|
اسم الكتاب : ذم الثقلاء لابن المرزبان |
المؤلف: محمد بن خلف بن المرزبان
|
تعليق الكتاب:
ذمّ الثقلاء كتابٌ صغير لمحمد بن المرزبان ، الذي توفي سنة 309هـ.
ومع أن الكتاب يتحدث عن هؤلاء الثقلاء فهو خفيف على النفس إلا أنه في بعض المواضع اليسيرة يحسسك بالملل. فتكاد ترمي بالكتاب، وربما ذاك بسبب المُتحَدث عنهم وهم الثقلاء..
محمد بن المرزبان هو أول من أفرد كتاباً في الثقلاء بعد أبو العنبس الصميري محمد بن اسحاق الكاتب الكوفي المتوفى سنة 275هـ كما يذكر المحقق في مقدمة الكتاب. وموضوع الثقلاء قد يظنه البعض للطرفة والفكاهة فقط وقد يخفى على البعض أن الثقل منهي عنه حتى في كتاب الله حيث يقول (يا أيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث، إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لايستحيي من الحق) وكما يذكر الأعرجي محقق الكتاب بأن بعض رواة الحديث لايحدّثون من يستثقلونة رغم أن هذا من واجباتهم الدينية.
بُدأ الكتاب بمقدمة استحّلت اربع واربعين صفحة ذكر فيها المحقق شيئاً من حياة المؤلف فتحدث عن الموضوع يسيراً ثم بدأ بالحديث عن مؤلف الكتاب فابن المرزبان هو صاحب الكتاب “تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب” وهو كتاب مطبوع ومشهور و[هذه نسخة منه]، أعود لأقول بأن المحقق ذكر أيضا نسب المؤلف ثم شيئاً من حياته وذكر شيوخه وبلغ عددهم 125 شيخاً ذكرهم بالاسم، ثم ذكر بعض تلامذته، وآثاره، وقد بلغت 26 كتاباً، منها كما ذكرت تفضيل الكلاب، ووصف الفارس والفرس، ووصف السيف، ووصف القلم، والحاوي في علوم القرآن، وكتاب الحماسة، وأخبار عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، والشعر والشعراء، وألقاب الشعراء، وأخبار عبدالله قيس الرقيات ومختار شعره، وأخبار العرجي، وكتاب السودان وفضلهم على البيضان، وكتاب الشراب، وهذا الكتاب وغيرها.. ثم ذكر وفاته وشيئاً من التحقيق.. ليس هذا موضوعنا، فموضوعنا الكتاب وليس مؤلف الكتاب
ابن المرزبان في كتابه يذكر أخبار الثقلاء وأخبار من يكرهون الثقلاء، فقد ذكر في أول حديثه سبب نزول الآية الكريمة (فإذا طعمتم فانتشروا) وذكر ايضا حديثاً عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد قال لأصحابه (ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله؟) قالوا بلى يارسول الله، فقال (إن أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس). وذكر أحاديثاً أخرى أيضا عن الرسول الكريم.
وقد كان ابو هريرة رضي الله عنه إذا ثقل عليه الرجل قال: اللهم اغفر له وارحنا منه. وقال عمر بن الخطاب: من أمِن الثِّقَلَ فهو ثقيل. وهكذا يذكر ابن المرزبان أخباراً عن الثقل والثقلاء.. فيذكر أن ابو الصغدي الحارثي أتى عوانة بن الحكم بعدما كف بصره فسلم عليه وقال: إن الله لم يسلب عبداً شيئاً إلا عوضه مكانه شيئاً هو خير منه فما الذي عوضك عن بصرك؟ قال: الطويل العريض: ألا أراك، ولا تقع عيني عليك.
ويروى أن الشعبي قال: إذا أردت أن يكون بينك وبين من تستثقله الصين فحول قفاك إليه.
قال أحد البصريين:
فرحمة الله على آدم * رحمة من عم ومن خصصا
لو كان يدري أنه خارج * مثلك من جربانه لاختصى
وروي عن الشعبي أنه قال: من فاتته ركعتا الفجر فليلعن الثقلاء.
وقال أحد الشعراء لثقيل:
إذا أبصرت شخصك قلت شخص * حقيق بالحياكة والحجامة
وإن أبصرت وجهك قلت وجه * حقيق بالنحامة والنخامة
قال المأمون يوما لجلسائه: لم صار الثقيل أثقل على القلب من الحمل الثقيل؟ فلم يجب منهم أحد. وقالوا: أمير المؤمنين أعلم. فقال: لأنه يجتمع على الحمل الثقيل الروح والبدن. والثقيل تنفرد به الروح.
أُتي الحجاج بأسيرين ممن كان مع ابن الأشعث فأمر بضرب أعناقهم، قال أحدهما: أصلح الله الأمير، إن لي عندك يدا. قال: وما هي. قال: ذكر ابن الأشعث أنك إبليس فنهيته. فقال: ومن يعلم ذلك. قال: هذا يعني الأسير الآخر. فسأله الحجاج، فقال: قد كان ذاك. فقال الحجاج: فلم لا تفعل أنت كما فعل. قال: أينفعني عندك ذلك؟ قال: نعم. قال: لبغضك وبغض قومك. قال الحجاج: خلوا عن هذا لصدقه، وعن هذا لفعله.
ويقال أن رجلا قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: ثبتك الله يا أمير المؤمنين. قال: على صدرك .
قال أحدهم:
إني أجالس معشرا * نَوْكَى أخفهم ثقيل
لا يفهموني قولهم * ويدق عنهم ما أقول
فهم كثير قولهم * أنّي بقربهم قليل
قوم إذا جالستهم * صدئت لقربهم العقول
|
الزوار: 2985 |
تاريخ الاضافة: 27/12/2010 |
|
|