حثت وزارة الخارجية الأمريكية المحتجين السوريين على عدم قبول عرض العفو الذي قدمته الحكومة واصفة تلك الخطوة بأنها "غير حكيمة"، فيما أعلن دبلوماسي أمريكي بارز عن عودة قريبة لسفير بلاده إلى دمشق.
وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر إنه سيكون من غير الحكمة أن يسلم المحتجون أنفسهم بالأخذ في الاعتبار سجل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في "عدم احترام القانون والتعذيب وسفك الدماء بحق المعارضة".
وشدد تونر على ضرورة أن يكون انتقال سوريا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية عبر الطرق السلمية مضيفا أن حكومة الأسد "تحاول صرف الانتباه عندما ترتكب أعمال العنف بشكل يومي".
وكانت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية نصحت الجمعة الناشطين السوريين بعدم تسليم أنفسهم إلى نظام بشار الأسد بعد أن عرض العفو عمن يسلم سلاحه، وقالت "لا أنصح أحدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن"، معربة عن قلقها على سلامة من يفعل ذلك.
وردًا على ذلك، اتهمت سوريا الأربعاء الولايات المتحدة بالتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ عدة أشهر من خلال نصحها السوريين عدم الاستسلام للشرطة.
وجاء في بيان سوري في مجلس الأمن الدولي أن "الجمهورية العربية السورية تعتبر أن الولايات المتحدة ومن خلال إعلان وزارة الخارجية متورطة مباشرة في الاضطرابات العنيفة في سوريا".
وأضاف البيان السوري ان هذا الموقف الاميركي "يعكس النية لاجهاض جهود الجامعة العربية من اجل التوصل الى نهاية للازمة في سوريا" على حد ما جاء بالبيان.
ولم يلتزم نظام الأسد ببنود المبادرة العربية، وأهمها سحب الجيش وآلياته العسكرية من المدن، بل على العكس استمر الجيش وعناصر الشبيحة في قمع المحتجين السلميين الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات الضحايا حتى خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
عودة قريبة لسفير واشنطن إلى دمشق:
وفي إشارة اضطراب الموقف الأمريكي من الأزمة السورية، أعلن دبلوماسي أمريكي كبير الأربعاء أن السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد الذي سحب الشهر الماضي لأسباب أمنية سيعود إلى منصبه خلال أيام أو أسابيع.
وأكد جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بعد جلسة للجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عودة فورد قريبا موضحا "خلال أسابيع، أعني أيام أو أسابيع".
وكان فورد قد غادر فجأة نهاية أكتوبر دمشق بسبب "تهديدات جدية". وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعربت عن أملها في أن يعود فورد إلى دمشق قبل نهاية نوفمبر.
وقالت فيكتوريا نولاند إن روبرت فورد "اشترى ديك رومي لطاقم سفارته للاحتفال بعيد الشكر وهو يريد فعلا أن يتناول عشاء عيد الشكر مع زملائه هناك. هذا إذن ما نحن نتوقعه، أن يعود (إلى دمشق) قبل عيد الشكر" الذي يوافق هذا العام 24 نوفمبر.
وأضافت نولاند: "عندما سيعود (الى سوريا) ننتظر من الحكومة ان تحترم بشكل افضل التزاماتها حيال معاهدة فيينا (المتعلقة بحماية اعضاء السلك الدبلوماسي) كي يكون في مأمن وكذلك جميع طاقمنا" في البلاد.