بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

Duplicate entry '1714799599' for key 'PRIMARY'
موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || التراكم في الحياة الزوجية (1)
::: عرض المقالة : التراكم في الحياة الزوجية (1) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> البيت الإسلامى السعيد

اسم المقالة: التراكم في الحياة الزوجية (1)
كاتب المقالة: أم عبد الرحمن
تاريخ الاضافة: 18/05/2013
الزوار: 619

العلاقة الزوجية يميزها أنها علاقة شديدة القرب (معنويًا وحسيًا) شديدة الخصوصية، إضافة إلى كونها علاقة مستديمة وعلاقة حتمية، وهذه الخصائص في العلاقة الزوجية يفترض أن تؤدى إلى نتائج إيجابية، وهى فعلًا كذلك في حالة نجاحها وتحقيقها لمعانى السكن والمودة والرحمة التى وردت في توصيف أركان هذه العلاقة في القرآن الكريم {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]، أما إذا خرجت العلاقة عن هذا الإطار فإن كل الخصائص السابقة يمكن أن تتحول إلى مشكلات تتراكم عبر الزمن حتى تصبح مزمنة أو مستعصية، وقد تؤدى في قمة متصل التراكم إلى أن يقتل أحد الطرفين الآخر وبصورة بشعة.

علاقة شديدة القرب:

فمثلًا كونها علاقة شديدة القرب يعطي فرصة للاحتواء والذوبان الجميل كما يعطى فرصة على الناحية الأخرى للاحتكاكات والتربصات والعلاقات المؤلمة جسديًا ونفسيًا.

ولا يعني الذوبان هنا أن يذوب كل منهما في شخصية الآخر لأن هذا إلغاء للشخصية وتحطيمًا للثقة بالنفس وإلغاء للآخر.. ولكن المطلوب الاستقلالية وتحمل المسئولية واتخاذ القرار) [سنة أولى زواج، هيام محمد يوسف، ص 28].

علاقة شديدة الخصوصية:

وكونها علاقة شديدة الخصوصية يعطى فرصة لحفظ الأسرار والثقة والإفصاح عن الذات دون قيود أو تحفظ، كما يعطى فرصة على الناحية الأخرى لاستغلال الأسرار وابتزاز صاحبها (أو صاحبتها) وإذلاله أو فضحه.

علاقة مستديمة:

وكونها علاقة مستديمة يعطى فرصة لتراكم الذكريات الجميلة والمشاعر الحلوة، كما يعطى على الجانب الآخر فرصة لتراكم مشاعر الإحباط والغضب والكراهية.

علاقة حتمية:

وكونها علاقة حتمية يعطى إيحاءا للطرفين بالإرتباط الدائم والآمن في الدنيا والآخرة، وعلى الجانب الآخر يمكن أن يعطى إحساسًا بالدخول في طريق مسدود مع شريك نعاني منه ولا نرغبه ولا نستطيع الفكاك من قيوده.

التراكمات والإرتباطات الشرطية:

والتراكمات سواء كانت إيجابية أم سلبية تحدث ما يسمى بالارتباط الشرطي، بمعنى أنه حيثما كانت العلاقة جيدة فإن هناك رصيدًا من الأحداث والذكريات الجميلة والأحاسيس اللذيذة تجعل كلا الزوجين حين يتلتقيان يشعران بالراحة والأمان والمودة والسعادة لأن ظهور أحدهما على شاشة وعى الآخر يفتح في النفس نوافذ يظهر من خلالها تاريخ ممتد من اللحظات السعيدة، وحيثما كانت العلاقة سيئة فإن ظهور أحدهما على شاشة وعى الآخر يستدعى مشاعر سيئة مرتبطة بتاريخ طويل من الصراع المرير والمعاناة المؤلمة وقد يصل الأمر عند بعض الأزواج أن يشعر بصداع شديد أو غثيان حين يرى شريك حياته وكأن الإرتباط الشرطي امتد من النفس إلى الجسد وشمل كل نبضة روح وكل خلية جسد.

