بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || شركاء في النجاح
::: عرض المقالة : شركاء في النجاح :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> البيت الإسلامى السعيد

اسم المقالة: شركاء في النجاح
كاتب المقالة: أم عبد الرحمن
تاريخ الاضافة: 14/12/2012
الزوار: 777

عاد سعيد من عمله في الوقت المعتاد وبدأ يصعد درجات السلم متوجهًا نحو بيته ممنيًا نفسه بوجبة ساخنة وفراش مريح أعدته له زوجته الحبيبة هناء.

كان سعيد يرسم في مخيلته صورة رائعة لزوجته وهي تفتح باب البيت مرتدية فستانها الوردى الذى يعشقه، ورائحة عطرها المميز تنشر عبقها في كل أرجاء البيت.

ظل سعيد مبحرًا في أفكاره وأمنياته ولم يدر بنفسه إلا وهو يقف أمام البيت ويضغط جرسه أمواج اللهفة والشوق إلى لقاء زوجها الحبيب.

فتحت هناء الباب وابتسامة متألقة ترتسم على ملامحها الرقيقة ثم تناولت منه حقيبته وهمست في أذنه قائلة: (كيف حال حبيبى اليوم؟).

أجابها سعيد بابتسامة رقيقة: (بخير حال والحمد لله كان العمل على أفضل ما يكون وعما قريب سأنال الترقية التى وعدنى بها المدير).

تهللت أسارير هناء وهتفت في فرح طفولى: (الحمد لله يا حبيبى انك تستحق ذلك وأكثر منه فأنت مجتهد في عملك ودائما ما تطور من نفسك ولا بد أن يكافئك الله على هذا المجهود).

مسح سعيد رأسها بيديه في حنان قائلًا: (لولا أنت بعد الله لما حدث لي هذا وما استطعت أن أتقدم في عملي خطوة واحدة فأنت دائمًا ما تقفين بجواري في كل مراحل حياتي وكل نجاح أحققه ستكونين سببًا رئيسيًا فيه يا حبيبتي).

ردت هناء قائلة: (بل أنت رفيق دربي ودرة تاجي وسر سعادتي في هذه الدنيا، كيف أنسى وقوفك بجانبي في دراستي ووصولي للماجستير، وسهرك بجواري ومساعدتي في الاعتناء بالاطفال، أنت بالفعل زوج رائع).

ابتسم سعيد وداعب زوجته قائلًا: (ألا يستحق إذًا هذا الزوج الرائع أن يتناول طعام الغداء قبل أن ينهار من شدة الجوع؟).

ضحكت هناء وأجابته في مرح: (بل يستحق أكثر من هذا أيضًا، فورًا يا حبيبى بضع دقائق ويكون الطعام جاهزًا).

تأملوا معى هذا الموقف:

ماذا تفهم من هذا الموقف؟ هل يمكن تحقيق هذا النموذج في حياتنا؟ هل هناك تفاهم بين الزوجين؟ هل هناك رابط الحب بينهما؟ هل هذان الزوجان ناجحان في العمل والدراسة؟ وما تأثير كل ذلك على الابناء والجو العام في البيت؟

بعد تأملى في هذا الموقف بين الزوجين وجدت الآتى:

- هناك تفاهم بين الزوجين.

- يفكر كل منهما في إسعاد وراحة الآخر.

- لدى كل منهما سلام نفسي داخلي.

- يربطهما رباط قوي من الحب والاحترام.

- يتميزون بالنجاح على المستوى الشخصي في الدراسة والعمل.

- حفظ الجميل للآخر.

- مساعدة الشريك الآخر على النجاح.

- تستشعر جوًّا من الدفء يفيض في جنبات هذا البيت.

فهل توافقنى الرأى أخي /أختي القارئة؟

علاقة فريدة من نوعها:

تبدأ الحياة الزوجية الناجحة بقرار مشترك بين الطرفين وهما يرددان: لقد أصبحنا الآن فريقًا من شخصين وسنمضي معًا في طريقنا، وعلاقة الزواج غير أى علاقة أخرى فالعلاقات الأخرى تقوم على شروط مكتوبة وتقوم أيضًا على الندية.

أما في الزواج فإن الأمر مختلف فالزوجان المتحابان ينتقل كل منهما من نفسية وعقلية التنافس والندية إلى نفسية وعقلية التعاون، بل (يتمنى كل واحد منهما أن يكون شريكًا للآخر في حياته العميقة، شريكًا في أفكاره ومشاعره وآماله وأحلامه وطموحاته، وكذلك في ألمه وغضبه وحبه وشوقه وذكرياته حتى لو كانت مؤلمة) [الفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية،نبيل بن محمد محمود،ص74].

يد حانية تصنع النجاح:

إن نجاح الإنسان في حياته يحتاج إلى مساعدة وتعاون من شريكه فيقف بجانبه في السراء والضراء في العسر واليسر، فيمضى الإنسان في حياته قدمًا يحطم صخور المتاعب ويواجه المصاعب، فينتقل من نجاح إلى نجاح ومن تحقيق هدف إلى تحقيق آخر.

