريخية..وعندما تقول السلطات غير المنتخبة أنها تريد أن تترك الحكم (فتتوقع منها الولايات المتحدة) أن تضع خارطة طريق واضحة المعالم ومن ثم تلتزم بها".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تأييد واشنطن الطويل للرئيس مبارك، وتصريحات كلينتون الشهر الماضى بالموافقة على تمديد الجيش للجدول الزمنى لانتخاب رئيس مدنى، قد أثار الشكوك حول نية واشنطن. وهذا التحول حدث فى الوقت الذى تبذل فيه الولايات المتحدة جهودها للتصدى لتنامى المشاعر المعادية لأمريكا وللتواصل مع زعماء المعارضة فى مختلف أنحاء المشهد السياسى.

"تريد الولايات المتحدة أن تحظى بالكعكة كاملة وأن تأكلها أيضا" هكذا أكد نبيل فهمى، السفير السابق لواشنطن، موضحا أن واشنطن ترغب فى أن تروج للديمقراطية دون الحاجة إلى التعامل مع الضغوط التى ستقع على كاهل مصالحها فى المنطقة.

ورأت الصحيفة أن محاولات المجلس لحماية سلطته ومزاياه وضعت واشنطن فى موقف حرج، فالولايات المتحدة غذت من خلال البنتاجون تحديدا علاقات وثيقة مع الجيش الذى لا يزال يتلقى 1.3 مليار دولار فى صورة معونة سنوية. ويأمل المسئولون الأمريكيون أن تؤيد أى حكومة ستتشكل فى الفترة المقبلة السياسة الأمريكية، بما يشمل ذلك من الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل والابتعاد عن إيران.

تاريخ الاضافة: 17/11/2011
طباعة