وربما لاتكون الأمور في الواقع بهذا التبسيط الثنائى بين السعادة والتعاسة، وإنما هي مزيج من هذا وذاك ولكن ما يهمنا هو حصيلة ذلك التراكم وهل هو في الاتجاه الإيجابي أم السلبي على وجه العموم. وهناك علامة بسيطة تعطينا انطباعًا عن حصيلة التراكمات بين أى زوجين وهي أنه كلما اشتاقا لبعضهما وسعيا نحو التواجد معًا فهذه دلالة على ميل التراكم نحو الإيجابية ووجود ارتباطات شرطية سارة، والعكس صحيح، وربما يفسر لنا هذا اشتياق كثير من الزوجات لكلمة "وحشتيني" (اشتقت إليك) من الزوج لأن هذه الكلمة رغم بساطتها وقلة حروفها إلا أنها تعبر عن هذا التراكم الإيجابى للأحداث والذكريات وتعبر عن الإرتباطات الشرطية السارة بين الزوجين وتدل على أن حضور الزوجة في وعى زوجها يفتح لديه نوافذ للسكينة والطمأنينة والمودة والحب والراحة والمتعة.

الهروب من النكد:

(يشكو الرجل من أن زوجته نكدية وأن بيته قطعة من الجحيم، يعود إلى بيته فتداهمه الكآبة، ويطالعه وجه زوجته الغاضب الحاد النافر المتجاهل الصامت) [متاعب الزواج د/ عادل صادق ص176].

ومن هنا نفهم أيضًا لماذا ينفر الرجال من الزوجة النكدية أو الغيورة حيث أن حضور الأولى يرتبط بشكوك واتهامات وتساؤلات ونزاعات، وحضور الثانية يرتبط بالحزن والهم والغم، وبتراكم هذه المشاعر بمرور السنين تتكون منظومات من الارتباطات الشرطية تجعل مجرد رؤية أو سماع أو حتى تذكر الطرف الآخر يفتح بركانا من المشاعر السيئة والمؤلمة، ولهذا فالمرأة التى تجعل جو البيت مشحونًا ومضطربًا تساهم في دفع زوجها للبحث عن مشاعر سارة خارج المنزل، فإذا حدث وتلقفته امرأة أخرى وكان حضورها في وعيه مريحًا وسارًا فإن تراكمات سعيدة تبدأ في التكون ويختل الميزان لغير صالح الزوجة حيث تدفع هى زوجها بالتراكمات السلبية في حين تجتذب الأخرى هذا الزوج بالتراكمات السعيدة والارتباطات السارة، وهذه أحد الجوانب النفسية لحدوث الخيانة الزوجية واستمرارها خاصة مع الزوجة شديدة الغيرة أو الزوج شديد الغيرة فكلاهما يجعل لقاء الآخر به مؤلما ويجعل فكرة الخيانة لديه نشطة طول الوقت.

وحين تكتشف الخيانة تزداد الخلافات الزوجية، ويختل الميزان أكثر وأكثر فينفر الزوج من الزوجة إلى العشيقة، أو تنفر الزوجة من الزوج إلى العشيق.

أروع لذة للجهاز العصبي:

ومن أحد أسرار العلاقة الحميمة بين الزوجين أنها تربطهما بمشاعر سارة طوال حياتهما، وتجعل بينهما كنز من الذكريات والأحاسيس الجميلة.

وقد عبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه اللذة بقوله: (حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك) [رواه البخاري ومسلم].

)العلاقة الجنسية الناجحة هي باب من أبواب السعادة والراحة النفسية والقبول والرضى عن الآخر الذي يولد ارتباطًا ومحبة عاطفية عميقة تسمو بعد ذلك عن كل شيء، وإن كانت العلاقة الجنسية تمدها بالتجدد والشوق للآخر) [حتى يبقى الحب د/محمد محمد بدري ص377].