والنجاح هو (التفوق في المجال الذي يختاره الشخص والذى يناسب طاقاته وإمكاناته، والذي يجلب إليه السعادة والسرور، والنجاح أن يكون المرء في المقدمة يؤدي عمله بنجاح، وأن يكون في مكانه الصحيح المناسب لقدراته وإمكاناته، وأن يطور نفسه ويسعى نحو الأفضل دائمًا، ويكون طموحًا مقدامًا لديه حب المغامرة، فلا يستسلم للهزيمة، فلا معنى للنجاح إذا انعدم الفشل) [ادفعي زوجك نحو النجاح، عادل فتحي عبد الله، ص7 بتصرف يسير].

فإذا كان ذلك هو النجاح فإنه يحتاج إلى يد راعية تدفع الإنسان تحنو عليه تكون له عونًا تنبهه إذا غفل وتذكره إذا نسي، تواسيه عند الملمات تساعده قدر استطاعتها إنها يد زوج محب لزوجته ويد زوجة محبة لزوجها.

وراء كل رجل عظيم امرأة:

كثيرًا ما كنت أسمع هذا المثل وكنت أشعر أن كلمة "وراء" هذه لا تعبر عما أريد للمرأة من دور مع زوجها فإن على الزوجة أن (تقف بجابنه وتوفر له ما يجعله قادرًا على مواجهة مسئولياته داخل أسرته وخارجها، فالمرأة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم شقيقة الرجل (إن النساء شقائق الرجال) [رواه أبو داود وحسنه الألباني] إن روح المشاركة والتعاون بين أفراد الأسرة من الأمور الهامة حتى يسعد أفرادها) [حتى يبقى الحب، د.محمد محمد بدري، ص(732-733)].

فالتكنولوجيا يمكن تقليدها ورأس المال يمكن شراؤه أما روح التعاون للعمل فلا يمكن نقلها أو شراؤها (فمناخ الثقة الذى يدفع البيئة إلى الشحن الذاتي والتعبئة من الداخل لابد أن ينمو من الداخل، وهذا الوضع ينطبق على الأسرة أو أية مجموعة من البشر) [إدارة الأولويات الأهم أولًا، ستيفن كوفى، روجر ميريل، ص392].

وتأتى مشاركة الطرف الآخر في أحلامه كواحدة من أكثر الأشياء متعة وأكثرها تعزيزًا للعلاقة الزوجية.

إن إخبار شخص آخر بوجهة نظرك وبالآمال التى تتمنى تحقيقها أو بالمكان الذى تود الذهاب إليه والأعمال التى ترغب في إنجازها يثرى العلاقة الزوجية، ويشيع فيها البهجة خاصة عندما يكون هذا الشخص حاضرًا معك يشاركك أحلامك وينصت إليك باهتمام واحترام فتكتسب الأحلام قدرًا من الحيوية وتجمع بينكما في تجربة مشتركة.

(إن علاقة بهذا الطابع تساعد على مد جسور التواصل بين الطرفين، والأهم من ذلك أنها تعيد التواصل بين طرفين فقد كل منهما الاهتمام برغبات الآخر) [حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدرى، ص732].

والزوجان عندما يكن كل منهما الحب للآخر يصغيان لبعضهما البعض ويتعاملان معًا باحترام متبادل وفوق كل شيء يتسما بالتعاطف.

إلى جانب ذلك (فهما يتشوقان لسماع الأحداث اليومية التى يمر بها الطرف الآخر والتجارب التى ساهمت في تشكيل حياته وهما لا يفعلان ذلك بدافع الإلزام ولكن بدافع الحب) [لا تهتم بصغائر الأمور في العلاقات الزوجية، د. ريتشارد كارلسون، كريستين كارلسون، ص140 بتصرف].

دراسات وإحصائيات:

أجريت دراسة في جامعة ريفر سايد في كاليفورنيا أظهرت أن مساهمة الرجال في أعمال المنزل تعطى المرأة سعادة أكبر وتسمح لها بالاهتمام بأنوثتها وأكدت الدراسة أن العلاقات بدأت تصبح أكثر توازنًا بين الرجل والمرأة وتناولت الدراسة أهمية المشاركة في تقليل الخلافات الزوجية وزيادة الألفة والمودة بيثن الطرفين، وبذلك يزيد شعور النساء بالعدل والرضا وتؤكد الدراسة على أهمية التعاون بين الزوجين فإنه يجلب السعادة ويولد الحب ويشعر المرأة بحنان وتفهم الرجل [موقع الأسرة السعيدة].

إذا كانت هذه النتائج المبهرة في نقطة واحدة وتعاون الزوج مع زوجت في المنزل فما تكون النتائج في التعاون في الدراسة والعمل ووحدة الهدف.

مواقف من التاريخ:

لقد كان من سنن الله في هذه الحياة أن يقوم الرجل والمرأة معًا بعمارة الأرض، ولا يحدث ذلك إلا بالتعاون والمشاركة، وهذا رسولنا الكريم الأسوة كان في مهنة أهله حتى يخرج إلى الصلاة وقد حدثنا التاريخ عن المرأة المسلمة من النساء المجاهدات في الغزوات والمعارك، وكان الرسول يستمع إلى مشورة زوجاته إذ (كان يصدر أحيانا عن رأى خديجة وأم سلمة وعائشة وغيرهن من أزواجه، وقد كانت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثال الأمثل للمرأة المؤثرة فى حياة زوجها ... أول من آمنت بالله وبرسوله وقفت إلى جانب زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم تنصره وتحتمل معه ما لاقى من عنت ونصب في سبيل الدعوة وتبليغ الرسالة) [شخصية المرأة المسلمة، د.محمد على الهاشمى، ص185-187].

هكذا كان صورة المجتمع المسلم وهذا هو النموذج الذي نريد تحقيقه في مجتمعنا اليوم.

الحياة بين الزوجين القائمة على الحوار وليس الصراع القائمة على تفهم الأفكار والقضايا الهامة في حياة الشريك، يمثل الشريك جبهة قوية مع وليس ضد شريكه.

النجاح المبتور:

إن لم تتفهم الزوجة طبيعة عمل الزوج وأيضًا اهتماماته وقضية حياته التى يعيش من أجلها وطريقة تفكيره ومبادئه تكون هناك مشكلة حقيقية بين الزوجين، وسيكون ما يحققه الزوج من نجاح مبتورًا بل قد تصل الحال بالزوجة أن تصبح حجر عثرة وعائق لزوجها، وما يقال للزوجة يقال للزوج أيضًا (إن الزوجة الصالحة تشارك زوجها في أفكاره ومبادئه، وتحاول أن تكون على مستوى اهتماماته، وتستشعر جمال أن يعيش الزوجان لهدف واحد، وأن يتطلعان لآمال مشتركة وأن تحتويهما منظومة فكرية واحدة كل يخدمها بطريقته، أما المرأة التى تعيش في واد وزوجها في واد آخر لا تهتم بآماله وطموحاته ولا بطريقة تفكيره ولا تشاركه أفكاره ومبادئه فهي زوجة لا تعرف معنى السعادة الحقيقية، وإن نجح الزوج فنجاحه يمثل نجاحًا فرديًّا مبتورًا) [كوكب السعادة، هيام محمد يوسف، ص17بتصرف يسير]، فضلا عن الفجوة الكبيرة التى ستزداد يومًا بعد يوم في العلاقة بينهما.

ماذا بعد الكلام:

اعقد جلسة قصيرة هادئة اشرح فيها لشريكك طبيعة عملك وما يترتب على ذلك، طموحك العلمي أو الدراسي وما يترتب على ذلك، قضية حياتك التى تعيش من أجلها وما يترتب على ذلك، أفكارك ومبادئك التى تحركك، هذا يوفر لك وقتًا كثيرًا بل يوفر لك سنوات وعمر تقضيه في العمل وتحقيق الانجازات بدلًا من أن تقضيه في الصراعات والمشاكل مع شريك الحياة.

وما يقال للزوجة يقال للزوجة.


طباعة


روابط ذات صلة

  الوسيلة الساحرة  
  لا للعناد في الحياة الزوجية  
  "الصراحة راحة"...عنوان البيت السعيد  
  لا تتمنى غيره.  
  (( دعائم الاستقرار ))  
  أسر تهدمت بسبب المقارنة بين الأزواج !  
  أهمية الثقة بين الأزواج  
  الحاجات النفسية والعاطفية للزوجين  
  حب يوصل للسعادة  
  ( حديث أم ذرع والمرأة الوفية )  
   أيتها الزوجة .. استشعري ( قبل أن يصلحا بينكما صُــلحا ؟! )  
   لا أهجر إلا اسمك وجسمك وكل شيء يخصك ؟!  
  زوجة تؤدب زوجها !!  
  متزوجون.. وصامتون  
  ازرعي الحب.. في قلب زوجك  
  أريد قلبها  
  زوجي الحبيب ......... انت ............ لا تفهمني !!  
  كلمات هامة في الحياة الزوجية  
  بهذه المعاني تكون الحياة  
  حياة زوجية سعيدة  
  البيت السعيد بين يدي رمضان  
  ثلاثية السعادة الزوجية  
  طريق الحياة الطيبة  
  معاني الحياة الجميلة  
  صفة هدامة وصفة تأتي بالسعادة  
  حتى يخلد الحب بين الزوجين  
  هكذا نحل مشاكل بيوتنا  
  بناء السعادة  
  الانسجام بين الزوجين  
  الدفء العاطفي  
  الطريق إلى قلب الزوجة  
  بلوغ ذروة السعادة  
  أصول الحوار بين الزوجين  
  أنطقية كلمة أحبك  
  كيف أهتم بزوجتي  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1008325

تفاصيل المتواجدين