ولهذا خص الله هذه العلاقة بأعلى درجات من اللذة الحسية يمكن أن يتذوقها الجهاز العصبى، وكأن المقصود أن يدمن كل منهما الآخر من خلال ارتباطات شرطية سعيدة ولذيذة تعوض وتوازن ما يتعرضان له من متاعب الحياة ومسئوليات الأسرة والأبناء، ولهذا نقلق كثيرًا حين تضطرب هذه العلاقة بين الزوجين لأن معنى هذا أن ثمة اضطراب متوقع في ميزان التراكمات وربما ترجح كفة التراكمات السلبية فيزهد أحد الزوجين الآخر أو يبغضه.

وربما يفسر لنا هذا الأمر كراهة الطلاق من الناحية الشرعية أثناء فترة الحيض ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه؛ لأن في هذه الفترة تتوقف هذه العلاقة الحميمة وربما يختل التوازن ناحية التراكمات السلبية خاصة إذا كان رصيد الزوجين من التراكمات الإيجابية ضعيفًا.

ميزان التراكم

إذن فالحياة الزوجية قابلة لإحداث التراكم الإيجابى للخبرات والمشاعر إلى الدرجة التى تربط الطرفين لأقصى درجات الإرتباط بين البشر ومن جهة أخرى قابلة لإحداث التراكم السلبى أيضًا لأقصى الدرجات التى تدفع للقتل انتقامًا وخلاصًا من شريك قاهر وضاغط وخانق.

ونستطيع القول بأن نوعية الحياة الزوجية تتوقف على ترجيح نوع التراكم فإذا رجحت كفة التراكم الإيجابى كانت الحياة الزوجية أقرب للسعادة بقدر درجة الرجحان، والعكس صحيح، أما إذا كانت الكفتان متقاربتان فنحن هنا أمام حياة زوجية على الحافة، وسلوك الزوجين وسلوك من حولهما يدفع إلى رجحان أحد الكفتين فإما أن يطلقا وإما أن يتجها إلى بعض التوافق، وأحيانًا تظل الكفتين متأرجحتين وتظل الحياة الزوجية تحت التهديد لسنوات طويلة، وهذا في الحقيقة وضع مؤلم لأنه يضع الطرفين في صراع لا يحسم، فمن ناحية توجد أشياء إيجابية تربطهم، ومن ناحية أخرى توجد تراكمات سلبية تبعدهم، وفي علاقة كهذه نتوقع وجود مشاعر متناقضة من الحب والبغض والرضا والسخط والأمان والخوف وفوق كل هذا حيرة لا تنتهى. وللحديث بقية.

طباعة


روابط ذات صلة

  الوسيلة الساحرة  
  لا للعناد في الحياة الزوجية  
  "الصراحة راحة"...عنوان البيت السعيد  
  لا تتمنى غيره.  
  (( دعائم الاستقرار ))  
  أسر تهدمت بسبب المقارنة بين الأزواج !  
  أهمية الثقة بين الأزواج  
  الحاجات النفسية والعاطفية للزوجين  
  حب يوصل للسعادة  
  ( حديث أم ذرع والمرأة الوفية )  
   أيتها الزوجة .. استشعري ( قبل أن يصلحا بينكما صُــلحا ؟! )  
   لا أهجر إلا اسمك وجسمك وكل شيء يخصك ؟!  
  زوجة تؤدب زوجها !!  
  متزوجون.. وصامتون  
  ازرعي الحب.. في قلب زوجك  
  أريد قلبها  
  زوجي الحبيب ......... انت ............ لا تفهمني !!  
  كلمات هامة في الحياة الزوجية  
  بهذه المعاني تكون الحياة  
  حياة زوجية سعيدة  
  البيت السعيد بين يدي رمضان  
  ثلاثية السعادة الزوجية  
  طريق الحياة الطيبة  
  معاني الحياة الجميلة  
  صفة هدامة وصفة تأتي بالسعادة  
  حتى يخلد الحب بين الزوجين  
  هكذا نحل مشاكل بيوتنا  
  بناء السعادة  
  الانسجام بين الزوجين  
  الدفء العاطفي  
  الطريق إلى قلب الزوجة  
  بلوغ ذروة السعادة  
  أصول الحوار بين الزوجين  
  أنطقية كلمة أحبك  
  كيف أهتم بزوجتي  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1009831

تفاصيل المتواجدين